إضراب 27 ألف ميكانيكي يشل حركة «بوينغ»

قد يكلف الشركة 100 مليون دولار يوميا.. وتأخير بإنتاج طائرات «دريم لاينر»

TT

تواجه شركة بوينغ لصناعة الطيران منذ مساء الجمعة إضرابا يشل إنتاجها بعدما عجزت عن التوصل الى اتفاق مع نقابة الميكانيكيين النافذة رغم مفاوضات اللحظة الأخيرة.

ويبدأ ما يقرب من 27 ألف عامل ميكانيكي، في واشنطن وارغون وكنساس، في عملاق صناعة الطائرات الأميركية «بوينغ» إضرابا عن العمل أمس في تمام الساعة 1201 في منتصف الليل بتوقيت الباسفيك (0700 بتوقيت غرينتش) بعد فشل المحادثات الموسعة بين الشركة وأكبر نقاباتها التي رفضت مرة أخرى عرض الشركة بزيادة الأجور في ظل مخاوف من إمكانية نقل وظائفهم إلى الخارج.

وقال الاتحاد الدولي للميكانيكيين وعمال الفضاء في بيان نشر على شبكة الانترنت: «على الرغم من الاجتماع في وقت متأخر أثناء الليل (ليلة الجمعة/السبت) وبعض ساعات النهار، فإن محادثات العقد المتواصلة مع شركة بوينغ لم تتناول قضايانا» طبقا لما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.

ووافق الميكانيكيون على تنظيم الإضراب من خلال تصويت أجري يوم الأربعاء الماضي لكنهم أجلوا تلك الخطوة بعد أن أعادت الشركة فتح باب المفاوضات مع قادة النقابة الذين أمهلوها حتى مساء أمس الأول لتقديم «عرض اتفاق استثنائي» بإشراف وسيط اتحادي.

وينص عقد بوينغ على مكافأة توقيع عقد بمبلغ 2500 دولار وزيادة 11 في المائة على مدى ثلاث سنوات ومبلغ إضافي في العام الأول و14 في المائة زيادة في المعاش الشهري ومزايا أخرى. ولم يتم حتى الآن تحديد موعد محادثات أخرى.

وقال قادة النقابة إن أكثر من 80 في المائة من العمال صوتوا لصالح تنظيم الإضراب. ويطالب العمال بزيادة الأجور والمزايا والحصول على ضمانات بأن الشركة لن تنقلهم لوظائف خارج البلاد.

وأعطت اكبر نقابة عمال ممثلة في بوينغ مع 27 الف ميكانيكي اي 16% من كتلة الأجور، الضوء الأخضر لأعضائها لبدء إضراب كان يتهدد المجموعة منذ الأربعاء.

وقالت نقابة «إنترناشونال اسوسييشن أوف ماشينيست اند ايروسبيس وركرز (اي أيه ام)» على احد مواقعها الالكترونية «لقد بدأ الإضراب» موضحة ان الإضراب «بدأ بعد منتصف الليل» بالتوقيت المحلي اي الساعة 07.01 بتوقيت غرينتش السبت. وأضافت النقابة «هذه الشركة لم تحترم الأصول وفاوضت بطريقة غير قانونية ولم تحترم أفضل الميكانيكيين من خلال رفض تلبية تطلعاتهم».

وقالت بوينغ من جهتها ان مفاوضات برعاية وسيط مع النقابة «انتهت اليوم (الجمعة) من دون التوصل الى اتفاق حول عقد أجور جديد يشمل 27 الف عامل».

ويأتي هذا النزاع في الوقت الذي تعمل فيه مصانع بوينغ بكامل طاقتها للوفاء بالطلب القوي على الطائرة 787 دريملاينر الموفرة للوقود. وقد تلقت الشركة طلبات بتصنيع 900 طائرة إلا أنها تأخرت بالفعل لمدة عامين عن التسليم. وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن الإضراب قد يكلف الشركة 100 مليون دولار يوميا كدخل مفقود، أو ما يعادل 3 مليارات دولار شهريا، كما انه قد يساهم بتأخير إنتاج 40 طائرة من مختلف الطرازات.

وتتوقع الشركة، التي حققت أرباحا وصلت إلى 4.1 مليار دولار في العام الماضي، إيرادات مالية خلال العام الحالي بقيمة 70 مليار دولار. كما انها تملك طلبيات لتصنيع الطائرات تصل قيمتها الإجمالية الى نحو 275 مليار دولار. وكان متابعو هذا القطاع يخشون من حصول هذا الإضراب في حين كان الطرفان يجريان مفاوضات شاقة في الأسابيع الأخيرة لتجديد عقد جماعي للميكانيكيين انتهت مدته الأربعاء.

ورفضت النقابة في الأيام الأخيرة اقتراحات عرضت بوينغ من دون إمكانية إدخال تعديلات عليها، وهي تشمل خصوصا رفع الأجور ومخصصات تقاعد فضلا عن ضمان العمل. وقد اقر 87% من المنتسبين الى النقابة مبدأ الإضراب الأربعاء.

وأكدت بوينغ ان خلال فترة الإضراب «ستساعد بوينغ الزبائن وطائراتهم. وستستمر الشركة في تسليم طائرات انتهى إنتاجها قبل الإضراب فضلا عن تسليم قطع غيار»، وأضافت المجموعة ان «بوينغ لا تنوي تجميع طائرات خلال الإضراب».

ويشكل هذا الإضراب ضربة قوية جديدة الى طائرات «دريم لاينر» التي تأخر إنتاجها حتى الان سنتين بسبب مشاكل متكررة على صعيد الانتاج.

كما ان الإضراب سيشل سلسلة الانتاج التي تعمل بكامل طاقتها منذ عدة اشهر بسبب ارتفاع كبير في الطلب العالمي على طائرات مدنية من الجيل الجديد تستهلك كميات اقل من الوقود مقارنة مع الطائرات القديمة في شركات الطيران.

ويعتبر محللون ان الإضراب وهو الرابع خلال 20 عاما في تاريخ بوينغ الحديث سيكلف الشركة كثيرا مع ربح فائت يقدر بأكثر من مائة مليون دولار يوميا على مستوى العائدات، وكان الإضراب الأول في عام 1989 قد امتد إلى نحو 48 يوما.

أما الإضراب الثاني في عام 1995 فقد استغرق 69 يوما في حين امتد الإضراب الثالث في عام 2005 لنحو 24 يوما. لكن الإضراب الحالي لن يشمل الصناعات الدفاعية والعسكرية لبوينغ. يشار الى ان أسهم بوينغ انخفضت بنسبة 14 في المائة مع نهاية تداولات الأسبوع يوم الجمعة.