نقل مصنع لشركة «تاتا» قد يؤثر على الاستثمارات والنمو في الهند

إثر احتجاج مزارعين سلبت أراضيهم لبنائه

احتجاجات عنيفة تجبر مصنع «تاتا» على الانتقال من مركزه الحالي (رويترز)
TT

من شأن قرار شركة تاتا موتورز الهندية نقل مصنع من ولاية البنغال الغربية إثر احتجاجات عنيفة، أن يؤثر على مناخ الاستثمار في البلاد ويصد المستثمرين الأجانب وينال من نمو الاقتصاد. وبحسب وكالة رويترز أجبرت احتجاجات عنيفة لمزارعين نزعت الدولة أراضيهم لبناء مصنع السيارة نانو ـ منخفضة التكلفة ـ تاتا موتورز، كبرى شركات صناعة السيارات في البلاد على الانسحاب أول من أمس، اثر اجتماع للقيام بمحاولة أخيرة مع رئيس وزراء الولاية. وقال محللون إن التأثير الفوري سيكون محدودا بالنسبة لولاية البنغال الغربية مع انتقال تاتا الى ولاية أخرى أكثر ترحيباً بالصناعة لكن ستكون له عواقب أوسع نطاقا مع تبني ولايات أخرى لمواقف أكثر تشددا من الصناعة تحقيقا لمغانم سياسية. وقال ت.ك. بهوميك رئيس لجنة الشؤون الاقتصادية باتحاد غرف التجارة والصناعة الهندي «رغم أن البنغال الغربية مختلفة عن باقي الولايات في اظهار أنها تستطيع الاطاحة ببيوت صناعية راسخة لأغراض سياسية، إلا أنها قد تكون بداية اتجاه عام خطير جدا لا يبشر بخير للاقتصاد». وفي سبتمبر (أيلول) الماضي طلب من وحدة هندية لشركة داو كميكال وقف أعمال البناء بولاية مهاراشترا حيث العاصمة المالية للبلاد. وفي العام الماضي، واجهت ريلاينس اندستريز كبرى شركات البلاد من حيث القيمة احتجاجات عنيفة على مشروعها لمتاجر التجزئة. وتواجه شركة بوسكو الكورية الجنوبية للصلب احتجاجاتٍ على شراء أراضي غابات من أجل مصنع باستثمارات 12 مليار دولار في أوريسا، وتخلت شركة جوا عن خطط لبناء مناطق اقتصادية خاصة اثر احتجاج أحزاب سياسية.

وقال محللون ان النشاط الصناعي الذي يتباطأ بالفعل من جراء ارتفاع سعر الفائدة وضعف نمو الاقتصاد قد يتأثر بدرجة أكبر بفعل الاحتجاجات من هذا القبيل. وأظهرت دراسة للبنك المركزي في أغسطس (اب) أن الشركات الخاصة الهندية سوف تستثمر 1.73 تريليون روبية (37 مليار دولار) في مشاريع جديدة في 2008-2009 وذلك بانخفاض 30 في المائة من 2.45 تريليون روبية في 2007-2008.

وقال بهوميك «يجب على الساسة في هذا البلد أن يختاروا بين ادامة الفقر لجني الأصوات أو مواصلة التنمية الاقتصادية، ولا يمكن تحقيق معدل نمو أكثر من 9 في المائة اذا كنت تحرم شركاتك من القيام باستثمارات». ويخدم معظم الانتاج الصناعي السوق المحلية ويشكل نحو خمس الناتج المحلي الاجمالي وساهم في نمو الاقتصاد بنسبة 8.8 في المائة بالمتوسط على مدى السنوات المالية الخمس الأخيرة. لكن خبراء الاقتصاد يقولون إن إلغاء مصنع تاتا سيكون انتكاسة خطيرة للآفاق الاقتصادية لولاية البنغال الغربية التي تحتل بالفعل مرتبة متأخرة بين سائر الولايات على صعيد الاستثمار. وأظهرت دراسة للبنك المركزي أن البنغال الغربية جذبت استثمارات قيمتها 60 مليار روبية في 2007-2008 أي أقل من عشر الاستثمارات التي جذبتها ولاية غوجارات صاحبة المركز الاول. وقالت صحيفة «انديان اكسبرس» أمس ان انسحاب تاتا هو خسارة فادحة للبنغال الغربية. وقالت الصحيفة اليومية أمس «باب الى مستقبلها قد أغلق للتو».