صرح رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين امس ان الازمة المالية العالمية لم تباغت روسيا مثلما باغتت الغرب والمؤسسات الاقتصادية الدولية. وقال بوتين خلال اجتماع مع مستثمرين اجانب ان «الهيئات الاميركية والاوروبية والبريطانية (..) فوجئت»، معتبرا ان صندوق النقد الدولي ايضا لم يكن «مهيئا» لمواجهة الازمة. واضاف «اود القول اننا نحن لم ندع الامور تباغتنا». وشدد على ان الاقتصاد الروسي «مهيأ بشكل جيد لمواجهة الصدمات الخارجية الطويلة». ورأى ان «روسيا تلعب دورا يثبت استقرار وضع الاقتصاد العالمي». وهاجم بوتين الولايات المتحدة معتبرا انها «نقلت العدوى» الى روسيا وباقي العالم متوقعا افاقا قاتمة للاقتصاد الاميركي. وقال «ان الولايات المتحدة دخلت مرحلة من الانكماش الشديد» مضيفا ان الاقتصاد الأميركي والاقتصادات الاوروبية ستشهد عام 2008 اسوأ حصيلة لها منذ 17 عاما.
وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية سعى بوتين بعد ذلك للتقليل من شأن هروب الرساميل من روسيا بعدما وصفه مسؤول حكومي كبير الجمعة الماضي بانه «كابوس». وقال «تشير الارقام الاخيرة الى انه ليس هناك حصيلة صافية لخروج اموال من روسيا خلال الاشهر التسعة الاولى من السنة. ان حركتي تدفق الاموال وخروجها متوازنتان». وقال مسؤول حكومي كبير الجمعة طالبا عدم كشف اسمه انه «لم يكن من الممكن لاي كان ان يتوقع في اسوأ كوابيسه هروب رساميل بهذه الضخامة»، مشيرا الى ان حجم الاموال التي خرجت من روسيا وصل الى 33 مليار دولار خلال شهري اغسطس (آب) وسبتمبر (ايلول) وحدهما. وطاولت الازمة المالية العالمية روسيا غير انها تبدو في وضع افضل لمقاومة رياح الذعر التي تعصف بالاسواق العالمية، مسلحة باحتياطها الكبير من البترودولارات. وشهدت البورصة الروسية رغم ذلك انهيارا ففقدت اسهمها حوالي 75% من قيمتها منذ مايو (ايار). وبعدما تدخلت الدولة لانقاذ عدد من المصارف، تتهيأ حاليا للتدخل خلال الاسبوع الجاري في البورصة للحد من تدهورها وقد رصدت لذلك حوالى خمسة مليارات يورو. وأصدر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الجمعة الماضي مرسوما نص على انشاء مجلس لتنمية السوق المالية سيكلف المساعدة على «تطوير السوق المالية وضمان استقرارها وتقييم فاعلية الاجراءات المتخذة في هذا المجال». وسيقترح المجلس ايضا اجراءات «لحماية المستثمرين» و«تدارك الازمات المالية». وستكون هذه الهيئة الجديدة الخاضعة لاشراف الرئيس بقيادة النائب الاول لرئيس الوزراء ايغور تشوفالوف.