تحول دراماتيكي في «خطة الإنقاذ» تحسن فرص إقرارها

مساعد وزير الخزانة للشؤون الدولية لـ«الشرق الأوسط»: لدينا بدائل في حال عدم إقرار الخطة

تتجه الامور الى تبني التعديل الذي اقترحه المرشحان المتنافسان في انتخابات الرئاسة، باراك اوباما وجون ماكين حول خطة الانقاذ (أ.ف.ب)
TT

أوضح مسؤول اميركي بارز في وزارة الخزانة، أنه تم الإعداد لبدائل في حال تعثر خطة الإنقاذ في الكونغرس، في الوقت الذي عقد فيه الرئيس الاميركي جورج بوش اجتماعاً مع بعض أعضاء الكونغرس استبق به تصويتاً لم يكن مقرراً في مجلس الشيوخ على «خطة الانقاذ».

أكد البيت الابيض أمس ان خطة إنقاذ القطاع المالي التي يجري التفاوض عليها مع الكونغرس جرى تعديلها بطريقة تحسن «بشكل كبير» فرص إقرارها في مجلسي النواب والشيوخ.

وأفاد معاون ديمقراطي بارز في مجلس النواب الاميركي أمس، ان المجلس سيقترع يوم الجمعة «على الأرجح» على نسخة جديدة من مشروع الانقاذ.

ويأمل مجلس الشيوخ في إقرار المشروع ثم إرساله إلى مجلس النواب للاقتراع عليه.

وقال توني فراتو المتحدث باسم البيت الأبيض، إن إصلاحا مقترحا على القواعد التنظيمية للمؤسسة الاتحادية لضمان الودائع لزيادة حد الودائع المصرفية التي تتمتع بتأمين حكومي هو تحسن «مهم» ستستفيد منه البنوك.

وكان المقرر ان يجري التصويت اليوم، بيد أن تحركاً مفاجئاً لكل من زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الديمقراطي هاري ريد، وزعيم الاقلية ميتش ماكونيل عجل بموعد التصويت في مجلس الشيوخ، لوضع ضغوط على مجلس النواب وتحديد موعد جديد للتصويت وإرسال المشروع في حال إقراره إلى البيت الأبيض ليوقع عليه الرئيس جورج بوش.

وقالت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب، إن مبادرة مجلس الشيوخ لم ترق لها لكنها لم تكشف النقاب عن خططها بعد هذا التحول الدراماتيكي في سير الاحداث. وتتجه الامور الآن الى تبنى التعديل الذي اقترحه المرشحان المتنافسان حول الرئاسة، باراك اوباما وجون ماكين، لرفع التأمين البنكي على الاموال والودائع من 100 الف دولار الى 250 الف دولار، وهذا التأمين يضمن للمودعين الذين يضعون أموالاً أقل من مبلغ التأمين استردادها بالكامل في حال انهيار البنك. كما ان تعديلات أدخلت على «خطة الإنقاذ» تمنح اعفاءات ضريبية لصغار الاعمال والفئات المتوسطة.

وفي سياق متصل قال ديفيد مكروميك مساعد وزير الخزانة للشؤون الدولية «في ظل اي سيناريو ستواصل وزارة الخزانة التعامل مع جميع الحالات المحددة (المؤسسات التي تواجه مصاعب) بكيفية عقلانية ودقيقة لضمان استقرار النظام المالي»، وقال مكروميك لـ «الشرق الأوسط» إن تغيير الاستراتيجية، وارد ليتسنى التعامل مع كل حالة على حدة من أجل تقوية الأسواق، وذلك سيكون جزءاً من جهودنا بغض النظر عن الاتجاه الذي ستسير عليه الأمور».

وأكد مكروميك ان الوزارة، وفي إطار صلاحياتها تتعامل بالفعل مع كل حالة على حدة كإجراء ملائم لتأكيد صيانة واستقرار نظامنا المالي، وحتى في حال إقرار الخطة فإن ذلك سيمنحنا صلاحيات أوسع للتعامل مع كل حالة». وقال مكروميك إن وزارة الخزانة «تعمل الآن مع أعضاء الكونغرس لإيجاد طريق تمر عبرها حزمة الاجراءات من أجل معالجة التحديات التي تواجه اميركا». وتبددت امس النظرة التشاؤمية التي سادت عقب سقوط خطة الانقاذ في مجلس النواب، وفي هذا السياق قال زعيم الاغلبية الديمقراطية في مجلس النواب ستني هوير «اعتقد ان الامور تتحسن وربما يمكن ان تقر الخطة». في حين قال النائب الجمهوري ويب روي بلنت، إن الآفاق تحسنت. بيد ان هوير عبر عن اعتقاده بان اضافة تعديلات ضريبية على خطة الانقاذ ربما يعقد الامور في مجلس النواب، عندما يعود المشروع من جديد الى هناك. بيد ان هوير وبلنت قالا إن الاجواء تبدلت في كابيتول هيل (مقر الكونغرس) واشارا الى ان رفع التأمين الفيدرالي على الودائع البنكية الى 250 الف دولار كان له اثر ايجابي، وتوقعا ان يعود المشروع من جديد لمجلس النواب للتصويت عليه مع نهاية هذا الأسبوع. من جهة أخرى، أغلقت الأسهم الأوروبية مرتفعة أمس قبل ساعات من اقتراع حاسم في مجلس الشيوخ، لكن بيانات اقتصادية جديدة في اميركا ومنطقة اليورو واليابان رسمت صورة قاتمة للاقتصاد العالمي. وانخفضت الاسهم الاميركية في بداية التعاملات أمس بفعل علامات على استمرار التوترات في أسواق الائتمان وتوتر المستثمرين.

وهبط مؤشر داو جونز الصناعي لأسهم الشركات الاميركية الكبرى 18.95 نقطة أي ما يعادل 88.0 في المائة ليصل الى 48.10755 نقطة. وتراجع مؤشر ستاندرد اند بورز 500 الأوسع نطاقا 40.12 نقطة أي 06.1 في المائة مسجلا 96.1153 نقطة.

وانخفض مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا 26.21 نقطة أي 02.1 في المائة الى 62.2070 نقطة. وأغلق مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الكبرى في أوروبا مرتفعا 85.0 في المائة الى 64.1072 نقطة بعد أن بلغت مكاسبه في وقت سابق من الجلسة أكثر من 1 في المائة. والمؤشر القياسي منخفض الان 29 في المائة عن مستواه في بداية العام. وقدمت أسهم البنوك معظم مكاسب المؤشر اليوم بعد خسائرها مؤخرا التي تسببت فيها حالة عدم اليقين التي تحيط بخطة الإنقاذ الاميركية. لكن أسهم شركات السلع الأساسية تراجعت حاذية حذو هبوط في أسعار المعادن والنفط.

وبين البنوك قفز سهم فورتيس بنسبة 7.13 في المائة فيما صعد سهم دكسيا 7.9 في المائة وسهم لويدز «تي.اس.بي» 4.10 في المائة وسهم باركليز 44.4 في المائة.