أركان: ربط مكة المكرمة بعرفات ومنى بـ«مونوريل».. حلم ليس بعيداً تحقيقه

ينقل ملايين من ضيوف الرحمن في أحدث وأسرع القطارات

رسم تخيلي لقطارات «المونوريل» في السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

غادر أركان وطنه إيران إلى الولايات المتحدة، لينشئ إحدى كبرى الشركات الأميركية في مجال المقاولات والمشاريع الصناعية، يرافقه حلم يشير اليه بشغف وفرحة غير عادية بمكتبه الفخم في ولاية ميريلاند حيث فتح قلبه وتحدث عن مراحل مختلفة عن حياته بشكل صريح. تحدثت «الشرق الأوسط» مع السيد أركان او كما يخاطبه موظفوه بشركة انترناشيونال كوميرس كورب (Intercontinental Commerce Corporation) في يناير (كانون الثاني) عام 2007، بينما كشف في حديثه عن مشروعه الضخم «شبكة خطوط مونوريل (monorail) في مصر بين مدينتي 6 أكتوبر والقاهرة» والذي من المتوقع انطلاقه قريباً، كما تحدث عن مشروع مونوريل بين مدينة مكة المكرمة ومني وعرفات لنقل الملايين من ضيوف الرحمن في أحدث وأسرع قطارات مونوريل، غير انّ حديثه هذه المرة ليس عادياً بحيث لا يتحدث فقط عن مشروع آخر قد يدخل بعد انجازه في كتاب مشاريعه الاقتصادية الضخمة التي أنجزها في الولايات المتحدة فحسب، بل يحكي قصة مؤثرة عن الرجل الذي كان بمثابة والده وهو والد زوجته، الذي كان من أبرز التجار في إيران كما انّ إيمانه وتمسُكه بمبادئ الشريعة وحُبّه لزيارة الديار المقدسة متى استطاع من السفر كان من ميزاته. ولم ينس أركان رحلة والد زوجته الأخيرة إلى مكة المكرمة ويقول: «رغم مرور عشرات السنين علي تلك الليلة الصيفية غير انّني أراها وأتذكرها بشكل شفاف. وفي تلك السنين لم تكن رحلة الحج رحلة عادية بحيث كان الزائر يغادر بلده قبل شهور من بدء مناسك الحج، على ظهر حصانه أو في الحافلات المسماة بـ«مجنزرة» كونها محاطة باعمدة فولاذية، بينما كان الزوار يتوجهون إلى الديار المقدسة عبر العراق وسورية إلى لبنان حيث كانوا يركبون السفن المتجهة إلى ميناء جدة».

ما علاقة والد زوجته بمشروع مونوريل؟

لحظات من التأمل، يتبعها كلام من رجل، قضي ثلثي حياته خارج وطنه وزار الديار المقدسة عدة مرات كانت آخرها في العام الماضي حيث قرأ الفاتحة على مقبرة والد زوجته وهو يصوّر في ذهنه مسير مونوريل من الميقات إلى منى وعرفات.

«لدى كل إنسان حلم يعيش من اجله، ولدي ايضاً حلم أعيشه منذ عقد من الزمن، حينما زرت بيت الله الحرام من جديد بعد سنوات من زيارتي الأولى. فوجئت بأمرين، الأوّل أبعاد التطور والإعمار التي شهدتها مكة المكرمة والسعودية بشكل عام والحرم المكي والمسجد الحرام بشكل خاص، والثاني الازدحام وكثافة عدد الزوار الذين كانوا يأتون من مشارق الأرض ومغاربها، رأيت عظمة مشروع الحرم المكّي والجهد الذي تبذله حكومة السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين لضمان راحة الحجيج وتوفير كافة التسهيلات لهم غير انّ عدد الزوار الذين يزداد بآلاف كل سنة خلال رحلة الحجاج إلى منى كان في نظري مشكلة لا يمكن حلّها إلا بتوسيع الطرق او إنشاء الجسور بل انّ الأمر يتطلب حلاً دائماً».

هكذا أشغلت فكرة ايجاد مخرج لحل مشكلة الازدحام بين مكة المكرمة ومنى، بال السيد أركان لعدة أشهر حتى أن قابل مسؤولا سعوديا كبيرا وأثار فكرة إنشاء شبكة خطوط مونوريل معه.

«قلت للمسؤول السعودي انّ لدي حلما بأن أرى ضيوف بيت ‌الله الحرام ينتقلون بين مكة المكرمة ومنى بقطارات مونوريل السريعة المتطورة. وما مضى على حديثي أكثر من بضعة أسابيع حتى وصلت الدعوة لزيارة السعودية. ذهبت ومعي فريق من المصّممين والمهندسين من شركتي بحيث قمنا بزيارة مسير الشبكة واجرينا فحوصات ودراسات ميدانية ولدي ثقة كاملة، بمشاهدتي أبعاد التقدّم والتطور والانماء بالمملكة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي‌عهده الأمين والحكومة السعودية الرشيدة، انّ مشروع مونوريل مكة المكرمة ومنى سينجز في أسرع وقت كونه مشروعاً لراحة ضيوف الرحمن وسلامتهم.

ورداً علي سؤال حول تفاصيل المشروع، يقول السيد أركان: وفقاً للتصاميم والخطط التي تم إعدادها من قبل فريق من الخبراء والفنيين والمهندسين المعروفين في مجال إنشاء شبكات مونوريل، فان خط قطارات مونوريل (monorail) سيبدأ من محطة الميقات خارج مكة المكرمة حيث تستقبل المحطة الأولى الآلاف من الزوّار الذاهبين إلى مكة المكرمة، حيث سيتم تشييد الخط على شكل دائرة حول الحرم المكّي الشريف، وسيشاهد الركاب من داخل القطار بيت الله الحرام وسيكتشفون عظمة الكعبة، بالاضافة إلى انّهم سيشاهدون من مختلف الجوانب أبعاد المشاريع الضخمة التي أنجزتها الحكومة السعودية من أجل راحة الحجيج وتسهيل ترددهم خارج الحرم وداخله. وماذا بعد محطة مكة، نسأل السيد أركان؟ يقول مدير شركة ICC انّ القطار سيتوجه من مكة أي محطته الثانية، إلى مقصده النهائي عرفات ومن ثم يبدأ رحلة العودة إلى مكة المكرمة مروراً بمزدلفة ومنى، بمعنى آخر، يتوجه ضيوف الرحمن إلى جوار الكعبة وعرفات ومزدلفة ومنى ويعودون إلى حيث بدأت رحلتهم. والزائر الذي يطوف حول الكعبة ماشياً على قدميه، يطوف ايضاً في رحلة اياب وذهاب حول أقدس بقاع العالم، في قطارات مجهزة باحدث وسائل الراحة والكراسي الفخمة فهم يشاهدون من وراء شبابيك كبيرة ما يحلم به المسلمون جميعاً.

وماذا عن الطواقم الفنية وقائدي القطارات؟ هل ستتولى شركة ICC تدريبهم؟

بالتأكيد، بحيث هناك مجموعة من الفنيين والمدربين ستشرف على تدريب وتأهيل الطواقم العاملة في شبكة خطوط مونوريل.