ديلويت تتوقع تسجيل الشرق الأوسط أعلى نسب إشغال فندقي العام الحالي

بالرغم من مصاعب الاقتصاد العالمي

TT

سجّل سوق الفنادق العام الحالي إنطلاقة جيدة بفضل نموّ ملحوظ في متوسط أسعار الغرف. واوضحت دراسة أجرها مكتب ديلويت توتش توهماتسو ووزعتها في بيروت أن منطقة أميركا الشمالية هي المنطقة الوحيدة التي لم تسجل نموّاً من رقمين (بالدولار الأميركي) في إيرادات الغرف المتوافرة خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي.  ويقول أليكس كيرياكيدس، الشريك الإداري العالمي في قسم السياحة والضيافة والترفيه في ديلويت إن «معظم مناطق العالم شهدت نموّاً ملحوظاً في الأشهر الستة الأولى من العام 2008، وهي نتيجة مذهلة لهذا القطاع نظراً للصعاب الاقتصادية التي يواجهها الاقتصاد العالمي في الوقت الراهن. وتتطلّع منطقة الشرق الأوسط إلى تحقيق نموّ من رقمين للسنة الخامسة على التوالي».

وتشير الأرقام إلى نموّ في إيرادات الغرف المتوافرة في منطقة الشرق الأوسط بنسبة 21.6 في المائة لتصل في المتوسط الى 135 دولارا. وقال روب أوهانلون، الشريك في قسم السياحة والفنادق والترفيه في ديلويت الشرق الأوسط «إن المنطقة قد شهدت أيضاً أعلى نسبة من حيث إشغال الغرف الفندقية بمعدل 75.3 في المائة  وأعلى متوسط سعر غرفة بمعدل 180 دولاراً». ويتواصل نموّ إيرادات الغرف المتوافرة في دبي، وإن كان بوتيرة أبطأ من العام الماضي ـ مع ارتفاع بنسبة 9.6 في المائة في الإيرادات التي بلغت هذا العام 274 دولاراً. كذلك حصلت الإمارات المتحدة على أعلى النسب من حيث الإشغال ومتوسط أسعار الغرف في منطقة الشرق الأوسط، مع 85.3 في المائة و321 دولاراً على التوالي. وسجلت المنتجعات في مصر نموّاً ملحوظاً في إيرادات الغرف المتوافرة، لاسيّما أن البلاد أصبحت تستقطب نسباً أعلى من السياح، لما تقدّمه من ترف الإقامة والرفاهية بأسعار زهيدة. وتصدّرت منطقة طابا النموّ في إيرادات الغرف المتوافرة بنسبة 93.2 في المائة. غير أنها شهدت أدنى رقم لإيرادات الغرف المتوافرة في الشرق الأوسط مع 27 دولارا.  وتمتعت منطقتا أميركا الوسطى والجنوبية بأعلى نسبة نموّ في العالم، حيث ارتفعت إيرادات الغرف المتوافرة بنسبة 23 في المائة لتبلغ 82 دولاراً، وذلك بفضل ارتفاع بنسبة 19.5 في المائة في متوسط أسعار الغرف. وتستفيد المنطقة من الدولار الضعيف الذي يجعل السياح والمسافرين الأميركيين يقصدون وجهات قريبة من موطنهم.   أما في أوروبا، فقد ارتفعت إيرادات الغرف المتوافرة بنمو نسبته 15.2 في المائة لتبلغ 115 دولاراً. وعرف عدد كبير من المناطق الأوروبية نمواً كبيراً في النصف الأول من العام، بالرغم من التباطؤ الاقتصادي الحالي ومن سعر صرف اليورو المرتفع الذي يُفترَض أن يقلّص عدد السياح الذين يقصدون البلاد الأوروبية. وما زالت أرقام فنادق روسيا ترد من بين أعلى نتائج إيرادات الغرف المتوافرة في أوروبا، مع إيرادات تصل إلى 268 دولاراً في موسكو، ما يعادل نمواً بنسبة 25.1 في المائة. كذلك عرفت مدينة سانت بطرسبرغ نمواً كبيراً بنسبة 37.1 في المائة.  وسجلت فنادق آسيا والمحيط الهادئ نمواً بنسبة 13.3 في المائة في إيرادات الغرف المتوافرة التي وصلت إلى 100 دولار أميركي. ويُعزى التحسن المسجَّل إلى الارتفاع في متوسط أسعار الغرف التي استقرّت حالياً على 147 دولاراً. وعرفت بالي أعلى نموّ في إيرادات الغرف المتوافرة، مع ارتفاع بنسبة 38.8 في المائة وصولا إلى 86 دولاراً.  أما منطقة أميركا الشمالية، وهي أكبر سوق للفنادق العالمية، فقد كانت المنطقة الوحيدة في العالم التي لم تسجّل نمواً من رقمين في إيرادات الغرف المتوافرة خلال النصف الأول من العام 2008. وفيما تداعت نسبة الإشغال إلى 61.5 في المائة، ارتفع متوسط أسعار الغرف بنسبة 4.8 في المائة ليبلغ 109 دولارات ـ أي ارتفاع 5 دولارات بالنسبة إلى الفترة عينها خلال السنة الماضية. وتفيد البيانات الوافدة من أميركا إلى زيادة في الطلب خلال أيام الأسبوع، مقابل تراجع في عطلة نهاية الأسبوع، ما يوحي بأن السياح باتوا يختصرون مشاريع سفرهم، في زمن التراجع الاقتصادي.  وفي تعليق على النتائج، قال كيرياكيدس: «إن قوة بعض العملات ولاسيما اليورو مقابل الدولار تشكل تحدياً لقطاع الفنادق، خصوصاً في أوروبا التي من المرجّح أن تشهد تراجعاً في عدد الزوّار الوافدين إليها من الولايات المتحدة وبريطانيا خلال ما تبقى من العام. وستظل الولايات المتحدة تستفيد من توافد المسافرين من كلّ من أوروبا وآسيا، غير أنه من غير المرجّح أن ينجح الوقع الإيجابي للمسافرين الوافدين في معادلة المنحى التراجعي نتيجةً للاقتصاد المتباطئ».