97% من شركات السوق تسجل انخفاضا و23% منها تغلق على النسب الدنيا

المؤشر العام يخسر 5.4% فى جلسة واحدة منذ أكثر من 8 أشهر

متداولان يتابعان حركة الأسهم السعودية (أ.ف.ب)
TT

استهل المؤشر العام في سوق الأسهم التعاملات الأسبوعية بنوع من عدم الرضا وخوف من قبل المتعاملين والمتزامن مع التنظيمات الأخيرة لشركة السوق المالية «تداول»، حيث كان السوق السعودي ينتظر ويترقب نتائج ردود الفعل جراء النظام الجديد الذي أعلنت عنه «تداول» في آخر جلسة تداول الأسبوع الماضي، والمتضمن وحدة تغيير سعر السهم.

وأغلق المؤشر العام لسوق الأسهم السعودي على انخفاض كبير لم يشهده منذ الثاني والعشرين من يناير (كانون الثاني) الماضي، والذي خسر فيها المؤشر نسبة تصل إلى 9 في المائة فى جلسة واحدة، ليغلق المؤشر العام عند مستويات 8044.79 نقطة، مسجلاً خسائر بنحو 459.93 نقطة، وبنسبة 5.41 في المائة، وذلك وسط قيم تداولات تجاوزت 6.2 مليار ريال (1.6 مليار دولار) توزعت على ما يزيد عن 179 مليون سهم.

وجاء أداء القطاعات بشكل سلبي حيث تحالفت جميع القطاعات بلا استثناء فى الانزلاق نحو هاوية الهبوط، وزادت وتيرة التشاؤم من أداء السوق بعد مرور النصف الأول من جلسة التداول والتي شهدت تسارعا في عملية بيع كثيفة على بعض الأسهم القيادية التي كان أداؤها غير منطقي حيث تأثر سهم «سابك» و«بترورابغ» و«كيان» بعملية قصف قوية ليشهد النسبة الدنيا المسموح بها فى نظام تداول عند مستوى 108 ريالات.

كما شهد سهم «ينساب» خسائر بنسبة تصل إلى 8.6 في المائة، ليغلق قطاع الصناعات والبتروكيماوية خاسرا بنسبة 7.69 في المائة، وسهم «الراجحي» الذي فقد بدورة 4.69 في المائة، بالإضافة إلى سهم «سامبا» الذي هبط بأكثر من 5.9 في المائة، وسهم بنك» الرياض» بنسبة 7.4 في المائة، ليغلق القطاع على انخفاض بنسبة 4.68 في المائة.

وبالنظر إلى أداء السوق فقد انخفضت 122 شركة من أصل 124 شركة مدرجة بالسوق وجاء منها 28 شركة على النسبة على النسبة الدنيا المسموح بها فى نظام تداول، وسجلت بعض الأسهم المدرجة حديثا أدنى مستوى لها منذ الإدراج مثل «استرا» و«العثيم» و«الخليج للتدريب» و«الطباعة والتغليف» و«الدريس» حيث لم تستطع الصمود أمام موجة البيع القوية التي شهدها المؤشر العام.

وبين ماجد العمري المحلل الفني لـ«الشرق الأوسط» أنه مع الهبوط الكبير الذي شهدته تداولات يوم أمس، اقترب المؤشر من مستوى بداية آخر اتجاه صاعد على المدى القصير بنحو 7810 نقاط، مبيناً أن مثل هذا السلوك أدى إلى تحويل الاتجاه الصاعد إلى حركة جانبية، خصوصًا وأن التراجع الذي شهدته تداولات يوم السبت تجاوز الثلثين بما يعادل 66 في المائة من الموجة الصاعدة الأخيرة. وذكر ان ذلك يعني أن الصورة الفنية فقدت جزءا كبير من قوتها وأهميتها بعد التحركات الإيجابية التي بدأها المؤشر العام الأسبوع قبل الماضي.

وأشار العمري إلى أن المؤشر العام لا يزال يتحرك في مرحلة انتقالية على المدى المتوسط، وظهرت بوادر مهمة وقوية للتحول من الاتجاه الهابط إلى الحركة الجانبية على هذا المدى، خاصة وأن المؤشرات الفنية تشير إلى وصول السوق إلى مراحل إفراط في البيع، مقارنةً بالأشهر الماضية، والذي يتوقع أن يكون بداية تحول مهم خلال الأشهر القليلة المقبلة.

من جهته ذكر علي الزهراني المحلل الفني لـ«الشرق الأوسط» أن حالة انعدام الثقة لا تزال قائمة بالسوق، حيث بدأت الإشارة الأولى من منتصف الأسبوع الماضي، في ظل كميات البيع الكبيرة على سهم «سابك»، مما أعطى إشارة واضحة لرغبة صانع السهم للوصول به لمستويات سعرية متدنية جديدة، وبالتالي انعكاس هذا التراجع الحاد على شركات القطاع والسوق إجمالاً. وأوضح الزهراني أن الناحية الفنية تبين أن المؤشر العام على وشك اختبار القاع السابق عند مستوى 7884 وسط سلبية واضحة في أغلب المؤشرات الفنية مما يزيد من إمكانية الضغط على الشركات القيادية، وذكر أن مستوى الدعم بين 7500 إلى 7660 هو المستهدف في حال كسر 7884 خلال الأيام المقبلة مع إمكانية الارتداد على الفواصل القصيرة لتكوين موجة ارتدادية مؤقتة ربما تمتد إلى مستويات 8105 ثم 8280.

ويرى الزهراني انه حان الوقت للنظر إلى التحليل المالي لمعرفة الفرص الجيدة واقتناص الفرص في الشركات التي تتمتع بقراءات مالية مميزة و في قطاعات واعدة.

وأشار ان ما يحدث خلال تداولات الأمس يلزم بمراجعة الحسابات خلال الفترة المقبلة خاصة فيما يتعلق بالأهداف السعرية المتوقعة كتحليل فني لان مثل هذه التراجعات تسبب اهتزازات في قراءة المؤشرات العامة للسوق.