مع دخول رمضان.. اللاعبون الجدد يرفعون سوق الإعلان السعودي 30%

المناسبات الدينية والوطنية تعزز نموه.. وشركات الاتصالات والقنوات الفضائية أبرز رواده

شهد القطاع الإعلاني في السعودية منافسة شديدة بمناسبة شهر رمضان بين جهات مختلفة («الشرق الأوسط»)
TT

رفع اللاعبون الجدد في سوق الإعلان السعودي نمو القطاع بنسبة يصل متوسطها إلى 30 في المائة عن العام الماضي، وذلك بعدما استحوذوا على نسبة كبيرة من الوسائل الإعلانية سواء كانت مقروءة أو مسموعة أو مرئية أو حتى على جوانب الطرق.

وشهد القطاع الإعلاني في البلاد منافسة شديدة قبل دخول شهر رمضان بين جهات مختلفة، حيث اشتعلت المنافسة بين شركات المنتجات الاستهلاكية من جهة، والقنوات الفضائية التي استخدمت وسائل أخرى كالصحف، لجذب اكبر عدد من المتابعين، بهدف الفوز بأكبر عدد من المتابعين لأعمالها الدرامية أو برامجها وبالتالي استقطاب رعاة لتلك الأعمال.

وبحسب عاملين في قطاع الإعلانات في السعودية فإن السوق شهد انتعاشاً غير مسبوق في عملية ضخ الإعلانات بمختلف الوسائل الإعلامية خلال الفترة التي سبقت دخول شهر رمضان رغم تزامنها مع موسم الصيف الذي يشهد غالبا ركودا في الإعلان. وأعاد العاملين الأسباب إلى دخول المشغل الثالث للهاتف المحمول «زين» والذي غطت إعلاناته الكثير من الوسائل الإعلانية كالصحف والقنوات الفضائية التلفزيونية إضافة إلى إعلانات الطرق.

أمام ذلك، قال بندر عسيري مدير عام الشركة الخليجية للإعلان والعلاقات العامة أن سوق الإعلان خلال الفترة التي سبقت شهر رمضان المبارك نمت بشكل عام عن العام الماضي 2007، مشيراً إلى أن نسبة النمو في عمليات شركته وصلت إلى 50 في المائة.

وأضاف أن دخول شركة المشغل الثالث للهاتف المحمول رفع حجم الإعلانات بشكل كبير، خاصة أن الشركة تعلن عن بدء إعمالها وهو ما يتطلب حملات كبيرة ومكثفة، في ظل المنافسة القوية التي اعتبرت سمة من سمات سوق الاتصالات السعودي. ولفت العسيري إلى أن سوق المنتجات الاستهلاكية هو الأنشط في سوق الإعلانات خلال فترة الشهر الكريم، مفيدا أنه عمل على تكثيف حملاته للنمو الحاصل في مبيعات المنتجات الاستهلاكية، مع تركيز أفراد المجتمع على وجبتين رئيسيتين في رمضان وهي الفطور والسحور، على عكس ما يحدث في الأيام العادية والتي تتوزع فيه الوجبات وتختلف مواقيتها.

وأكد عسيري أن رمضان يعتبر فرصة للكثير من المعلنين حيث يتم تركيز شريحة كبيرة من أفراد المجتمع في وقت واحد وهي فترة الفطور، مما يجعلها أعلى أسعار الشهر الكريم، بالإضافة إلى كونها هدفا للمعلنين لاستهداف تلك الشريحة، مشيراً إلى أن الكثير من الشركات تتصارع على تلك الفترة.

وأكد عسيري أن إعلانات الصحف كانت تنخفض في رمضان او الفترة التي تسبق الشهر الكريم، إلا أن العام الحالي شهد معدل نمو كبيرا خاصة مع دخول قطاعات جديدة في سوق الإعلان.

