الأميركيون يخشون على مدخراتهم التقاعدية جراء الأزمة المالية

تتمثل في استثمارات فردية أو برامج ادخار خاصة بالشركات

يخشى الكثير من الاميركيين الا تحقق مدخراتهم التقاعدية العوائد التي يعولون عليها لضمان عيش كريم بعد تقاعدهم
TT

يأمل العديد من الاميركيين ان يقر الكونغرس في نهاية المطاف خطة انقاذ القطاع المصرفي الذي بات على شفير الانهيار لتجنب تراجع جديد في البورصة قد يهدد الصناديق المسؤولة عن ادارة مدخراتهم التقاعدية. وقال اندرو بايك الاستاذ في الجامعة الاميركية في واشنطن أول من أمس متحدثا لوكالة الصحافة الفرنسية غداة التراجع التاريخي لمؤشر داو جونز بمقدار 777 نقطة «يشعر البعض بالقلق لانه ما لم نقدم على خطوات ما، فقد نجد انفسنا عند مشارف انهيار مالي ستكون له انعكاسات كبرى على الحسابات التقاعدية».

ويتألف القسم الاكبر من المدخرات التقاعدية في الولايات المتحدة اما من استثمارات فردية او برامج ادخار خاصة بالشركات، وفق ما اوضح معهد الابحاث حول ارباح الموظفين (ايه بي ار اي). وتوزعت المدخرات التقاعدية الاجمالية في نهاية 2007 ما بين 4750 مليار دولار من الاستثمارات الفردية و3490 مليار دولار من برامج الادخار الجماعية في الشركات. ويقرر الموظفون الاميركيون كيفية استثمار الاموال التي يتم ادخارها في صناديق التقاعد. واوضح المعهد ان حوالي ثلثي اموال صناديق التقاعد التي تم توظيفها في برامج جماعية للشركات عام 2006 استثمرت في شراء اسهم. غير ان الاميركيين يؤيدون مقاربات مختلفة لتوظيف مبالغ صناديقهم التقاعدية بحسب اعمارهم، حيث يقبل الشبان اكثر من سواهم على المجازفة فيما يميل الذين يقتربون من سن التقاعد الى خيارات اكثر امانا. واوضح ستيف بلايكلي من معهد «اي بي ار اي» لوكالة الصحافة الفرنسية ان «العمال الاكبر سنا وظفوا قدرا ادنى من الاموال في الاسهم وقدرا اكبر في السندات والقيم الاكثر استقرارا، فيما الشبان يفضلون الاسهم اكثر». واوضح ان «الاصغر سنا امامهم المزيد من الوقت لتخطي المحنة بعد تقلبات كالتي نشهدها»، مشيرا الى ان التراجع الذي سجل الاثنين في البورصة «طاول الجميع، غير ان ثلاثينيا وظف حوالي 60% من مدخراته التقاعدية في اسهم قد يسجل قدرا اكبر من الخسائر جراء انهيار البورصة». واختار براد غولدسميث، 30 عاما، الذي يملك اسهما في صناديق تقاعدية، التروي الثلاثاء بعد التراجع في وول ستريت، مبديا امله في «مقاومة العاصفة من خلال تبني مقاربة بعيدة المدى». وتوقع «انتعاش السوق في الايام المقبلة». وتلقى فانغارد احد اكبر صناديق الاستثمار الاميركية عددا متزايدا من الاتصالات الهاتفية والرسائل الالكترونية بعد التراجع في البورصة يوم الاثنين وقالت ليندا وولوهان المتحدثة باسمه ان «الناس قلقون، لكنهم يحافظون على هدوئهم بصورة اجمالية». وكان المستشارون الماليون ينصحون بمعظمهم المدخرين بعدم سحب اموالهم من النظام، في وقت سجل اقبالا على سحب المدخرات بالرغم من الغرامات المفروضة على مثل هذه العمليات، خوفا من حصول انهيار في البورصة. وفي المقابل، اوضحت ليندا وولوهان ان على المدخرين اعتبار الاموال المودعة في صناديق التقاعد بمثابة «خطة ادخار على المدى البعيد: انكم تمولونها ولا تفكرون فيها ثم تجدونها في تصرفكم حين تحتاجون اليها». وذكر ستيف بلايكلي بانه يبقى في مقدور الذين يضطرون الى سحب مبالغ من مدخراتهم التقاعدية في حالات معينة مثل تسريحهم من وظائفهم، جمعها مجددا قبل بلوغ سن الستين لقاء غرامة قدرها 10%. وقال البروفسور اندرو بايك الذي عمل على مدى سنوات في وزارة الخزانة في واشنطن ان «على الكونغرس القيام بخطوات ما والا فسوف تكون العواقب جسيمة».