أوبك تخفض إنتاجها بمقدار 1.5 مليون برميل في اليوم

بريطانيا تهاجم القرار وتصفه بـ«مخيب للآمال».. والأسعار تصل إلى أدنى مستوياتها منذ 18 شهرا

TT

قررت منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) خفض انتاجها بمقدار 1.5 مليون برميل بدءا من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وذلك وفقا لقرار اجمع عليه المؤتمر الاستثنائي الذي عقدته المنظمة بمقرها بالعاصمة النمساوية فيينا صباح أمس ولم يستمر اكثر من ساعتين.

وجاء قرار المنظمة كمحاولة للحد من التدهور الحاد الذي تشهده اسعار النفط بسبب الازمة المالية العالمية وخشية ان يزيد تأثيرها على اسواق النفط خاصة في ظل تباطؤ في الطلب. وكان اجتماع اوبك مقررا عقده في 18 نوفمبر المقبل، الا ان تدهور الأسعار الى اقل من 70 دولارا للبرميل هذا الشهر بعد ان كان قد وصل الى ما يقارب 150 دولارا في يوليو (تموز) الماضي، قد عجل في عقد اجتماع أمس. ويشير القرار الذي تلاه على الصحافيين، الدكتور حسن قبازارد رئيس قسم البحوث في المنظمة ان أوبك ستدرس نتائج قرارها عند اجتماعها المقبل بتاريخ 17 ديسمبر (كانون الأول) المقبل الذي ستعقده بمدينة وهران الجزائرية، وفقا للدراسات والمراقبة المستمرة لاحوال السوق التي ستتكفل بالاشراف عليها سكرتارية المنظمة. من جانب آخر ركز البيان على مدى الاهتمام الذي توليه «أوبك» لتغذية الاسواق بما يكفيها من نفط بما يعود بالفائدة على الدول المستهلكة والمصدرة في آن واحد، مؤكدا ان اوبك لا يمكنها ان تتحمل منفردة ذلك العبء للمساهمة والتنسيق في خلق اسواق نفطية متوازنة ومستقرة.

هذا ويشير البيان الى ان قرار الخفض في سقف انتاج المنظمة سيتوزع على دولها الاعضاء كما في الجدول المرفق. الا ان القرار استثنى العراق من نظام الحصص او الكوتة المحدد لانتاج كل دولة. هذا وكان وزير النفط السعودي علي النعيمي قد اشار في تعليق للصحافيين على القرار، وهو يغادر مبنى المنظمة عقب الاجتماع ان المنظمة ستنتظر حتى تتبين اثار قرارها هذا قبل ان تدرس امكانية اللجوء لقرار بمزيد من الخفض.

واشار شكيب خليل وزير النفط الجزائري والرئيس الحالي لمؤتمر اوبك الا ان المنظمة على استعداد للتدخل في اية لحظة متى ما رأت ضرورة لذلك وان اقتضت الاحوال عقدها لاجتماع طارئ آخر حتى قبل اجتماعها المقرر بالجزائر في 17 ديسمبر للنظر في الموضوع، رافضا تحديد نطاق سعري لنفط المنظمة ومكررا القول ان الاسواق هي التي تحدد الاسعار.

وكان خليل قد ركز في معرض اجاباته على ضرورة تقيد الدول اعضاء الاوبك بالكوتة، واصفا القرار بانه رسالة سريعة للاسواق، تؤكد مقدرة الاوبك على سرعة التصرف، واتخاذ قرارات عملية «براغماتيكية». وشدد على ان هناك فائضا في الانتاج وكفاية في المخزونات، ونفى ان يكون سعر النفط سببا من اسباب الكارثة الاقتصادية، واصفا اياه بانه من ضحاياها. وشرح بان النفط ظل وسيظل داعما للتنمية الاقتصادية عالميا، وان قرار اوبك يعكس مدى اهتمامها بالتفاعل مع الازمة الاقتصادية، رغم انها لم تتسبب فيها.

وقال وزير الطاقة البريطاني مايك اوبراين أمس الجمعة ان قرار أوبك خفض انتاجها 1.5 مليون برميل يوميا «مخيب للامال» لكنه حذر شركات الطاقة في البلاد من التذرع بذلك لرفع اسعار الوقود. وأبلغ أوبراين رويترز في رسالة بالبريد الالكتروني «انه قرار مخيب للامال لكن يبدو انه يهدف الى تهدئة انخفاض الاسعار وليس زيادتها لذلك لا ارغب في رؤية ذلك ان يستغل كمبرر لزيادة اسعار التجزئة».

وقال رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون في وقت سابق هذا الشهر انه سيكون من «المشين» ان تخفض أوبك انتاجها لمجرد ان الاسعار تنخفض محذرا من ان ارتفاع أسعار النفط يضر بالاقتصاد العالمي.

ومن جانب آخر كان وزير النفط الكويتي قد اشار في رد على سؤال لـ«الشرق الاوسط» اجماع كل من المستهلكين والمنتجين ان الاسواق لا ينقصها نفط. ووصف عبد الله البدري، امين عام الاوبك، ردا على سؤال آخر للـ«الشرق الاوسط» القرار بانه «ممتاز» وسريع، مؤكدا ان الاوضاع ستتضح بصورة اكثر قبل اجتماع ديسمبر لاسيما فيما يختص بالعرض والطلب مع حلول فصل الشتاء. منوها ان هناك أهمية قصوى «بل الحاحا»  لضرورة التزام الدول الاعضاء، بتنفيذ قرار الخفض والحفاظ عليه.  وقالت وكالة الطاقة الدولية أمس ان قرار منظمة أوبك خفض الانتاج «غير مفيد» ويأتي في سياق تواجه فيه الدول الرئيسية المستهلكة للنفط كسادا حادا. وقال ادواردو لوبيز كبير المحللين بشعبة سوق النفط لدى الوكالة لرويترز «ليس قرارا مفيدا لان الاسواق في غاية التوتر. وحجم الخفض كبير جدا». ومن جانبه اشاد المحلل الاقتصادي اديسون ارم استرونق لما اعتبره ظاهرة جيدة تعكس اهتمام الاوبك بصورتها العالمية، مؤكدا ان قرار الخفض وأن كان سيؤثر على الاسعار الا ان الاثر الاكبر في النهاية ستتحكم فيه حقيقة الاوضاع الاقتصادية عالميا. وبلغ سعر مزيج برنت خام القياس الاوروبي نحو 62 دولارا للبرميل منخفضا من مستوى قياسي بلغ نحو 147 دولارا للبرميل قبل ثلاثة أشهر بسبب مخاوف من تراجع الطلب.

وتراجع سعر برميل نفط برنت في سوق لندن الى 61.80 دولار في ادنى مستوى له منذ مارس (اذار) 2007، فيما تراجع سعر النفط الخفيف في سوق نيويورك الى 63.50 دولار في ادنى مستوى له منذ مايو (ايار) 2007، وذلك بعد قرار منظمة اوبك خفض انتاجها.

* وفيما يلي قائمة بتخفيضات الدول الاعضاء بالالف برميل في اليوم باستثناء العراق المعفي من مستويات الانتاج المستهدفة.

* الدولة حجم الخفض الجزائر 71 انجولا 99 الاكوادور 27 ايران 199 الكويت 132 ليبيا 89 نيجيريا 113 قطر 43 السعودية 466 الامارات 134 فنزويلا 129