شركات الطيران الخليجية تتجاوب مع سوق النفط وتفتح باب تخفيض أسعار التذاكر

«الإمارات» تعلن عن أول خفض لأسعار تذاكر السفر منذ أربعة أعوام

طيران الإمارات تقود شركات الطيران في المنطقة لتخفيض أسعار التذاكر تزامنا مع انخفاض أسعار البترول العالمية («الشرق الأوسط»)
TT

بعد أربع سنوات من الارتفاع المتواصل لأسعار تذاكر السفر، أعلن أمس، وللمرة الأولى، عن تخفيض للأسعار. فقد اعلنت شركة طيران الإمارات أمس عن تخفيض محدود لأسعار السفر على متن رحلاتها، وأعادت قرارها هذا إلى تراجع أسعار النفط العالمية.

الجدير بالذكر ان الارتفاع القياسي في أسعار النفط، الذي بدأ منذ أربعة أعوام، دفع جميع شركات الطيران لزيادة أسعار تذاكر السفر. وتواصل هذا الارتفاع طوال السنوات الأربع الماضية، الذي تضاعفت فيه أسعار البترول فيها أربع مرات.

وقالت مصادر مطلعة في سوق السفر والسياحة إن خطوة طيران الامارات، ستفتح الباب على مصراعيه من قبل شركات الطيران العاملة في المنطقة، لإجراء تخفيضات على أسعارها خلال الفترة المقبلة، وأن هذه الشركات تدرس خطوتها المقبلة في هذه الاتجاه.

وتشير تلك المصادر الى أن «طيران الامارات كانت من أوائل الشركات التي قادت ارتفاع أسعار التذاكر، وهي الآن تعود لتقود هذا السوق لتخفيض الأسعار». وأكدت وجود خطط لتقليل الضرائب المفروضة على أسعار التذاكر، «بشرط استمرار انخفاض أسعار البترول عن أسعارها القياسية».

وكانت طيران الإمارات قد أعلنت في منتصف يوليو (تموز) الماضي، عن رفع أسعار تذاكرها إلى جميع الوجهات بنسبة 10 في المائة للدرجة الاقتصادية و5 في المائة على الدرجتين الأولى ورجال الأعمال. وتعد هذه الزيادة هي الرابعة على أسعار تذاكر طيران الإمارات منذ بداية العام الجاري، حيث كانت أعلنت عن آخر زيادة في مايو(أيار) الماضي، إذ رفعت أسعار تذاكر الدرجتين الأولى ورجال الأعمال بنسبة 11 في المائة على جميع الوجهات. وتجاوزت نسب الزيادة على أسعار تذاكر الشركة منذ بداية العام أكثر من 30 في المائة. وتبرر شركات الطيران هذه الزيادات المتواصلة بأن ارتفاع أسعار الوقود في الأسواق العالمية يدفعها باستمرار إلى رفع أسعار التذاكر لتغطية هذه النفقات التي تشكل نحو 30 في المائة من إجمالي النفقات. مصدر مسؤول بطيران الاتحاد أجاب بشكل مقتضب على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول أي خطط لتخفيض أسعار التذاكر، بالقول إن أسعار النفط المتغيرة «تشكل تحدياً بارزاً لجميع شركات الطيران، غير أن النفط بشكل عام ما زال يشكل جزءاً مهماً من التكلفة الإجمالية، وتستمر طيران الاتحاد بمراقبة الوضع يومياً».

وتوقع خبراء أن ترتفع فاتورة استهلاك الوقود في قطاع الطيران إلى 176 مليار دولار في العام الجاري 2008، مقابل 44 ملياراً فقط عام 2003.

وسجلت أسعار النفط أعلى مستوياتها في الشهر الماضي، عندما بلغت فوق 147 دولار للبرميل، فيما سجل سعر البرميل يوم الجمعة مع إغلاق أسواق النفط نحو 116 دولارا.

وفيما يخص إعلان طيران الإمارات، فقد قالت الشركة إنها خفضت أسعار تذاكرها في أسواق دول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط للسفر إلى أكثر من 20 وجهة، ضمن شبكة خطوطها، وأعادت الشركة الإماراتية ـ مقرها دبي ـ ذلك إلى «التراجع الملحوظ الذي سجلته أسعار الوقود مؤخرا». وخفضت طيران الإمارات ابتداء من أمس أسعار تذاكر السفر على أكثر من 30 رحلة إلى أوروبا والشرقين الأوسط والأقصى، بما في ذلك محطات عليها طلب كبير مثل مانيلا ودكا وجاكرتا ولندن.

وسوف يتم تخفيض أسعار التذاكر للسفر من دبي إلى كل من القاهرة وبيروت ودمشق وعمان بنسبة 4 في المائة، كما سيحصل المسافرون في الشرق الأوسط على أسعار أقل لتذاكرهم عند السفر على رحلات طيران الإمارات إلى محطات في دول مجلس التعاون الخليجي. ويقول عدنان كاظم نائب رئيس أول العمليات التجارية لمنطقة الخليج والشرق الأوسط وإيران، إن طيران الإمارات تخفض أسعار التذاكر إلى بعض الوجهات «نتيجة لتراجع أسعار الوقود»، مشيرا إلى أنه على الرغم من أن أسعار النفط سجلت انخفاضات تدريجية على مدى الأسابيع القليلة الماضية «إلا أن سعر البرميل لا يزال أعلى بنسبة 60 في المائة من متوسط الأسعار لعام 2007 ولا تزال أسعار الوقود المرتفعة تشكل واحداً من أكبر التحديات التي تواجهها طيران الإمارات».

وتشغل طيران الإمارات انطلاقاً من دبي رحلات إلى 101 مدينة عبر قارات العالم الست، وتغطي شبكة الناقلة في دول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط 15 محطة تتم خدمتها بأكثر من 200 رحلة أسبوعيا.

ومع الارتفاعات القياسية في أسعار البترول وتأثير ذلك المباشر على أسعار التذاكر، حذر خبراء في صناعة الطيران، في أن تواجه هذه الصناعة كارثة حقيقية، نتيجة لارتفاع أسعار الوقود، بعد أن ارتفعت تكلفة التشغيل أكثر من مرة.