بنوك وشركات استثمارية خليجية تعتزم تأسيس شركات عقارية في السعودية

وسط تأكيدات على متانة القطاع بالمنطقة في ظل الأزمة المالية العالمية

تتوفر السعودية على فرص عقارية ثمينة («الشرق الأوسط»)
TT

ذكرت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إلى عزم بنوك وشركات استثمارية خليجية للإعلان عن تأسيس شركات عقارية في السعودية أو الدخول في حصص من شركات عاملة بالقطاع العقاري. وأشارت المصادر خلال المنتدى العالمي للاستثمار العقاري في الرياض إلى أن إجراءات بعض الشركات خاصة في شرق البلاد على وشك الانتهاء، والإعلان عن مشاريعها قبل نهاية العام الجاري.

إلى ذلك، أكد خبير اقتصادي أمس أن السوق العقاري السعودي يجذب 25 في المائة من أموال المستثمرين في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن قطاع العقارات في المملكة هو الأكثر بين الدول المجاورة في وجود المستثمرين الأجانب، مما يدل على قوة الاستثمار فيه.

وأكد بلير هاجكول، العضو المنتدب لشركة جونز لانج لاسيل بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال جلسة نقاش من جلسات المنتدى العالمي للاستثمار العقاري المقام تحت مظلة مجلس الغرف التجارية بالرياض، على وجود فرص حقيقية قوية للاستثمار في عقارات دول الخليج وبالتحديد في السعودية، وذلك لوجود المصداقية وحسن التعامل مع المستثمرين. واعتبر أن الوضع في السوق الخليجي يعتبر آمناً لحد ما في الاستثمار. وأكد أن الاقتصاد في الشرق الأوسط ارتفع من 20 في المائة إلى 70 في المائة في الفترة الأخيرة، ولافتاً أن أكثر من 70 في المائة من المستثمرين في دول الخليج متفائلون. ودعا هاجكول إلى التركيز على نفسية المستثمرين الخليجيين لحل هذه الأزمة في المنطقة، حيث أثبت الاقتصاد الخليجي في الأيام الماضية على قوته بالتصدي لتأثيرات الأزمة المالية. وتواصلت أمس جلسات المنتدى العالمي للاستثمار العقاري أمس، في فندق «فور سيزن» بالرياض، وسط تأكيدات لاقتصاديين عالميين على وجود فرص حقيقية للاستثمار في السوق العقاري السعودي، حيث استطاع القطاع العقاري أن يكون المنقذ الحقيقي من الأزمات المالية العالمية التي تشهدها أسواق العالم، في ظل وجود طلب حقيقي في السعودية. وكشف عبد العزيز الدعيلج، الرئيس التنفيذي للشركة الأولى للتطوير، أن الاقتصاد السعودي قوي ومتين ولا بد من الثناء على السياسات المتحفظة للمملكة، مشيراً إلى وجود فجوة تقدر بنحو 400 ألف وحدة سكنية، لا بد من تغطيتها. واعتبر أن أسعار البناء بدأت بالانخفاض؛ الأمر الذي يعتبر له تأثير ايجابي على السوق العقاري السعودي. وختم حديثه بقوله إنه في السابق كانت أسعار مواد البناء مرتفعة لحدٍّ كبيرٍ، فكان من الصعب على الشركات العقارية المطورة تحمل مثل هذه الارتفاعات، مشدداً على أن الطلب على الوحدات السكنية في السعودية يعتبر طلبا حقيقيا وليس طلبا وهميا كما هو الحال في بعض الأسواق المجاورة.

من جانبه، قال اندرب وغروف رئيس مجلس إدارة مركز الوطني المستثمر، إن السوق السعودي موطن للسيولة القادمة من الخارج حالياً، مشيراً إلى أن من الممكن تأثر السوق السعودي بسبب العوامل النفسية للمستثمرين، داعياً إلى اكتشاف الخلل المسبب للازمة ومحاولة اتخاذ بعض الإجراءات لحلها. وبين غروف خلال عرضه ورقة العمل أنه من الممكن الاستثمار في السوق السعودي، ولكن لا بد من الحذر، مشدداً على أن السوق السعودي جاذب للرؤوس الأموال نظراً لوجود طلب حقيقي للشراء، مما سيؤدي إلى النمو، إلا أنه شدد على وجود التمويل العقاري من قبل الشركات المختصة.

إلى ذلك، بين بالدليسيا بن عبد الغني رئيس مجلس إدارة بنك «سي أي ام بي» في ماليزيا، أن القطاع المالي الإسلامي أكثر أماناً من القطاع التقليدي، مؤكداً أن السوق العقاري في الخليج هادئ والاستثمار فيه مناسب، لافتاً إلى بدء البنوك الأجنبية التفكير بالدخول في السوق العقاري السعودي.