لندن تتخلى عن مشروع عقد قمة حول النفط

تنفي أن تكون هناك أسباب سياسية وراء القرار وتؤكد عقده على مستوى وزراء الطاقة

بي.بي تسجل ارباحا قياسية تصل الى اكثر من 10 مليارات دولار للربع الثالث من العام الحالي مقارنة مع 2007 (أ.ف.ب)
TT

اعلن الامين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) عبد الله البدري أمس الثلاثاء في لندن ان بريطانيا تخلت عن مشروع عقد قمة تضم الدول المنتجة والمستهلكة للنفط في ديسمبر (كانون الاول). وقال البدري على هامش مؤتمر «نفط ومال» الملتئم في لندن ان «الحكومة البريطانية الغت القمة(...) البريطانيون لم يظهروا وضوحا ولم يدعوا عددا من قادة دول (اوبك)»، في اشارة الى قمة سبق ان اعلن انعقادها في 19 ديسمبر.

وكانت لندن قد اقترحت هذه القمة لتنسيق الرد الدولي على تزايد الطلب العالمي على النفط، ولكن كان عليها لذلك ان تدعو بعض الرؤساء المثيرين للجدل، مثل الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد او الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز.

الا ان لندن نفت ان تكون هناك اسباب «سياسية» وراء الغاء القمة، وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية لـ«الشرق الأوسط» ان لندن لم تتخل عن الفكرة لكنها استبدلتها بلقاء لوزراء الطاقة في الدول المعنية، من منتجين ومستهلكين، وفي اليوم المخصص بذلك كما اعلن عنه سابقا، «وهذا هو الاطار الافضل» لمناقشة الأزمة العالمية وموضوع الطاقة.

وقال المتحدث ان اد مليباند وزير الطاقة البريطاني سيستضيف اللقاء، مضيفا ان التغيير في البرنامج كان سببه كثرة اللقاءات التي عقدت أخيرا لرؤساء الدول في مؤتمرات عدة استضافتها عواصم مختلفة حول العالم تناولت جميعها الأزمة المالية والركود وانتاج البترول واسعاره. كما اضاف البدري خلال لقاء لندن ان المنظمة قد تقلص انتاجها اكثر اذا استمر سعر النفط الخام في التدهور رغم قرار الخفض الأسبوع الماضي. وعقدت أوبك لقاء استثنائيا يوم الجمعة الماضي وقررت على اثره خفض الانتاج بمقدار 1.5 مليون برميل. وهاجمت بريطانيا والولايات المتحدة قرار أوبك لتخفيض انتاجها ووصفه رئيس الوزراء بالمشين. وطالبت الحكومة من الموزعين عدم رفع اسعار وقود السيارات اذا ارتفعت اسعار البترول في الاسواق العالمية بعد خفض الانتاج. ويعتقد البدري ان امكانية خفض الانتاج ثانية ما زالت قائمة قائلا «علينا ان ننتظر ونرى كيف ستتجاوب السوق» لكن «اذا استمرت المشكلة فسيترتب اقرار تخفيض جديد» للانتاج.

لكن وزير الطاقة القطري عبدالله بن حمد العطية اعلن الثلاثاء ان «اوبك» لن تعقد اجتماعا طارئا حول تدني اسعار النفط قبل الاجتماع العادي المقرر في 17 ديسمبر في وهران بالجزائر. وقال العطية خلال لقاء (النفط والمال) في لندن، كما جاء في تقرير الوكالة الفرنسية «ليست هناك في الوقت الحاضر مؤشرات تفيد باننا قد نجتمع قبل ديسمبر. ان اسابيع قليلة تفصلنا عن الاجتماع. ان المشكلة قد تلقى حلا خلال بضعة اسابيع»، واضاف «لا اعتقد اننا سنجتمع مجددا» قبل ذلك الحين.

وكان وزير الطاقة والمناجم الجزائري شكيب خليل قد افاد الجمعة ان اوبك «قد تعقد اجتماعا قبل الاجتماع المقرر في 17 ديسمبر» اذا اقتضى الامر. كما اعتبر العطية ان سعرا يتراوح بين 70 و80 دولارا لبرميل النفط منطقي جدا اليوم للسماح بمواصلة نمو القطاع النفطي.

وتراجعت اسعار النفط الاثنين الى ما دون عتبة 60 دولارا في لندن للمرة الاولى منذ مارس (اذار) 2007، لتصل الى 59.20 دولار بعدما وصلت اسعار نفط برنت في مطلع يوليو (تموز) الى مستويات قياسية قدرها 147.50 دولار.

وفي الأمس ارتفع سعر النفط فوق 64 دولارا ليحذو حذو أسواق الاسهم الاوروبية والاسيوية حيث أقبل المتعاملون على شراء الاسهم التي انخفضت أسعارها بشدة. وارتفع سعر الخام الاميركي الخفيف تسليم ديسمبر 19. 1 دولار ليصل الى 41. 64 دولار.

وزاد سعر خام برنت في لندن 78 سنتا ليصل الى 19. 62 دولار.

وقال كريستوفر بيليو من شركة باتش للسلع «أعتقد أن النفط يرتفع على نحو يساير الاتجاه في أسواق الاسهم ونظرا لاحتمال أن تقرر أوبك تخفيضات أكبر في الانتاج. أما ان كان هذا سيؤثر على الاسواق فأمره يتوقف على من الذي سيقدم على الخفض وبأية كمية».

وقالت وكالة الانباء السعودية ان المملكة ترى حاجة لتحقيق توازن واستقرار في أسواق النفط لضمان استمرار الاستثمار في هذا القطاع. وقال مجلس الوزراء في بيان ان السعودية أكدت الحاجة لتحقيق توازن في سوق النفط وانها حريصة على استقرار أسواق النفط وتجنب التذبذبات الحادة وعلى تعزيز الحوار مع المستهلكين. وأضاف البيان أن حالة التوازن في الاسواق تصب في مصلحة المستهلكين والمنتجين على حد سواء.

وفي الأمس تجاوز أداء شركة بي.بي النفطية البريطانية توقعات المحللين فسجلت ارتفاعا بنسبة 148 في المائة في ارباحها، التي لا تتضمن الارباح والخسائر غير المتحققة من تغيرات اسعار المخزونات في الربع الثالث من العام بالمقارنة بالفترة نفسها من عام 2007 لتبلغ مستوى قياسيا عند عشرة مليارات دولار بفضل ارتفاع أسعار النفط. وقال متعاملون ان أسهم بي.بي من المتوقع أن تفتح على ارتفاع بنسبة خمسة في المائة. وقالت الشركة ومقرها لندن ان انتاج النفط والغاز ارتفع قليلا في الربع الثالث بالمقارنة بالفترة نفسها من عام 2007 الى 664. 3 مليون برميل من المكافيء النفطي يوميا في حين كان المحللون يتوقعون تراجعا طفيفا.

ويقول المحللون ان «بي.بي» احرزت تقدما كبيرا فيما يتعلق باعادة هيكلة وحدة معالجة الخام التي كانت محور تراجع الاداء بالمقارنة بمنافسيها في السنوات القليلة الماضية.