الهزة المالية تصيب عادة قرع جرس التداولات في بورصة نيويورك

يُضرب عند الافتتاح والإغلاق.. وممثلة خافت من لمسه يوم الاثنين الأسود

رئيس الوزراء الكويتي الشيخ ناصر المحمد الصباح أطلق مؤخرا فقط جرس الافتتاح في بورصة نيويورك («الشرق الأوسط»)
TT

كان يوم الاثنين الماضي أحد أحلك الأيام في تاريخ وول ستريت، فالممثلة التي كان يفترض أن تقرع جرس الإغلاق في بورصة نيويورك قررت ألا تضغط على الزر الذي أحدث هذا الاضطراب الكبير في الأسواق. وقد كان لدى دنكان إلي نيديرور رئيس البورصة شخص مكلف بتلك العملية، حيث يقوم رسميًا بإنهاء التعاملات في اليوم الذي شهد انخفاض مؤشر داو جونز الصناعي بمعدل 778 نقطة.

والممثلة ميسي بيلي والتي ظهرت في دور لالياري المخلوقة الفضائية الممتلئة الجسم في فيلم «جالاكسي كويست» والتي تشارك حاليًا في المسرحية الفرنسية الهزلية «بوينج بوينج» قالت يوم الثلاثاء إنها «قررت أن تترك الأمور كما هي بالسوق وألا تحصل على الشهرة بقرعها الجرس»، وأضافت أنها شاهدت الإغلاق من على أرضية البورصة.

وقالت هيئة إدارة البورصة إن لديها قائمة كبيرة من قارعي الأجراس، والذين هم على استعداد للقيام بالمهمة والذي يعد تكريمًا، أو يحظى قارع الجرس، على أقل تقدير، بفرصة الحصول صورة وهو يدق جرس أكبر بورصة في العالم. لكن في الأوقات التي تكون فيها الأسواق المالية غير مستقرة يتساءل مسؤولو العلاقات العامة: من يكون لديه الرغبة في أن يقرع الجرس في اليوم الأسود التالي في وول ستريت؟

ويقول جيم هاجرتي المدير التنفيذي لمجموعة بي آر كونسلتنج جروب والتي تقدم الاستشارات للشركات في مجال استراتيجيات الاتصالات: "حقا إن ذلك ربما يكون أشبه بطلب تفجير بوق التحذير في الضباب في سفينة تيتانك". وفي صبيحة يوم الثلاثاء تقاطر المتعاملون في البورصة عبر أعمدتها الرخامية ذات التيجان، لكن أحدًا من المديرين التنفيذيين أو المشاهير لم تواته الشجاعة لارتقاء المنصة لكي يعلن بدء التعامل، وبدلاً من ذلك قام مدير الطابق الأرضي الذي لا يعرف اسمه بالإعلان عن بدء التعامل في البورصة التي شهدت تراجعًا كبيرًا. وأفادت المصادر في البورصة إلى أن لم يكن هناك شخص محدد للقيام بدق جرس التعامل. وقال ريتشارد آدمونيز المتحدث باسم البورصة «هناك طلبات هائلة على دق جرس الافتتاح والإغلاق في بورصة نيويورك للأوراق المالية والشخصيات والمؤسسات التي تقوم في ذلك يحملون احترامًا كبيرًا للمعايير العالمية للقيام بذلك وظروف السوق السائدة".

وقد جاء تقليد دق جرس الافتتاح كعمل تتسم به بورصة نيويورك في أواسط التسعينيات، حيث كانت الشركات الكبيرة المتعاملة قد بدأت في الاستحواذ على العقارات الترفيهية، ومن ثم بدأت في جلب الممثلين المشاهير والمغنين والمشاهير الآخرين إلى البورصة لتسويق الأفلام والمنتجات الأخرى. ودائمًا ما تدعو بورصة نيويورك رؤساء الدول ومشاهير الرياضة كأمثال السباح العالمي مايكل فيليبس لضغط الزر الذي يشغل الأجراس النحاسية في قاعات التداول الأربعة. وقد جلب الازدهار في العطاءات العامة الأولية في أواخر التسعينيات عددا من المديرين التنفيذيين الشباب إلى منصة بورصة نيويورك وإلى مراسم الافتتاح والإغلاق في مقرات تايمز سكوير لبورصة الإلكترونيات نازداك.

