«أليتاليا» تقترب من الإفلاس.. ورحلات الشركة قد تتوقف غدا

بيرلسكوني يهاجم النقابات ويهدد بالتدخل شخصيا لإنقاذ الخطوط الجوية الإيطالية

عاملون في الخطوط الجوية الايطالية يتظاهرون ضد خطة لإنقاذ الشركة (ا.ب)
TT

تقترب شركة الخطوط الجوية الايطالية «أليتاليا» من حالة الإفلاس بعد قيام مجموعة من مستثمري القطاع الخاص الإيطاليين بقطع المباحثات لشراء الناقلة المملوكة للدولة نتيجة معارضة نقابات العمال. وفي أعقاب انهيار المحادثات في روما قال وزير العمل الإيطالي موريزيو ساكوني ان «الوضع مقلق، ويزداد سوءا. أليتاليا لن تكون قادرة على العمل لفترة أطول إذا لم تحدث تطورات جديدة».

وكانت الحكومة الايطالية التي تملك نحو 50 في المائة في الشركة، تسعى منذ عامين الى بيع حصة في «أليتاليا»، التي تفقد نحو أكثر من 3 ملايين دولار يوميا. وتسببت معارضة اتحاد النقابات في إحباط عرض من شركة الخطوط الجوية الفرنسية في ابريل (نيسان)، وهو نفس الشهر الذي انتخب فيه سلفيو برلوسكوني كرئيس للوزراء في ايطاليا. ونقلت النقابات العمالية في شركة أليتاليا عن المفوض الاستثنائي الذي عينته الحكومة لإدارة الشركة اوغوستو فانتوزي أمس، إن رحلات الشركة «سيتم تسييرها الأحد بالتأكيد، لكن ذلك ليس مضمونا اعتبارا من الاثنين» بسبب نقص المحروقات.

وقال فانتوزي بحسب مصادر نقابية «حتى يوم غد (الأحد) لدينا رحلات مضمون تسييرها، لكن ليس الاثنين لأنهم لن يزودونا بالوقود».

وأعلن المفوض أيضا انه يجد نفسه مضطرا اعتبارا من الاثنين وبسبب عدم التوصل الى اتفاق في اللحظة الأخيرة لإنقاذ أليتاليا، ان يبدأ عملية تسريح لطواقم الطائرات التي لا تستخدمها الشركة حاليا. يشار هنا الى ان ايطاليا استمرت في العمل بعد ان قدمت الحكومة الايطالية لها مساعدة بقيمة 300 مليون يورو رغم معارضة المفوضية الاوروبية.

ودعا فانتوزي النقابات التسع في الشركة الوطنية الايطالية الى اجتماع بعد ظهر أمس في روما في محاولة أخيرة تهدف الى إخراج المفاوضات من المأزق وتفادي إفلاس تام للشركة.

وكان تحالف المستثمرين الذي أبدى استعداده لتقديم مليار يورو لإنشاء شركة وطنية جديدة، أعلن صباح الجمعة انه سينسحب من المباحثات، معتبرا ان «الظروف لم تعد متوافرة لمتابعتها». إلا ان المستثمرين لم يعلنوا الانسحاب النهائي من عرضهم الرامي الى إنشاء شركة جديدة، ما يترك الباب مفتوحا من الناحية المبدئية لمواصلة المشاورات.

وترفض النقابات تخفيضات على الرواتب والعطل إضافة الى عقد العمل الوحيد والتي يقترحها الراغبون في تجديد الشركة.

وهاجم سلفيو برلسكوني رئيس وزراء ايطاليا أمس الاتحادات التي تمثل العاملين بشركة الخطوط الجوية الايطالية «أليتاليا» قائلا ان معارضتهم لخطة حكومية تستهدف إنقاذ الشركة التي تعاني من مشاكل وتسيطر عليها الدولة تنطلق من دوافع سياسية.

وتأتي تعليقات برلسكوني بعد يوم واحد من قيام مجموعة من مستثمري القطاع الخاص الإيطاليين بقطع المباحثات مع الاتحادات التي ترفض إجراء خفض في أعداد العاملين بنحو سبعة آلاف شخص وفقا لما ورد في خطة انقاذ تتضمن خفض التكاليف.

وقال برلسكوني انه يعتزم التدخل «بصورة شخصية» في محاولة لإنقاذ شركة أليتاليا من الإفلاس دون ذكر المزيد من التفاصيل.

وفشلت النقابات التسع في الشركة الوطنية الايطالية في التوصل الى موقف مشترك بشأن خطة لإنقاذ الشركة، مما دفع مفاوضات منفصلة مع مختلف مجموعات العمل. وواحدة من النقاط الرئيسية العالقة هي التخفيضات المقترحة في المرتبات للعمال الذين سيبقون للعمل بعد إعادة هيكلة الشركة.

وتعتزم الخطة المقترحة للإنقاذ خفض تكاليف اليد العاملة بنسبة 40 في المائة، وتسريح نحو 1000 الى 2500 طيار عن العمل. وهنا قال لويجي إنجيليتي الأمين العام لاتحاد النقابات نحن نريد اتفاقا لإنقاذ الشركة، «نحن نعلم انه سيكون هناك تخفيضات في اعداد العاملين وسوف يطلب من العمال غير المسرحين المزيد من العمل، لكننا لا نرى اي سبب لماذا ينبغي لنا ان نقبل تخفيض الرواتب أيضا».

واجتمع قادة العمل في روما أمس في محاولة لاتخاذ موقف مشترك من الآمال في إحياء المحادثات، رغم انه مازالت هناك خلافات كبيرة. وبعد لقاء استمر لأكثر من ساعتين طلبت النقابات اجتماعا عاجلا مع المفوض الاستثنائي الذي عينته الحكومة لإدارة الشركة اوغوستو فانتوزي على أمل ان يجرى في اقرب وقت أو يوم الاثنين المقبل.