الإعلام والأزمة الاقتصادية.. مصائب قوم عند قوم فوائد

صحف تدمج ملاحقها وصفحاتها وأخرى تراجع أسعار مبيعاتها

الصفحات الاولى لمجموعة من الصحف الصادرة صباح أمس والتي كان الخبر الرئيسي فيها بلا منازع هو أزمة الأسواق (أ.ف.ب)
TT

«حتى في أصعب الأوقات... لايزال بإمكان الصحف في مختلف البلدان إيجاد طرق لزيادة معدلات قرائها».

تلك كانت الجملة الافتتاحية لبيان صحافي صدر بالأمس عن رابطة الصحف العالمية (وان)، في إشارة إلى ان الأوقات العصيبة التي تعيشها الأسواق العالمية حاليا ستكون في قلب الندوة التي ستعقد في أمستردام (هولندا) يومي 16 و17 أكتوبر الجاري، عندما تنظم الرابطة الدورة الـ 11 لمؤتمرها الخاص بعادات وسبل زيادة معدلات قراءة الصحف. من جهتها نقلت مطبوعة «براند ريبابليك» المتخصصة في التسويق عن جون ريدينغ، الرئيس التنفيذي لمجموعة «فاينانشال تايمز» في سياق موضوع عن مدى تأثير أزمة الأسواق على الإعلام قوله: إن «في أوقات الأزمات يكون هناك طلب متزايد على الأخبار والتحليلات الدقيقة والتي يمكن الاعتماد عليها... القراء بحاجة إلى دليل موثوق به للامساك بيدهم عبر التقلبات». ولعل أبرز مؤشر على صحة ما يقوله ريدينغ هو المتابعة، حيث يكفي التقليب السريع بين القنوات التلفزيونية أو مراقبة الصفحات الأولى لأهم الصحف العالمية لمعرفة مدى تركيز هذه الوسائل على تغطية أزمة أسواق المال العالمية، من خلال متابعة تحرك أسعار الأسهم وأخبار الشركات والمصارف المتأثرة وتأثير ما يجري على معدلات البطالة وأحوال الاقتصاد في مختلف البلدان.

من جهة ثانية يعتبر مدى تأثر قطاع الإعلام نفسه بهذه الأزمة التي تعصف بالأسواق وتداعياتها بات محور اهتمام الجهات المختلفة، من أكاديميين ومتخصصين ومحترفين في المجال. ويكتسب قطاع الإعلام أهمية خاصة في هذا السياق، ذلك لأنه كان يعاني حتى من قبل وقوع الأزمة المالية الدولية من تراجع في حجم الإعلان ومعدلات القراءة أو المتابعة (علما بأن الحديث هنا يميل أكثر إلى جهة الصحف من جهة التلفزيون)، وبالتالي كان لافتا معرفة ماذا سيكون تأثير الانكماش الحاصل على القطاع. وفي حين يرى كثيرون بأن مختلف القطاعات ستتضرر، يرى البعض في ما يجري فرصة، ومن ضمنهم مايكل غاوندا، رئيس التحرير الأسبق في صحيفة «ذا ايج» الاسترالية، الذي اعتبر ان المرحلة الحالية مناسبة للصحف في ان «تعيد اكتشاف نفسها ونقاط القوة لديها»، وكتب غاوندا نفسه مقالا في هذا السياق في جريدة «سيدني مورنينغ هيرالد» كان عنوانه «الصحف التي تتقلص ستنمو». وكانت مجموعة صحف مختلفة قد أعلنت أخيرا عن اجراءات مختلفة ومتفاوتة، فمثلا صباح أمس خرجت جريدة «نيويورك تايمز» الأميركية العريقة بإعلان على صفحتها الأولى يقول إن المطبوعة وفي مساع منها لتقليص الكلفة، قررت دمج صفحات مختلفة، فألحقت قسم الرياضة بقسم «بزنس داي» ما عدا في عطلة نهاية الاسبوع ويوم الاثنين، في حين أعادت اطلاق اسم «مترو» (محليات) الخاص بها تحت اسم «نيويورك» وألحقته بصفحات الأخبار الرئيسية، ما عدا يوم الأحد. من جهتها لاحظ متابعو ملحق الإعلام في صحيفة «ذا انديبندينت» البريطانية بأن الملحق لم يعد مستقلا عن جسم الجريدة حين صدر في موعده الأسبوعي أمس، وانما اقحم وسط صفحات الجريدة، في حين اطلقت الصحيفة شكلها الجديد (الملون بالكامل) وملحقها الرياضي الجديد، بعد أن أعلنت قبل أسبوعين عن رفع سعرها إلى جنيه استرليني واحد (بعد ان كانت تباع سابقا بـ 90 بنسا). ويأتي رفع الإنديبندينت لسعرها بعد فترة وجيزة من رفع صحيفة «ديلي تلغراف» لسعرها من 80 إلى 90 بنسا، ورفع جريدة التايمز سعرها من 70 إلى 80 بنسا. الاستثناء الوحيد كان جريدة «ذا صن» الشعبية، التي خفضت سعرها إلى 30 بنسا على صعيد المملكة المتحدة باكملها، بعد أن كانت تباع بأسعار متفاوتة في مناطق مختلفة.