ومع التوسع الكبير في تغطيات الأخبار المالية على سي إن بي سي ومحطات التلفزة الأخرى صار أكثر من مائة مليون مشاهد، العديد منهم متعاملون بالبورصة، يشاهدون جرس افتتاح بورصة نيويورك كل يوم.

والسؤال الآن هو: ما إذا كان المديرون التنفيذيون يرغبون في المخاطرة مع هؤلاء المرتبطين معهم ومع شركاتهم بدق الجرس يتبعه بيع آخر كبير. ويوم الاثنين واجه المديرون التنفيذيون من سولار إلكتريك باور أسوسيشن تساؤلا، في بورصة نازداك، عمن المقرر له أن يدق جرس الإغلاق في يوم كانت فيه الأسواق منهارة بسبب فشل مجلس النواب في الموافقة على خطة الإنقاذ للصناعة المالية. وأشارت جوليا هامن مديرة الاتحاد إلى أن المجموعة مضت في خطتها بعد مناقشة الأمر مع مسؤولي نازداك، وأضافت أنهم استنتجوا أنهم ربما يتمكنون من تقديم شعاع بسيط من الأمل في يوم قاتم. وقالت «كان السوق في وضع سيئ جدًا لكن التكنولوجيا الشمسية والنظيفة كانت من بين المناطق التي استمرت في التقدم بصورة جيدة، فأحيانًا عندما تسوء الأمور، فإنك بحاجة للحصول على بعض الأشياء لكي تستطيع النظر إلى الأمور من زاوية إيجابية».

وبالإضافة إلى المخاوف التي تنتشر في الأسواق فإن التراجع في العروض العامة هذا العام ـ وهو ما يعد دليلاً آخر على الاضطراب ـ قد أثر على حضور الأشخاص الذين يدقون الجرس للمرة الأولى في بورصة نيويورك للأوراق المالية أو نازداك.

ونتيجة لذلك كان نجوم الرياضة والمسؤولون إضافة إلى المديرين التنفيذيين من الشركات الكبيرة هم الذين يدقون الجرس في الآونة الأخيرة. فباناسونيك على سبيل المثال كان من المقرر لها القيام بذلك يوم الأربعاء للاحتفال بتغيير اسمها رسميًا من ماتسوشيتا إلكتريك إندستري كومباني. وكان من المتوقع أن يتضمن الاحتفال عرض أحدث أضخم تلفزيون بلازما في العالم تبلغ مساحة شاشته 150 بوصة في خيمة خارج بورصة نيويورك للأوراق المالية. وإلى الآن كانت معظم النكبات التي شهدتها وول ستريت، والتي كان من بينها الانخفاض الكبير في 19 أكتوبر 1987، حدثت قبل أن يصبح الجرس ظاهرة طبيعية للعلاقات العامة. وكان أكبر الاستثناءات قد حدث في 17 سبتمبر عندما أعيد افتتاح بورصة نيويورك في أعقاب هجمات 11/9 الإرهابية في لور منهاتن حيث انضم عمدة المدينة رودولف جولياني إلى ريتشارد جراسو رئيس بورصة نيويورك ومجموعة من ضباط الشرطة ورجال الإطفاء لقرع جراسو للبورصة في ذلك اليوم الذي انخفض فيه مؤشر داو جونز بنسبة 7.1%.

وجاء انخفاض 7% في مؤشر جونز يوم الاثنين في أعقاب احتفال مجموعة من المدراء التنفيذيين في شركة دوف وفيليبس وهي مجموعة استشارات مالية بالاحتفال بمرور عام على تأسيس الشركة كشركة عامة بقرع الناقوس.

ويقول مارتي ديور المتحدث باسم الشركة «في الوقت الذي ساءت فيه الأمور في ذلك اليوم كان المديرون التنفيذيون في دوف وفيليبس يشعرون بالسعادة لأنه بسبب مشكلة إلكترونية لم يدق الجرس بالفعل في يوم الاثنين، وقد كنا محظوظين للغاية في ذلك».

* خدمة «نيويورك تايمز»