بريطانيا: الحكومة تؤمم «برادفورد آند بينغلي» المتعثر بسبب أزمة الائتمان

في ثاني عملية بنوعها منذ بداية العام بعد الاستحواذ على «نورثرن روك»

TT

قالت مصادر مطلعة بالقطاع المصرفي ان الحكومة البريطانية ستؤمم مؤسسة الاقراض العقاري «برادفورد آند بينغلي»، وانها تبحث بيع مدخراتها وفروعها.

وكانت حكومة براون تفضل إنقاذا من القطاع الخاص لتاسع اكبر مؤسسة للاقراض العقاري في بريطانيا، لكن يبدو ان المنافسين غير مستعدين للتقدم «كفارس على جواد ابيض» وسط أزمة ائتمانية عالمية وضعف سوق الاسكان البريطاني. وذكر راديو «بي.بي.سي» ان البنك سيؤمم، وان دفتر قروضه العقارية سيدمج مع «نورثرن روك» الذي استحوذ عليه البنك تحت ملكية الدولة في فبراير (شباط) الماضي. وتوسطت الحكومة هذا الشهر في استحواذ «لويدز تي.اس.بي» على منافسه «اتش.بي.او.اس» اكبر مؤسسة لقروض الاسكان في بريطانيا. و«برادفورد آند بينغلي» هو احدث بنك يتضرر من ازمة مالية عالمية اثارتها خسائر بشأن قروض عقارية اميركية معدومة واجهزت على العديد من الضحايا ذوي الاسماء البارزة في الولايات المتحدة واوروبا. وزادت الازمة والاقتصاد البريطاني المتراجع الضغط على رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون الذي يتخلف حزبه العمال عن حزب المحافظين المعارض في استطلاعات الرأي كما اثار بعض اعضاء الحزب الحاكم ذاته تساؤلات عن قدرات براون على القيادة. وبحسب رويترز، تملك بالفعل أكبر خمسة بنوك بريطانية «اتش.اس.بي.سي» و«رويال بنك أوف سكوتلند» و«باركليز» و«لويدز تي.اس.بي» و«اتش.بي.أو.اس» و«بنك سانتاندر» الاسباني، مالك بنك «آبي» نحو 30 في المائة من «برادفورد آند بينغلي» فيما بينها بعدما تقدمت لإنقاذ إصدار أولوية فاشل في يونيو (حزيران).

وقال مصدر في القطاع المصرفي ان مدخرات «بي اند بي» البالغة 24 مليار جنيه استرليني (44 مليار دولار) وفروعه البالغة 200 فرع تباع الى منافس واحد او عدة منافسين. واضاف المصدر ان مؤسسة «سانتاندر» الاسبانية التي تمتلك «آبي» وتقوم بشراء «اليانس آند لسيستر» تجري محادثات حول امكانية شراء الودائع والفروع، لكن المنافسين يترددون في نقل ملكية القروض السكنية لبنك «بي آند بي»، والبالغة 41 مليار جنيه تمثل 3.4 في المائة من القروض العقارية في المملكة المتحدة. ويرجع ذلك الى المخاطر العالية لكثير من تلك القروض فضلا عن تراجع سوق العقارات البريطاني.

ويمكن للحكومة تأميم بنك «بي آند بي» باستخدام تشريع سن للتعامل مع ازمة «نورثرن روك».

وكانت أسهم «برادفورد آند بينغلي» قد هوت الى مستوى قياسي يوم الجمعة الماضي وقفزت تكلفة تدبير التمويل له مما دفع المسؤولين الى تسريع جهود العثور على منقذ للبنك. وأعربت جمعية البنكيين البريطانيين عن عدم سعادتها ببعض جوانب الخطة. وعبرت انجيلا نايت، رئيسة الجمعية لـ«بي.بي.سي» عن عدم سعادتها لأن دافع الضرائب هو الذي سيتحمل تبعات تأميم «برادفورد آند بينغلي» و«نورثرن روك».