بروفسور أميركي من أصل لبناني يضع تقنياته النفطية في خدمة لبنان

جمال عازار ساهم في برنامج «أبوللو» عاد إلى وطنه بعد 50 سنة من الهجرة

TT

البروفسور الاميركي، اللبناني الأصل، الأستاذ في جامعة «بولسا» في أوكلاهوما في الولايات المتحدة والمتخصص في هندسة النفط، وصاحب أكثر من نظرية نفطية جمال عازار، ساقه الحنين هذا الصيف الى الوطن الأم بعد 50 عاما متواصلة من الهجرة والعمل والنظريات والتطبيقات الجامعية. وهو هنا يتحدث عن تجربته الفضائية والنفطية في أميركا، وسعيه لاستعادة هويته وتوظيف هذه التجربة في خدمة وطنه الأم.

يقول عازار لـ«الشرق الأوسط» انه ترك مسقط رأسه مدينة طرابلس في شمال لبنان في عام 1958، وكان له من العمر 17 عاما «لمتابعة دروسي في الولايات المتحدة حيث وجدتني ميالا، في الدرجة الأولى نحو الصناعة الفضائية بعد ان نلت الدكتوراه في هندسة الميكانيك، وساهمت في وضع برنامج «أبوللو».

يضيف: «بعد عشر سنوات من الانطلاق صعدا قررت اكتشاف العالم من تحت، فانطلقت في البحث النفطي وتقنيات التنقيب في جامعة «تولسا» في ولاية أوكلاهوما الاميركية. وهذا الامر فتح لي آفاقا جديدة، واتيحت لي فرص عديدة على مستوى العالم اجمع. وشكلت هذه التجربة الجديدة فرصة إضافية لي».

وحول ما حققه في هذا المجال يؤكد عازار توصله الى «تطوير تقنية الحفر الأفقي، الهادفة الى بلوغ الاماكن البعيدة او التي من الصعب الوصول إليها، ولحماية البيئة. وجاءت هذه التقنية المطورة بعد تطوير نهاية عملية الحفر الأكثر تقدما التي قمت بها شخصيا، واني أضع هذه التقنية في خدمة المجتمع الاميركي وسائر المجتمعات».

وإذا كان البروفسور الاميركي الذي لم تنسه السنوات الخمسون لهجته اللبنانية ولغته العربية، قد تقاعد من التدريس في جامعة «تولسا»، فانه ما فتئ يمارس العمل العام داخل الجامعة، وانضم، منذ أربع سنوات، الى «أكاديمية الهندسة الوطنية» الشهيرة في الولايات المتحدة، بفضل أبحاثه حول تقنيات الحفر، والتي أهلته للاستدعاء من جانب العديد من الجامعات في مختلف أنحاء العالم «من اجل تقديم وتحسين برامجها»، كما استدعته عدة شركات نفط عالمية لتدريب مهندسيها. ويكشف ان الجامعة الاميركية في بيروت اتصلت به قبيل مجيئه هذا الصيف الى لبنان للغرض نفسه، «ولكن الظروف التي مر بها لبنان أخرت التواصل حول الموضوع»، مؤكدا انه سيضع كل خبرته في خدمة بلده الأم الذي يزمع خوض تجربة التنقيب عن النفط.

وهنا يكشف ان مجيئه الى لبنان هذا الصيف يهدف بالدرجة الأولى الى استعادة هويته، منطلقا من اقتناع راسخ لديه بان «لبنان جنة على الأرض»، وهو حاول ان يزوره في أكثر من مناسبة ابتداء من عام 1974 و1982 و1996 و2000، «لكن الظروف كانت دوما تقف حائلا دون تنفيذ أمنيتي وحلمي».

وعلى الرغم من انه وصل الى موقع انفجار طرابلس الأخير الذي أودى بحياة مجموعة من الجنود اللبنانيين بعد ثلاث دقائق من وقوعه، فانه عبر عن سعادته لرؤية طرابلس «التي تبدلت، بشوارعها، وأبنيتها ومحيطها». ولكن الانطباع السيئ الذي عاد به عازار الى الولايات المتحدة هو رؤيته بعض أشجار الأرز المعمرة في غابة الأرز يابسة، وقد زرعت أغراس صغيرة محلها تحتاج الى عشرات بل مئات السنين لتصبح في مستوى سالفاتها.