خبراء: الأزمة الاقتصادية ليست كلها مصائب

أكدوا أن لها فوائد صحية وبيئية

خدمة (كي. آر. تي)
TT

تزايد حالات الانتحار.. ارتفاع قياسي في مبيعات الفياغرا.. صعود ملحوظ في مبيعات الواقيات الجنسية... هذا غيض من فيض كثير من الأشياء التي يتم ربطها يومياً بالأزمة المالية العالمية، والتي يغلب عليها الطابع السلبي. فهل الأزمة المالية أصبحت الشماعة التي تعلق عليها أي صغيرة وكبيرة؟ وهل الأزمة التي يبدو انها انتقلت عدواها من شارع المال الى ساحة الاقتصاد الحقيقي كلها مصائب ولا تنطوي على فوائد؟ يرى كثير من الخبراء الاقتصاديين ان الأزمة المالية اخرجت «بعبع» التباطؤ الاقتصادي و«غول» الركود من قمقمهما، وبدأت تؤثر فعليا على حياة الناس وجيوبهم ولم تعد فقط حبيسة جدران البورصات والبنوك. ويبدو تأثير الأزمة الاقتصادي بشكل أكثر وضوحا في ارتفاع معدلات البطالة بسبب افلاس الكثير من الشركات، خاصة الصغيرة في انحاء كثيرة من العالم، وما لديه من تبعات اجتماعية على الصحة النفسية والعقلية للأفراد، وعلى التماسك العائلي والسلم الاجتماعي، الذي قد يصبح مهددا بارتفاع معدلات الجريمة بدافع الفقر والحاجة. ويشدد كثير من الخبراء أيضا على أن «نظرية دومينو» بدأت تترجم فعليا على أرض الواقع، حيث أدى «دومينو» القطاع المالي المتهاوي الى جر«دومينوهات» أخرى معه كقطاع الاسكان مع تراجع اسعار المنازل في الكثير من انحاء العالم؛ من ابرزها أميركا وبريطانيا، حيث يعتبر القطاع العقاري فيهما تقليديا من أسس الاقتصاد الوطني. وإن كان القطاع العقاري في الولايات المتحدة هو «بيت داء» الأزمة المالية بسبب قروض الرهن العقاري عالية المخاطر، التي كانت وراء الازمة المالية في أميركا قبل أكثر من عام، لتطاير شظاياها بعد ذلك في كل انحاء العالم. ومن «الدومينوهات» الاخرى التي تهاوت مع الازمة المالية، قطاع الخدمات الذي يعتمد على انفاق الافراد والعائلات، غير أن تراجع القدرة الشرائية لكثير من الناس بسبب الازمة المالية أدى الى تراجع إقبالهم على المطاعم والمقاهي، التي توفر فرص عمل لكثير من الناس، مما أدى الى افلاس كثيرٍ منها. وفي هذا السياق، أظهرت ارقام في بريطانيا أن الكثير من الموظفين اصبحوا يقتصدون في طعامهم ويحضرونه (خاصة السندويتشات) بأنفسهم في بيوتهم. وشمل التوجه نحو «شد الأحزمة» الى مجالات أخرى كالترفيه مثلا حيث أدى تراجع اقبال الناس بسبب الازمة المالية على دور السينما والمسارح. وفي هذا السياق، ذكرت مصادر اعلامية بريطانية أن الكثير من المسارح في لندن اضطرت الى الغاء العديد من العروض بسبب نقص الاقبال الجماهيري عليها. غير انه وفي جعجعة كل هذه المعطيات السلبية عن تأثير الازمة المالية والركود الاقتصادي، ترتفع اصوات تؤكد ان الازمة ليست كلها مصائب، بل فيها فوائد، ومن بين هذه الاصوات كريستوفر روهم، استاذ الاقتصاد بجامعة نورث كارولينا الاميركية، الذي أكد أن «الناس يتمتعون بصحة احسن اثناء الركود». ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس عنه قوله «معدلات الوفاة تنخفض، الناس يدخنون بشكل أقل، يشربون الخمر بشكل أقل ويمارسون الرياضة أكثر. حوادث الطرق تقل، وهو ليس مفاجئا لأنهم لا يستعملون سياراتهم كثيرا. النوبات القلبية تقل. مشاكل الظهر تقل. الاشخاص سيكون لهم وقت اطول لتحضير وجبات أكثر صحية في بيوتهم. عندما يضعف الاقتصاد، التلوث يتراجع».

* أقوال..

* «كن متخوفا عندما يكون الآخرون جشعين، وكن جشعا عندما يكون الآخرون خائفين» وارن بافيت، المستثمر الأميركي المشهور وثاني أغنى رجل في العالم، الذي كون ثروته من الاستثمار في الأسهم في تعليقه على اضطراب الأسواق.

> «الأزمة مثل حمى الأطفال فهي تبدأ قوية ثم تتراجع قوتها» إيميليو بوتين رئيس بنك سانتاندر الإسباني في تعليقه على الازمة المالية.

> «التاريخ لا يرجع للوراء. ومن الطبيعي أن تستغل الإيديولوجيات المختلفة الأزمة المالية وتحاول الاستفادة منها لخدمة وجهة نظرها» عبد المنعم سعيد مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية.

* أرقام

* مبيعات الواقيات الجنسية ارتفعت في اميركا وبريطانيا بنسبة 15% خلال النصف اللأول من العام الحالي. وارجع الارتفاع الى تخوف الكثيرين على مستقبلهم المهني بسبب الازمة المالية مما يدفعهم الى استعمال الواقيات الجنسية لتجنب ولادات غير مرغوبة.

> كشفت اكبر صيدلية بريطانية للبيع عبر الانترنت ان مبيعات من الفياغرا ارتفعت بشكل كبير أخيراً، وأشارت إلى ان ثلث طلبياتها يرسل الى الحي المالي في لندن، وأُرجع ذلك الى أن الأزمة المالية واضطرابات الاسواق وتأثيراتها النفسية، أثرت على القدرات الجنسية للعاملين في الحي المالي بلندن مما دفعهم الى الاستنجاد بالمقويات الجنسية.