انخفاض معدلات الفقر في شرق آسيا إلى 18%.. و37 مليون أميركي تحت خط الفقر

تقرير للبنك الدولي: زيادة عدد الفقراء في العالم

معدل الفقر مازال في جنوب الصحراء الأفريقية عند 50 في المائة على مدار 25 عاما في الفترة من 1981 إلى 2005 (رويترز)
TT

أعلن البنك الدولي ان الفقراء في العالم يزيدون عما كان متوقعا من قبل، في أعقاب تقييم شامل لتقديرات البنك الخاصة بمعدلات الفقر العالمية التي جرت في الماضي .

وذكر البنك عقب تعديل تصاعدي لتكاليف المعيشة في الدول الأكثر فقرا، أن حوالي 1.4 مليار شخص، واحد من كل أربعة، في العالم النامي يعيشون تحت خط الفقر، حسب التعديل الجديد المحدد بـ 1.25 دولار في اليوم، حسب أسعار 2005 عنه في عام 1993 .

وكان البنك الدولي أعلن في وقت سابق أن 985 مليون شخص تقريبا يعيشون تحت خط الفقر العالمي وهو دولار في اليوم، الذي جرى تحديده بناء على تكاليف المعيشة حسب بيانات عام 1993.

وعلى أي حال فإن تأخر بيانات المسح تعني أنها لا تعكس تأثيرات الاختلاف الكبير المحتمل على الفقراء جراء ارتفاع أسعار الغذاء والوقود منذ عام 2005 .

وذكرت وكالة الانباء الالمانية التي اذاعت النبأ ان تحديث بيانات البنك حول الفقراء اعتمد على مسح أجري على 675 أسرة في 116 دولة نامية تمثل 96 في المائة من السكان .

وفي حين أن الدول النامية أكثر فقرا مما كان يعتقد في السابق، اشار خبراء الاقتصاد في البنك الدولي الى بعض الادلة على تحقيق نجاح في محاربة الفقر. وقال جاستين لين كبير خبراء الاقتصاد في البنك الدولي إن «البيانات الحديثة تؤكد احتمال تحقيق العالم أول أهداف التطوير في الألفية بتقليل معدل الفقر المسجل في عام 1990 إلى النصف بحلول عام 2015»، ويعني هذا أن ما يقرب من مليار شخص سيعشون في فقر مدقع في 2015 . وأضاف لين «على أي حال، فإن الأخبار الواقعية تقول إن الفقر أكثر انتشارا مما كنا نعتقد، وهذا يعني أننا يجب أن نضاعف جهودنا مرة أخرى، خاصة في جنوب الصحراء الأفريقية» .

يشار إلى أن خط الفقر العالمي لم يتم اختياره عشوائيا، لكنه يعتمد على تقدير معدلات الفقر المحلية لأفقر 10 ـ 20 دولة، وتظهر البيانات الحديثة اختلافا إقليميا حادا .

وفي حين أن عدد الفقراء في شرق آسيا انخفض من 80 في المائة يقتاتون على أقل من 1.25 دولار في اليوم في 1981، إلى 18 في المائة في عام 2005، فإن معدل الفقر مازال في جنوب الصحراء الأفريقية عند 50 في المائة على مدار 25 عاما في الفترة من 1981 إلى 2005 .

وتضاعف عدد الفقراء جنوب الصحراء الأفريقية تقريبا من 200 مليون في عام 1981 إلى 380 مليون في 2005. وإذا استمر ذلك الحال فإن هذه المنطقة ستشمل ثلث فقراء العالم بحلول عام 2015 . وتابع لين «تمكنت الصين من تقليص (معدلات) الفقر في السنوات الثلاثين الماضية بسبب إصلاح السوق، ويؤخذ منها دروس للدول النامية الأخرى».

يشار إلى أن الصين كان لديها 207 ملايين شخص يعيشون تحت خط الفقر في عام 2005 مقابل 853 مليون في 1981 .

وتراجع معدل الفقر في جنوب آسيا من 60 في المائة إلى 40 في المائة بين عامي 1981 و2005، لكن إجمالي عدد الفقراء في المنطقة لايزال 600 مليون شخص.

ومن ناحية اخرى اظهر تقرير نشره مكتب الاحصاء الاميركي ان اكثر من 37 مليون اميركي كانوا يعيشون تحت خط الفقر عام 2007 كما لا يتوفر لـ 46 مليون شخص تأمينات صحية وافاد التقرير ان حوالي 3.37 مليون اميركي كانوا يعيشون تحت خط الفقر عام 2007 اي بزيادة عن معدلات العام الماضي التي بلغت 5.36 مليون عام 2006 .

وفي المقابل فان عدد الاشخاص الذين ليس لديهم ضمان صحي تراجع من 47 مليون نسمة عام 2006 الى 45.7 مليون عام 2007 بحسب التقرير نفسه .

وبلغ عدد الاميركيين الذين لديهم ضمان صحي عام 2007، 83 مليون نسمة مقابل 80 مليونا عام 2006 اي ما نسبته 8.27 في المائة مقابل 27 في المائة قبل سنة .

وتراجعت نسبة الاميركيين الذين لديهم تأمين صحي عبر شركاتهم او ارباب العمل ـ المصدر الابرز للضمان الصحي للاميركيين ـ من 59.7 في المائة عام 2006 الى 59.3 في المائة عام 2007 مع حوالي 177 مليون شخص في الحالتين.

ويطاول الفقر بشكل خاص الاطفال الاميركيين (18 في المائة من الذين تقل اعمارهم عن 18 عاما) مقارنة مع 11 في المائة من البالغين الذين تتراوح اعمارهم بين 18 و64 عاما واقل من 10 في المائة للذين تفوق اعمارهم 64 عاما بحسب التقرير.

وبحسب مكتب الاحصاء الذي استند الى ارقام العام 2007 فان عدد الاطفال الذين ليس لديهم ضمان صحي يفوق عدد الراشدين في هذا المجال نسبيا.

وخط الفقر محدد حاليا بـ21 الف دولار لعائلة مؤلفة من اربعة اشخاص لكن هذا الرقم يعود الى الستينات .

وقالت كاتلين ستول مساعدة مديرة مؤسسة «عائلات أميركا» انه «رغم هذه المعايير المنخفضة، هناك عدد اكبر من العائلات، لاسيما تلك التي لديها اطفال، يعاني من الفقر».

وفسرت ذلك بارتفاع كلفة المعيشة والبطالة والوضع الاقتصادي الصعب الذي تشهده البلاد.