دعوات إلى إعادة النظر في النظام المالي العالمي

براون: العالم بحاجة إلى إعادة صياغة اتفاق «بريتون وودز» > بولسون: البناء المالي الحالي لا يعكس الاقتصاد العالمي

النظام المالي العالمي، الذي يسيطر فيه اقتصاد واحد وعملة واحدة أصبح بحاجة الى تفكيك واعادة بناء (يو.اس.أي توداي نيوز كوم)
TT

دعا رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون أمس زعماء العالم الى التكاتف من أجل اعادة صياغة اتفاق بريتون وودز الذي يقوم عليه النظام المالي العالمي بما يتفق مع اتجاه العولمة السائد في القرن الحادي والعشرين. وقال براون في كلمة ألقاها في مقر وكالة طومسون رويترز في لندن «أحيانا يستلزم الامر أزمة لكي يتفق الناس على أن ما هو واضح وكان يجب أن يتم منذ سنوات لم يعد يحتمل التأجيل. لكن علينا الان أن نقيم البناء المالي الجديد السليم للعصر العالمي». وأضاف أنه سيحث على تنفيذ خطته بعقد اجتماع لزعماء الاتحاد الاوروبي غدا الاربعاء. وساهم الاتفاق الذي تمخض عنه مؤتمر بريتون وودز عام 1944 في وضع أسس النظام المالي العالمي بعد الحرب وأسفر عن تأسيس صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.

وكان الرئيس الالماني هورست كويهلر، الرئيس السابق لصندوق النقد الدولي، دعا بدوره الى مؤتمر دولي مشابه لمؤتمر «بريتون وودز». ومن جهته عبر الرئيس الفرنسي ساركوزي عن مطالب اخرى في اتجاه نظام مالي عالمي جديد. وعن دعوة بروان قالت لـ«الشرق الأوسط» فانيسا روسي، الخبيرة الباحثة ببرنامج الاقتصاد العالمي بمعهد الشؤون الدولية: «اعتقد انه يدخل ضمن جهد واضح في اوروبا وحتى اميركا لمحاولة الدفع نحو وجهة نظر موحدة لمواجهة الأزمة العالمية واقناع قادة دول اخرى بضرورة معالجة الازمة». و اضافت روسي «اضطرابات الاسواق الاسبوع الماضي اكدت وجوب مواجهة الازمة لكي تواصل عجلة الاقتصاد العالمي سيرها، والا سيكون هناك اغلاق للتعاملات التجارية الدولية، واغلاق الشركات بسبب صعوبة الحصول على تمويل بسبب شح الأموال».

وعبرت الباحثة عن اعتقادها بأن الهدف من دعوة براون ليس العودة الى الماضي والى مثل ما كان اتفاق «بريتون وودز» والعودة الى مرحلة تثبيت سعر صرف العملات، لان هذا ليس سبب الازمة الحالية». واضافت «اعتقد ان المقصود هو الحاجة الملحة الى توافق عالمي»، مشيرة الى أن حجم النظام المالي لعالمي اكبر من السابق واسواق المال العالمية اكبر من السابق واكبر من ميزانية دولة واحدة ايجاد حل للازمة التي يعيشها حاليا... والمسألة بحاجة لمساهمة الجميع».

وحول ما ذا كان هذا يطرح حاجة العالم الملحة لنظام مالي جديد شددت روسي «ان ذلك ضروري بالتأكيد».

وقد جعلت أزمة الائتمان مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى تبدو وكأنها أثر قديم ينتمي للقرن العشرين عاجز عن التعامل مع كارثة مالية في العصر الحديث وجعل المجموعات الاكبر المنبثقة من مجموعة السبع تبدو وكأنها غير مناسبة للقيام بالمهمة.

فخلال الايام الثلاثة الماضية تجمع زعماء ماليون من شتى أنحاء العالم تحت مظلة مجموعة السبع ومجموعة العشرين الاكبر التي تضم كلا من الدول النامية والدول المتقدمة وصندوق النقد الدولي المؤلف من 185 دولة. ولكن لم يتمخض عنه بحسب رويترز التخطيط لمخرج من أزمة الائتمان.

وقال وزير الخزانة الاميركي هنري بولسون «اذا ما نظرنا الى البناء المالي العالمي فلا أعتقد أنه يعكس الاقتصاد العالمي اليوم». وصرح بذلك ردا على سؤال ما اذا كان يتحتم أن يجري توسيع مجموعة السبع التي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وايطاليا واليابان بحيث تشمل قوى ناشئة مثل الصين والهند وروسيا والمكسيك. وتابع «انه عالم كبير وهو أكبر بكثير عن مجموعة السبع».

وكان وزير الاقتصاد الايطالي جوليو تريمونتي دعا الى توسيع مجموعة السبع ولكنه أطلق على المجموعة الجديدة اسم «جي اكس» اذ أنه حتى هو لا يعلم الشكل الذي يمكن أن تكون عليه. وقال «نقترح الذهاب الى ما هو أبعد من اطار مجموعة السبع لتبني كيان أكبر». مضيفا أن ايطاليا ستقترح مثل هذا التغيير العام المقبل عندما تتولى رئاسة الدورة الجديدة لمجموعة السبع.

والفكرة هي تشكيل مجموعة تمثل الاقتصاد الحديث لكنها تكون مدمجة بالدرجة الكافية لكي تكون حاسمة في قراراتها. والبرازيل وروسيا والهند والصين من الاسماء التي يجري منذ فترة طويلة مناقشة إضافتها لنادي مجموعة السبع.

وقال الاقتصادي الاميركي مارك زاندي «الصين متساوية الان مع ألمانيا كرابع أكبر اقتصاد في العالم. عدم وجود الصين على مائدة المحادثات يضعف نفوذ وقوة مجموعة السبع». والبرازيل وروسيا والهند والصين أعضاء بمجموعة العشرين الاوسع ولكن هذه المجموعة قد تكون غير عملية بشكل كبير. وقال جويدو مانتيجا وزير المالية البرازيلي الذي يرأس مجموعة العشرين ان المجموعة بحاجة الى أن تكون «أكثر نشاطا» وانها تفتقر الى الادوات المناسبة للتعامل مع الازمة الحالية.