رئاسة الاتحاد الأوروبي تعتبر اللقاء مع الإدارة الأميركية تحضيرا جيدا للقمة الدولية

واشنطن لا تتوقع الخروج منه بإعلان كبير وترفض الالتزام بموعد وتاريخ القمة المرتقبة

TT

في الوقت الذي اعتبرت فيه رئاسة الاتحاد الأوروبي ان المحادثات الجانبية التي جرت على هامش القمة الاوروبية ببروكسل بين قادة دول المجموعة، وايضا المحادثات التي ستجرى اليوم السبت مع الادارة الاميركية، هي بمثابة تحضير جيد للقمة الدولية، التي ستبحث في الأزمة المالية العالمية، جاء الرد من البيت الأبيض مفاجأة للعديد من المراقبين في بروكسل، إذ رفضت الإدارة الأميركية الالتزام بموعد ومكان انعقاد القمة المرتقبة قبل نهاية العام الحالي.

وجاءت تلك التطورات قبل ساعات من الاجتماع المقرر اليوم السبت بين الادارة الاميركية، وعلى رأسها الرئيس الحالي جورج بوش، وكبار المسؤولين في الاتحاد الاوروبي ومنهم الرئاسة الفرنسية الحالية للاتحاد، وممثلها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ومانويل باروسو رئيس الجهاز التنفيذي للمفوضية الأوروبية للاتحاد. وظهر الخلاف واضحا حول موعد ومكان انعقاد المؤتمر المخصص لبحث الأزمة المالية العالمية، والذي أعلن عنه الرئيس ساركوزي من بروكسل، محددا موعدا له قبل نهاية العام الحالي في نيويورك. لكن البيت الأبيض أحجم عن الالتزام بتحديد عقدها في نوفمبر (تشرين الثاني) أو مكانها. واعتبرت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو انه من السابق لأوانه معرفة مدى التزام الفائز في انتخابات الرئاسة الاميركية بهذه القمة. من جهة اخرى، نصحت دانا بيرينو بعدم توقع الخروج بإعلان كبير من المباحثات التي سيجريها الرئيس الاميركي مع نظيره الفرنسي ورئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو في كامب ديفيد بالقرب من واشنطن. وقالت للصحافيين «سوف نرى»، وذلك بشأن إمكانية عقد القمة الشهر المقبل في نيويورك. وأشارت الى بيان لزعماء مجموعة الثماني يدعو الى عقد مثل هذه القمة في المستقبل القريب. وأوضحت «من أسباب تحدثه عن مستقبل قريب هو اننا لا نعلم بالتحديد متى ستعقد ولا أين». وشددت على عدم توقع إعلان موعد لهذه القمة بعد مباحثات بوش وساركوزي وباروزو وقالت «لا أتوقع منها الكثير ولا أتوقع اعلان سياسات جديدة او اعلان موعد الاجتماع». وردا على سؤال بشأن مشاركة محتملة للفائز في انتخابات الرئاسة الاميركية في القمة المخصصة لإصلاح القواعد المالية العالمية، قالت المتحدثة «من السابق لأوانه جدا قول ذلك وقول ما اذا ستكون هناك مشاركة من جانبه». لكنها اكدت رغبة الرئيس بوش في تسهيل مهمة خليفته في البيت الابيض، موضحة ان الأزمة المالية كانت يوم الاربعاء الماضي من المواضيع الرئيسة للاجتماعات الاخبارية المخصصة لفريقي المرشحين التي نظمتها الادارة الحالية. وخلال الإجابة على اسئلة الصحافيين في المؤتمر الصحفي الختامي للقمة الاوروبية ببروكسل، اتفق كل من ساركوزي وباروسو على ضرورة العمل من أجل عقد القمة العالمية، ويأملان ان تكون في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل لدراسة إمكانية إصلاح النظام المالي العالمي.

وحول فائدة العمل مع رئيس أميركي منتهية ولايته، أكد ساركوزي أن العمل مع بوش، الذي سيبقى رئيساً فعلياً لبلاده حتى بداية العام الحالي، «سيساعد دول العالم على الاستفادة من الوقت وعدم إضاعته بانتظار رئيس جديد قد لا يكون مستعداً لعقد قمة قبل الربيع القادم»، منوها بأنه سيكون «الحديث عن إصلاح النظام المالي وقتها قد تأخر».

وأضاف ساركوزي أن العمل بسرعة مع الولايات المتحدة الأميركية تحت ولاية الرئيس الحالي ستوفر على الاتحاد الأوروبي والعالم التعرض لأخطار التقلبات التي قد تشهدها الأسواق في المستقبل القريب، وقال «لو تحسنت الأمور، فهذا جيد، ولو حصل العكس، فلن نستطيع تدارك الأخطار المتزايدة»، وقال ساركوزي «الانتخابات الأميركية ستكون في نوفمبر وسيكون تحدد الرئيس الجديد ويمكن لفريقه الاقتصادي ان يشارك في القمة المرتقبة مع الرئيس بوش، وهذا بالنسبة لنا أفضل من الانتظار حتى الربيع القادم». وحول فائدة العمل الأوروبي في ظل استمرار تدهور أسعار البورصات، أجاب ساركوزي بالقول إن «العمل الأوروبي ينصب الآن على ضخ السيولة في الأسواق وحماية المصارف وتأمين استمرارها، أي قدرتها على منح القروض وبالتالي تأمين استمرار حركة الاقتصاد الأوروبي»، وأضاف الرئيس الفرنسي «نحن نتابع تقلب أسعار البورصات الأوروبية والعالمية، بعض المؤشرات غير الأوروبية قد لا تكون دقيقة تماماً. وبالتالي توفر متسعاً لتكهنات وتوقعات قد لا تأتي في صالح أسعار الأسهم».