الحكومة الأميركية تتطلع لحل سريع لمشكلة بنك «ليمان براذرز»

في ظل مخاوف من الآثار المدمرة للأسواق العالمية

TT

اجتمع وزير الخزانة الأميركي هنري بولسون في مدينة نيويورك مع كبار مديري البنوك في وول ستريت من اجل الخروج بخطة محددة لإنقاذ «ليمان براذرز» رابع أكبر البنوك في أميركا، حيث تلقي الأزمة بظلالها بقوة على النظام المالي في الولايات المتحدة.

كما عقد مجلس الاحتياطي الاتحادي بنيويورك اجتماعا أول من أمس مع كبار ممثلي شركات سوق المال الرئيسة، لبحث التطورات الأخيرة في السوق.

وقال مسؤول في مجلس الاحتياطي الاتحادي ان «كبار ممثلي الأسواق المالية الرئيسة التقوا في مجلس الاحتياطي الاتحادي بنيويورك».

وتسود الأسواق المالية حالة ترقب بشأن مستقبل مؤسسة ليمان براذرز هولدنغز، وما اذا كانت هذه المؤسسة التي تواجه صعوبة والتي انهارت قيمتها في البورصة ستستطيع العثور على مشتر.

وتجري وزارة الخزانة ومجلس الاحتياطي الاتحادي محادثات بشأن مستقبل ليمان. ودفعت المخاوف من احتمال إخفاق ليمان براذرز هولدنغز في العثور على مشتر لأسهم بنك الاستثمار للتراجع الى أدنى مستوياتها في 14 عاما أول من أمس الجمعة في ختام تداولات الأسبوع.

وجاهد مديرو ليمان ومشترون محتملون ومسؤولون حكوميون لوضع خطة إنقاذ؛ وذلك قبل ما يتوقع ان يكون سلسلة من الاتصالات المحمومة في عطلة نهاية الأسبوع بين ليمان والمشترين المحتملين.

وقالت روز غرانت العضو المنتدب لشركة ايسترن انفستمنت أدفايزرز في بوسطن عن دور السلطات التنظيمية الاميركية في إنقاذ المؤسسات المالية «اعتقد أنهم سيضطرون الى وضع حد عند مرحلة ما.. قد تكون هذه هي المرحلة». وينظر الى بنك أوف أمريكا كورب كمرشح رئيس لدور المنقذ، ويتردد أيضا اسم بنك باركليز البريطاني كمرشح محتمل.

وعنصر الوقت بالغ الأهمية لبنك ليمان؛ فمنذ يوم الاثنين هوت القيمة السوقية للشركة 78 في المائة الى نحو 2.5 مليار دولار من 11.2 مليار دولار. وتراجعت أسهم ليمان أكثر الاسهم تداولا في بورصة نيويورك للأوراق المالية عند الإغلاق 13.5 في المائة الى 3.65 دولار.

وقال لرويترز مستثمر بارز إن الشكوك التي تحيط بليمان تبرز كيف ان النظام المصرفي الاميركي ككل لا يملك رأس المال الكافي لاجتياز مأزق الائتمان الحالي.

وتهدد عاصفة الائتمان شركات مالية أخرى منها دار السمسرة الرائدة ميريل لينش وأمريكان إنترناشونال غروب (ايه.اي.جي) احدى أكبر شركات التأمين في العالم من حيث القيمة السوقية. وفقدت أسهم ايه.اي.جي ثلث قيمتها تقريبا وهوت أسهم ميريل 11 في المائة.

وقال السناتور الاميركي ريتشارد شيلبي كبير الجمهوريين في اللجنة المصرفية لمجلس الشيوخ لشبكة تلفزيون سي.ان.بي.سي، ان الخزانة ومجلس الاحتياطي الاتحادي يحاولان إعداد صفقة تتضمن عدم استخدام أموال حكومية، لكنه قال انه لا يمكن ضمان انه لن تكون هناك حاجة الى ذلك في وقت ما لمنع انهيار ليمان.

وقال شيلبي «أرجو ان تكون شركة ما كبيرة راغبة فيهم أكثر مما يرغب مجلس الاحتياطي».

ويجاهد بنك الاستثمار لإيجاد حل لأسوأ أزمة في تاريخه الذي يمتد 158 عاما. وأسقط ليمان أصولا بقيمة 5.6 مليار دولار في الربع الثالث من العام مما أسفر عن خسائر فصلية للربع الثاني على التوالي بلغت 3.9 مليار دولار.

وأخفق ليمان حتى الآن في اجتذاب مستثمرين لتعزيز وضعه الرأسمالي الذي أضعفته هذا العام استثماراته المفرطة في أصول رهون عقارية تجارية وسكنية تلقت ضربات قوية من جراء أزمة الائتمان القائمة.

وأثار عزوف الحكومة عن التدخل مخاوف بشأن احتمال إشهار إفلاس ليمان الذي يعمل لديه 25935 موظفا في شتى أنحاء العالم.

وإذا أفلس ليمان فان الآثار قد تكون مدمرة للأسواق العالمية وتؤدي الى بيع بأبخس الأثمان للموجودات المتعثرة للشركة، الأمر الذي قد يسبب هبوط أسواق السندات والعقارات وذلك ضمن مجالات أخرى.