وأشار إلى أن اللاعبين المؤثرين الجدد في سوق الإعلان، تمثل في شركات الاتصالات الجديدة، بالإضافة إلى القنوات التلفزيونية الفضائية التي شهدت منافسة شديدة، خاصة مع ارتفاع قيمة الإنتاج للبرامج والمسلسلات، مما جعل تلك القنوات تسعى إلى تحقيق أرباح من خلال جذب المعلن والمشاهد في وقت واحد.

وبين أن إعلانات الانترنت تشهد حركة كبيرة خاصة أن السعودية تعتبر من أكثر البلدان فعالية في الانترنت، مستدلا على ذلك بأن شركته «الخليجية للإعلان والعلاقات العامة» أنشأت إدارة متكاملة لتسويق وتطوير مواقع الانترنت.

من جهته بين خليل قرعوني مدير شركة يونيفرسال بروموسفن السعودية أنه على الرغم من ارتفاع أسعار الإعلانات إلا أن المعلنين في ازدياد ملحوظ، خاصة مع دخول شهر رمضان المبارك، مبيناً أن جميع الوسائل الإعلانية تشهد نسبة أشغال عالية خلال الفترة الحالية.

وقال إن شهر رمضان الجاري يعتبر الأعلى تاريخياً في قيمة الصرف على الإعلانات من خلال تأثير دخول منافسين جدد، بالإضافة إلى ازدياد عدد وسائل الإعلام والإعلان المختلفة، موضحاً أن قنوات الإذاعة هي الأخرى تشهد نموا في بث الإعلانات خاصة خلال الشهر الكريم.

وبين قرعوني أن رمضان الحالي شهد دخول مطاعم الوجبات السريعة في طرح عروض لوجبات الفطور والسحور، بالإضافة إلى الحركة المتزايدة لشركات الاشمغة والألبان والمستمرة، والإعلان عن مجمعات جديدة، بالإضافة إلى المنافسة بين كبرى الفنادق على جذب الزبائن للخيام الرمضانية.

ويتفق مدير عام شركة يونفرسال بروموسفن السعودية مع ما ذهب إليه بندر عسيري من أن سوق إعلانات الانترنت ازداد بشكل ملفت، إذ يقول قرعوني أن متابعي الإعلانات في الانترنت زاد خلال الفترة الماضية. إلى ذلك بين محمد القحطاني الرئيس التنفيذي لشركة علامة للاستشارات التسويقية أن رمضان يعتبر موسما ذهبيا للإعلانات في السعودية، مشيراً إلى أن نسبة النمو في سوق الإعلانات يتراوح ما بين 25 في المائة إلى 35 في المائة، خاصة مع زيادة إعلان شركات المنتجات الاستهلاكية، وانخفاض إعلان شركات الاستثمارات.

وأكد أن الشهر الفضيل يشهد أيضا إعلانات التهاني التي تزداد في الصحف الوسيلة الإعلانية الأولى في البلاد، حيث يعتبر الكثير من المستهدفين في الإعلان، أن عمر الإعلان في الصحف أطول من غيره في وسائل الإعلام الأخرى.

وأكد المدير التنفيذي لشركة علامة أن المواد الغذائية ومراكز التسوق والقنوات الفضائية هي الأكثر نشاطاً، بالإضافة إلى تهاني الشركات بدخول شهر رمضان، متوقعاً أن يشهد الشهر الحالي نشاطاً فيما يتعلق بالتهاني، بالإضافة إلى تصادف اليوم الوطني للسعودية والذي يصادف الـ 23 من سبتمبر (أيلول) الجاري وهو ذات اليوم من رمضان.

ويضيف أن من المناسبات التي تتصادف مع هذا الشهر أيضا وقد تكون مقصورة على الصحف وهو الإعلانات المخصصة للتهاني بمناسبة عيد الفطر السعيد والذي يتوقع أن يكون أول أيامه وفقا لتقويم أم القرى مصادفا لليوم الأول من شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.