«السيولة» تعود للانخفاض وتجبر 86% من الأسهم السعودية على التراجع

قطاعان يعمقان مجرى هبوط «المؤشر العام»

سعوديون في إحدى قاعات تداول الاسهم («الشرق الاوسط»)
TT

قاد قطاعا «المصارف والخدمات المالية» و«الصناعات والبتروكيماوية» المؤشر العام لسوق الأسهم السعودي إلى تعميق مجرى الهبوط بعد أن خسرا أكثر من 8.7 في المائة جراء عمليات بيع على الأسهم القيادية المتأثرة بتداعيات الأزمة المالية والرهن في العالم، حيث واصل سهما «سابك» و«سافكو» من القطاع الصناعي مسلسل نزيف النقاط، فيما ساهم «مصرف الراجحي» والبنك السعودي الهولندي الخاسر بأكثر من 9.5 المائة و«بنك الرياض» بنسبة 6.25 في المائة من قطاع المصارف إلى زيادة عمق الخسائر والتي واصلت إلى مستويات دعم مهمة على المدى القريب، ليغلق المؤشر العام عند مستوى 6160.8 خاسرا 236.34 نقطة بنسبة 3.69 في المائة، وسط انخفاض في السيولة المتداول والتي بلغت 5.3 مليار ريال (1.3 مليار دولار) توزعت على ما يزيد عن 181 مليون سهم.

وساهمت السيولة المتدنية والمتزامنة مع انفخاض الأسهم القيادية إلى إجبار 86 في المائة من الأسهم المدرجة بالسوق، 108 شركات، إلى التراجع بنسب متفاوتة ما بين 9 و0.35 في المائة، بينما كان أبرزها سهم «سافكو» 9.85 في المائة تلاه «ملاذ» 9.78 في المائة وتلاه «البنك السعودي الهولندي» 9.57 في المائة.

وجاء سهم مصرف «الإنماء في قائمة أكثر شركات السوق نشاطا من حيث الكمية والتي بلغت أكثر من 30 مليون سهم تلاه «معادن» و«سابك»، كما اعتلى سهم «سافكو» قائمة أكثر شركات السوق نشاطا من حيث القيمة حيث بلغ إجمالي ما تداولته 941 مليون ريال تلاه سهم سابك ثم مصرف الإنماء.

من ناحيته، ذكر لـ«الشرق الأوسط» ناصر العبدان المحلل المالي أن الأزمة المالية لن تطول كثيرا في تأثيرها على السوق السعودي بشكل خاص، مشيرا إلى أن السوق سيمر بنوع من الاستقرار ومن ثم الانفصال عن تأثير الأوضاع الاقتصادية مستدلا أن هناك بعض الشركات بدأت تستجيب لنتائجها المالية والتي شهدت نموا مميزا رغم هذه الأزمة.

ونوه العبدان أن السيولة الاستثمارية موجودة وتقتنص الفرص الجيدة ولكنها ليست مؤثرة، مفيدا حول ارتفاع السيولة وانخفاضها أنها تمثل ما يصطلح عليه «سيولة ذكية» تدخل عند مناطق سعرية جيدة وتخرج بعد تحقيقهم أرباح رأسمالية سريعة مما يزيد نطاق التذبذب اليومي للسوق والذي يعتبر مؤثرا في مثل هذه الأوضاع الراهنة.

من جهة أخرى، أفاد عبد القدير صديقي المحلل الفني في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن السوق غير واضح رغم ظهور بعض النتائج المالية والتي تعتبر مقبولة نوعا ما في ظل هذه الظروف، نتيجة المخاوف من الأزمة الاقتصادية والتي عصفت بظلالها على الأسواق العالمية بشكل عام.

وأشار صديقي أن المؤشر العام كسر نقاط دعم مهمة خلال الفترة الماضية والتي أصبحت حاليا نقاط مقاومة مهمة، مبينا أن المسار العام للسوق ما زال سلبيا ولا توجد أي إشارات انعكاسية على المدى المتوسط والبعيد.

ولفت صديقي إلى أن التحركات الصاعدة الفرعية تعتبر قمم هابطة على المدى القريب وهي ناتجة عن الأخبار أو الإعلانات النتائج المالية لبعض الشركات، مفيدا بالقول: هذا الأمر أصبح ملموسا بين الأسهم التي ترتفع على النسب العليا والأسهم الأخرى على النسب الدنيا في نفس الجلسة مما يعطي أن هناك سيولة تدخل عن النتائج الايجابية والأسعار المتدنية».