دبي: مأكولات المطاعم ضحية للتضخم .. وتستهلك 20% من دخل الأسر

تناول الطعام خارج المنزل يعتبر ترتيبا منتظما للكثير من السكان

TT

قالت دراسة حكومية صادرة من دبي أمس، أن التضخم الذي يصيب قطاعات متعددة في الإمارة، وصل مداه لمأكولات المطاعم أيضا، حيث قفز معدل التضخم السنوي للأطعمة في المطاعم إلى 15.1% في العام الماضي 2007.

ووفقا لدراسة أجرتها غرفة تجارة وصناعة دبي، فإن أسعار تناول الطعام خارج المنزل قد ارتفعت بصورة واضحة خلال العامين الأخيرين. وبلغ معدل التضخم السنوي للأطعمة في المطاعم خلال 2006 كان 5.4%، ويعتبر ذلك أقل من معدل التضخم العام والذي كان 9.3% حسب تقديرات وزارة الاقتصاد الاتحادية. إلا أنه في عام 2007، قفز معدل تضخم المجموعة إلى 15.1% قبل أن ينخفض إلى 7.3% بناء على الأسعار التي جمعت للربع الأول من العام الحالي. وتقول الدراسة إن أهم خصائص المناطق الحضرية الكثافة العالية للمنشآت الخدمية التي تقدم ما يرضي أسلوب حياة وعادات سكان هذه المناطق، ويشمل ذلك محلات تقديم الأطعمة، حيث إن العودة إلى المنازل خلال أيام العمل أصبحت تتسم بالصعوبة. كما مكن الدخل المرتفع العائلات من قضاء عطلات نهاية الأسبوع في مراكز التسوق والمنشآت الترفيهية الأخرى. وهو ما دفع بالعديد من المدن والدول المتقدمة إلى فرض رقابة لصيقة على خدمات تقديم الأطعمة. وتشير الدراسة إلى أن تناول الطعام خارج المنزل في دبي يعتبر ترتيبا منتظما للكثير من سكانها، خاصة للمجموعات الكبيرة من عمالها الأجانب الذي يعيشون في مساكن جماعية لكن يقومون بعمل ترتيباتهم الخاصة لتناول الطعام والاحتياجات الأساسية الأخرى. وفي مسح إنفاق الأسر المعيشية بدبي 1997/1998 والذي لا يزال يشمل أحدث الإحصائيات حول نمط استهلاك السكان في الإمارة، تبين أن حوالي 20% من إجمالي إنفاق هذه المجموعة السكانية يذهب إلى تناول الطعام خارج المسكن. في حين أن نمط الاستهلاك قد يتغير على مدار الأعوام، فإن التحديث المطرد الذي تشهده دبي وازدهار قطاع الفنادق والمطاعم فيها قد يؤدي إلى زيادة حصة تناول الطعام خارج المساكن من إجمالي إنفاق السكان. وسجلت أسعار الفول والفلافل، وهي من الوجبات الشعبية وسط مجموعات الدخل المنخفض، ارتفاعا في معدلات تضخمها بلغت 11.9% و11% في عامي 2006 و2007 على التوالي. وتقول الدراسة أنه يمكن ملاحظة تباطؤ في ارتفاع الأسعار في 2008 حيث بلغت حسب أسعار الربع الأول 8.9%. إلا أن نمط أسعار السندوتشات والشاورما التي يتم تناولها خارج المطاعم قد انسجمت مع الأسعار المتصاعدة لاحقا، حيث ارتفع معدل تضخمها من 3.9% في 2006 إلى 17.6% في 2008. كذلك شهدت أسعار المأكولات الأخرى التي تشترى من المطاعم ويتم تناولها خارجها لكن بمعدلات منخفضة نسبيا، وقد بلغ معدل تضخمها 8.9% في 2006، 6.4% في 2007 و6.7% في 2008. فيما سجلت أسعار المرطبات والمشروبات الغازية أعلى معدل زيادة، حيث بلغ معدل تضخمها 39.5% في 2007. توضح تقديرات 2008 حسب بيانات الربع الأول أن معدل التضخم لا يزال مرتفعا عند 20.6%. وتنهي الدراسة بالقول إنه على الرغم من ارتفاع أسعار تناول الطعام خارج المنزل، لا يتوقع انخفاض المبيعات. وتضيف «في الكثير من الحالات، يقوم العمال بعمل ترتيبات لطعامهم ولا يزالون يجدون تناول المأكولات خارج مساكنهم أرخص وأكثر راحة. من جهة أخرى ومع ارتفاع الطلب على العمالة الماهرة في دبي وهم العمال القادرون على إحضار عائلاتهم معهم وانتقال مزيد من الأسر إلى دبي، فإن ذلك يعني خروج مزيد من الناس لتناول الطعام خارج منازلهم في عطلات نهاية الأسبوع».