روسيا: الانهيار المالي يدفع إلى «هروب» ما يزيد عن 17 مليار دولار خلال الربع الثالث

TT

اعلنت موسكو امس عن تعليق التداول في سوق الاوراق المالية بعد سقوط اسعار اسهم الكثير من كبريات الشركات الروسية وانهيار المؤشرين الرئيسيين في روسيا وتسجيل الكثير من الخسائر. اذ تراجع مؤشر ار تي اس الرئيسي المربوط بالدولار بمعدل 14 في المائة، ليهبط الى نحو 918 نقطة، بعد ان كان قد حقق ارتفاعات سابقة تخطى بها حاجز الألف نقطة النفسي. وعزا المحللون هذا الانخفاض الحاد لاسعار الاسهم الروسية في بورصة الامس الذي وصفوه بانه كان اسوأ من «الثلاثاء الاسود» الذي شهدته روسيا في اغسطس (آب) 1998، الى عدم استقرار الاوضاع في الاسواق العالمية. وكانت مؤسسة «نور نيكل» في صدارة المتضررين من انهيار اسعار الاسهم متقدمة عن «غاز بروم» و«بنك التجارة الخارجية» و«لوكويل» النفطية، و«روس تيليكوم» و«روس نفط» و«غاز بروم نفط» و«تات نفط» و«بوليوس زولوتو» (الذهب)، و«سورغوت نفط غاز». وكشفت المصادر الروسية عن ان الربع الثالث من العام الجاري سجل سحب ما يقدر بـ 16.6 مليار دولار من السوق الروسية الى الخارج مقابل 0.8 مليار دولار عن بقية الفترة منذ مطلع العام. واشارت المصادر الى ان اقبال المواطنين على شراء الدولار بعد انخفاض اسعار الروبل بما يقرب من 5% خلال اقل من الشهر يعتبر واحدا من اهم اسباب هروب رؤوس الاموال الى الخارج في الوقت الذي كشفت فيه استطلاعات الرأي عن ان 6% من المواطنين الروس يعتقدون في ان الازمة المالية الراهنة سوف تساهم في تحسين اوضاعهم المعيشية. وقالت المصادر ان خروج رؤوس الاموال الاجنبية من روسيا سوف يتواصل في الربع الاخير من العام الجاري في الوقت الذي توقفت فيه الشركات عن الكثير من مشروعاتها ولا سيما في مجال العقارات بعد توقف البنوك عن تمويل خططها وصرف القروض العقارية للمواطنين. وكانت الحكومة الروسية اعلنت عن تخصيص 560 مليار دولار لانقاذ النظام المالي، غير ان ثمة من يقول انها تبدو غير كافية لوقف الانهيار المستمر والذي بلغ ذروته بالامس في موسكو.