90% من الأسهم السعودية تكتسي اللون الأخضر مصحوبة بسيولة نشطة

«هيئة السوق» تغلق موقعاً إلكترونياً وتفرض غرامة مالية بـ3 آلاف دولار

سعوديون في إحدى قاعات تداول الاسهم («الشرق الاوسط»)
TT

عاد سوق الأسهم السعودي للارتفاع مجدداً بعد انتهاء أغلب الشركات القيادية من إعلان نتائجها المالية للربع الثالث من العام الحالي، والتي أظهرت تذبذباً ما بين نمو مرضٍ وآخر غير مرض في وقت يترقب فيه الكثير من المستثمرين ما ستؤول اليه الأزمة الراهنة بالأسواق المالية العالمية، والتي يبدو ان تأثيرها بدأ يقل تدريجياً بعد وصول مكرر ربحية الشركات إلى مناطق مغرية للاستثمار. وشهدت تداولات أمس تغيراً في إستراتيجية المتعاملين حيث تحركت الأسهم الصغيرة والمتوسط، وخاصة أسهم قطاع التأمين الذي استحوذت على النسبة الأكبر في منصة الأسهم الأكثر ارتفاعاً بالسوق بعدما تكبدت خسائر عالية منذ ظهور أزمة الرهن في الأسواق العالمية. وجاءت تحركات الشركات القيادية بوتيرة مختلفة نوعاً ما حيث قادت أسهم «سابك» و«الراجحي» و«الاتصالات» المؤشر العام إلى تغير مساره السلبي الذي شهده أول من أمس ليسحب معهم 90 في المائة من الأسهم المدرجة بالسوق ليغلق المؤشر العام عند مستوى 6345.75 كاسباً 87.4 نقطة تمثل نسبة 1.4 في المائة بحجم سيولة 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) توزعت على ما يزيد عن 281 مليون سهم. من جهة أخرى، احتلت أسهم مصرف «الإنماء» و«زين» و«معادن» أكثر شركات السوق نشاطاً من حيث الكمية. وفي إطار آخر، أعلنت هيئة السوق المالية عن صدور قرارٍ من لجنة الفصل في منازعات الأوراق المالية يقضي بإدانة متعب بن سعيد عبد الله الأحمري في الدعوى المقامة من هيئة السوق المالية ضده لمخالفته نظام السوق المالية ولوائحه التنفيذية وإيقاع العقوبات عليه حيث تم إلزامه بالتوقف والامتناع عن القيام بطرح أوراق مالية على الجمهور للاكتتاب العام عبر موقع شركة جدارة على شبكة المعلومات (الإنترنت)، وإنهاء كل ما له صلة بذلك؛ بما فيه إغلاق موقع الشركة على الشبكة المعلوماتية، إضافة إلى فرض غرامة مالية قدرها بـ10 آلاف ريال (2600 دولار) عن هذه المخالفة.

من جهته، أفاد لــ« الشرق الأوسط« الدكتور إبراهيم الغفيلي رئيس مركز الريادة للاستشارات المالية أن السوق أصبح متقاربا مع بقية الأسواق العالمية في سلوكيات المتعاملين فليس هناك أي أدوات تساهم في معرف ما يدور بالوقت الراهن.

وبين الغفيلي أن عمليات التمويل التي قامت بها البنوك الأمريكية لم يكن عليها رقابة لذلك حدثت عملية الانهيار والتي سحبت معها كثير من الأسواق العالمية، مشيرا إلى أن بعض الشركات ذات العوائد يتم تداولها تحت مكرر ربحية 10 الأمر الذي يعطي محفزا على الاستثمار في الوقت الحالي.

وذكر الغفيلي أن جميع الدول لم تتخلي عن أسواقها في مثل هذا الوقت لذا على الصناديق الاستثمارية مثل صندوق « المعاشات والتقاعد« استغلال الفرصة المتاحة للاستثمار وعليها تغيير استراتيجيتها الاستثمارية الخارجية واستبدالها بالداخلية والتي أصبحت مطلب لكثير من المستثمرين.

من ناحية أخرى، قال لــ« الشرق الأوسط« الدكتور مقبل الذكير أستاذ الاقتصاد بجامعة الملك عبدالعزيز أنه في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها العالم و أصابت الأسواق المالية بشكل خاص، كان لها دورا في ارتفاع نوع المخاطرة بأسواق المال.

وزاد الذكير أن المخاطرة تقل عندما تظهر الفرص الاستثمارية على المدى المتوسط والبعيد، ملمحا إلى أن السوق السعودي ظهرت به بعض الفرص الاستثمارية المغرية جدا.

وأشار الذكير أن السوق يبحث الآن عن المستثمرين الأذكياء أصحاب النفس الطويل، بينما أفاد أن صورة مستقبل السوق على المدى القريب غير واضحة بالشكل الكبير ولكن الأمر يعتمد على ما يحدث بالعالم. واستدل الذكير على أن الوضع العالمي لم يعتمد بالشكل الصحيح الخطة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وإلا كل ما فعلوه إلى الآن ما هي إلا مسكنات فقط.