الاتحاد الأوروبي يطالب الولايات المتحدة بتحمل مسؤوليتها في الأزمة المالية

انخفاض التضخم في منطقة اليورو إلى 3.6% > الأسهم تغلق مرتفعة مدعومة ببيانات أميركية

متعاملون ألمان في بورصة فرانكفورت يعيشون حالة من القلق في بداية تعاملات أمس (رويترز)
TT

أكدت المفوضية الأوروبية أمس انه ينبغي على الولايات المتحدة أن تضطلع بمسؤوليتها الخاصة لحل الأزمة المالية العالمية، ودعت لسرعة إقرار خطة إنقاذ القطاع المالي.

وأوضح متحدث باسم المفوضية أن الاتحاد الأوروبي أصيب بخيبة الأمل إزاء رفض مجلس النواب الاميركي الخطة التي تصل قيمتها إلى 700 مليار دولار لإنقاذ البنوك والمؤسسات المالية المتعثرة التي طرحتها الحكومة الاميركية في بادئ الأمر.

وقال المتحدث يوهان لايتنبرجر في مؤتمر صحافي إنه ينبغي أن تتحمل الولايات المتحدة المسؤولية عن هذا الوضع، مضيفا أن إجراءات الإنقاذ التي أقرتها حكومات أوروبية بشأن ثلاثة بنوك متعثرة أظهرت أن السلطات العامة في أوروبا يمكنها الاضطلاع بمهمة تحقيق الاستقرار المالي، بينما أظهرت تقديرات أولية أمس أن معدل التضخم في منطقة اليورو انخفض الى 3.6 في المائة في سبتمبر (ايلول) الماضي، مثلما كان متوقعا لكنه ظل على مثلي المعدل الذي يستهدفه البنك المركزي الأوروبي.

وقال مكتب الاحصاءات التابع للاتحاد الأوروبي «يوروستات»، ان ارتفاع أسعار المستهلكين في منطقة اليورو التي تضم 15 دولة تباطأ من 3.8 في المائة في أغسطس (آب) ومن الذروة التي سجلها في يوليو (تموز) عند 4.0 في المائة، ولا يشمل هذا التقدير رقما للتغيرات الشهرية أو تفاصيل عن التضخم، وستنشر هذه التفاصيل في 15 أكتوبر (تشرين الأول). ويسعى البنك المركزي الأوروبي لإبقاء التضخم دون 2.0 في المائة مباشرة في الأجل المتوسط، لكن ارتفاع أسعار المواد الغذائية والنفط دفع المؤشر للارتفاع عن المستوى المستهدف منذ سبتمبر (ايلول) عام 2007.

وسعيا لاحتواء توقعات التضخم والحيلولة دون تفاقم ارتفاع الأجور والأسعار رفع البنك أسعار الفائدة في منطقة اليورو ربع نقطة أساس الى 4.25 في المائة في يوليو. وهرعت السلطات الفرنسية لطمأنة أصحاب المدخرات أمس أن أموالهم آمنة في النظام المصرفي بعد ضخ الحكومة أموالا لإنقاذ مجموعة الخدمات المالية البلجيكية الفرنسية دكسيا، وستحصل دكسيا على دعم نقدي بقيمة 6.4 مليار يورو (9.18 مليار دولار) من بلجيكا وفرنسا ولوكسمبورج وغيرها من المساهمين الرئيسيين لإنقاذها من الأزمة المالية التي انتقلت من البنوك الاميركية إلى أوروبا.

وجاء القرار الفرنسي بدعم البنك وهو عنصر مهم في تمويل السلطات المحلية عقب محادثات طارئة بين الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وعضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي كريستيان نوييه.

وأشار نوييه في مقابلة صباحية مع إذاعة ار.تي.ال «لا يوجد سبب يدعو إلى الخوف والاستسلام للفزع».

ويأتي انقاذ دكسيا رغم التأكيدات المتكررة من الحكومة بأن البنوك الفرنسية في وضع أفضل بكثير يمكنها من مقاومة الأزمة المالية عن نظيراتها الاميركية.

وكان ساركوزي قد قال ان الدولة مستعدة للتدخل لحماية الودائع في أي بنك فرنسي يواجه مشاكل، وكرر مسؤولون آخرون هذه الرسالة. وأغلقت الاسهم الاوروبية مرتفعة أمس، لتتعافى من أدنى مستويات إغلاق في ثلاثة أعوام ونصف العام التي هوت اليها في الجلسة السابقة وذلك بفضل بيانات قوية مفاجئة لثقة المستهلكين في اميركا وآمال بإقرار خطة إنقاذ القطاع المالي.

وأنهى مؤشر يوروفرست 300 المؤلف من أسهم 300 شركة كبرى في أوروبا الجلسة مرتفعا 1.81 في المائة الى 1066.02 نقطة.

واضافت البنوك معظم النقاط الى المؤشر مع صعود سهم بنك «اتش.اس.بي.سي» 4.2 في المائة بينما سجل سهم بنك «ستاندرد تشارترد» قفزة بلغت 8 في المائة، وسجلت اسهم شركات الأدوية أداء قويا ايضا وفي مقدمتها سانوفي ـ افنتيس وروش اللتان صعدت اسهمهما 95. 3 و9. 2 في المائة على التوالي. وفي البورصات الأوروبية الرئيسية، أغلق مؤشر فاينانشال تايمز في لندن لأسهم الشركات البريطانية الكبرى مرتفعا 1.74 في المائة، فيما صعد مؤشر داكس لاسهم الشركات الالمانية الكبرى في فرانكفورت 0.4 في المائة وأغلق مؤشر كاك لأسهم الشركات الفرنسية الكبرى في باريس مرتفعا 1.99 في المائة.

وقال خبير في شؤون الأسواق المالية ببنك «بي.ان.بي» باريبا في باريس «إنهم المشرعون الاميركيون، ربما فوجئوا بحجم الهبوط في أسواق الأسهم في أولى تداولات الأسبوع، وربما يضطرون لإجراء مزيد من التعديلات للحصول على الأثني عشر صوتا اللازمة لإقرار مشروع القانون».