تجدد «الحياة» في الخط الحديدي الذي يربط الشام بالحجاز

في ذكرى مرور 100 عام على تسيير أول رحلة قطار من دمشق إلى المدينة المنورة

TT

احتفلت المؤسسة العامة في سورية للخط الحديدي الحجازي بذكرى مرور مائة عام على تسيير أول رحلة قطار على الخط الحديدي الحجازي من دمشق إلى المدينة المنورة.

وتطلق مؤسسة «الخط الحديدي الحجازي» الحكومية السورية الاحتفالية بهذا الخصوص كنوع من الاهتمام بهذا التراث والشريان التواصلي بين بلاد الشام وشبه الجزيرة العربية.

وقال المهندس فايز بريشة مدير الآليات في الخط الحجازي السوري لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) أمس إن جهات عربية عدة شاركت في الاحتفالية منها الخط الحجازي الاردني والمملكة العربية السعودية، والاتحاد العربي للسكك الحديدية إضافة إلى تركيا.

وأكد المهندس بريشة أن متحفا للقطارات سيتم افتتاحه ويوضع في خدمة الزوار حيث إنه يشتمل على قاعتين الأولى تضم حوالي 18 قاطرة تاريخية يرجع تاريخها إلى عامي 1894 و1916.

وأشار إلى أن القاعة الثانية من المتحف تشمل مقتنيات تتضمن صورا وآليات قديمة ومستلزمات كان يستخدمها عمال سكك الحديد في الماضي، لافتا إلى أن قاعتي المتحفين موجودتين في المحطة التاريخية للخط الحجازي وهي محطة «القدم» التي تقع جنوب دمشق بحوالي 15 كم.

وبحسب (د ب أ) تسعى المؤسسة السورية للخط الحديدي الحجازي في إطار خططها المستقبلية إلى تنفيذ مشروع نقل الضواحي ضمن دراسات تكاملية مع وسائل النقل الأخرى الأمر الذي سيساهم بتقديم خدمة سككية جديدة من خلال تطوير محاور الشبكة الحالية وإنشاء محاور جديدة كمحور دمشق ـ مطار دمشق، ومحور دمشق ـ القنيطرة، ويتم التنسيق مع محافظة دمشق من خلال الدراسة التي تعدها شركة (سيسترا) الفرنسية لمشروع المترو في دمشق الذي أضحى مشروعا حيويا تحتاجه المدينة.

ويفتتح بهذه المناسبة وبالتنسيق مع احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية متحفي القاطرات والمقتنيات الأثرية والمتحف الحي في محطة القدم في دمشق ومعرض الصور الضوئية والأفلام الوثائقية في محطة الحجاز الذي تشارك فيه تركيا بتقديم محاضرة وفيلم عن أهمية خط الحجاز. وسيتم تنفيذ رحلة بالقطار من درعا (جنوب دمشق) إلى محطة المفرق الأردنية وسيقام احتفال مشترك مع الجانب الاردني.

وكانت إياد عربية وإسلامية شاركت في تشييد الخط وتمت الاستعانة بخبرات إيطالية والمانية وأنجز الخط الحديدي بكامله من دمشق إلى المدينة المنورة خلال ثماني سنوات وبلغ طوله 1320كم. وفي عام 1902 تم تنفيذ الخط الحديدي ما بين درعا (جنوب دمشق 110كم) وحيفا (في فلسطين) بطول 161كم.

وكان الخط الحديدي تعرض إلى تخريب في معظم إجزائه خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية من القرن الماضي.

وأكدت المؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي السوري أنها تطمح إلى إعادة تسيير هذا الخط الحيوي بين البلدان بعد أن يتم تحديثه للمحافظة على عراقته واصالته وكذلك بما يتواكب مع تقنيات النقل الحديثة المعاصرة ليكون احد الروافد الأساسية في منظومات النقل المحلية والإقليمية، وهو الأمر الذي يؤدي ايضا إلى ازدهار التبادل التجاري والثقافي والاقتصادي بين البلدان العربية التي يمر بها الخط الحديدي التاريخي.