السوق السعودية ترسّخ مسار «التذبذب» وتتمسك بآمال «السيولة»

المؤشر العام يفقد 1.2%.. وقيمة الأسهم المتداولة تصعد إلى 2.1 مليار دولار

متعاملون يراقبون حركة الأسهم السعودية («الشرق الاوسط»)
TT

باتت سوق الأسهم السعودية تدفع إلى ترسيخ مسار التذبذب العالي والمتوسط على أداء مؤشرها العام بعد أن سجل تراجعا خلال تعاملات سوق الأسهم أمس بواقع 1.2 في المائة، في وقت كانت التطلعات سارية بين أوساط المتعاملين والمحللين بمواصلة السوق لرحلته النقطية الإيجابية.

وتستند «الشرق الأوسط» على هذه الرؤية نتيجة لسلوك المؤشر العام خلال الأسابيع الماضية وتحديدا بعد ما اتضحت الآثار السلبية من أزمة الرهن العقاري وخلقت أزمة أعظم في أسواق الأوراق المالية العالمية، حيث انتهجت مؤشرات الأسواق مسار الهبوط الحاد والعنيف قبيل الدخول في مرحلة «استعادة النفس»، والبحث عن أرضية نقطية للاستقرار عليها.

وهنا، يتجه سوق الأسهم السعودي مشابها في الأداء لما تتجه إليه الأسواق العالمية، غير أنه يخالفها في عدم بقائه على الصعود واكتساء اللون الأخضر أكثر من يومين، حيث ما يلبث إلا ويسجل تراجعا عنيفا يفقده ما استطاع أن يجنيه في أيام الكسب.

وتتمسك سوق الأسهم السعودية حتى اللحظة بما آلت إليه نتائج إحصاءات (حجم التداول)، إذ أنه يمثل التحول الإيجابي الأبرز مع تصاعد قيمة الأسهم المتداولة خلال الأسبوعين الماضيين، يثبتها ما سجلته السوق في تعاملات الأمس؛ إذ تم تدوير ما قيمته 8.1 مليار ريال (2.1 مليار دولار).

وأغلق المؤشر العام تداولاته أمس متراجعا 1.2 في المائة، تمثل خسارة 70.3 نقطة، ليقفل عند 5800.90 نقطة، تم خلالها تداول 422.6 مليون سهم، نفذت من خلال 200.4 ألف صفقة، صعدت معها أسهم 40 شركة بينما تراجعت أسهم 83 شركة من أصل 126 شركة مدرجة في سوق الأوراق المالية السعودي.

أمام ذلك يقول يوسف الرحيمي المحلل الفني السعودي إنه رغم الرؤية التشاؤمية التي يؤمن بها جميع المتعاملين لاسيما شريحة صغار المتداولين، حول سوق الأسهم السعودية، إلا أن الوضع العام غير مقلق في ظل استبعاد أن يتراجع سوق الأسهم إلى معدلات متهاوية جدا دون 4000 نقطة في أصعب الأحوال وبتكاليف جميع الظروف السلبية.

ورفض الرحيمي ما يتناول أحيانا حول انخفاض أسهم بعض الشركات القيادية ذات الثقل إلى مستويات سعرية كما وصلت إليه أسعار الشركات القليلة والمتوسطة الأداء، إذ يؤمن أن المشترين لتلك الأسعار في تلك الأوقات لن يسمحوا بتهاويها إلى هذا الحد حفاظا على القيمة المعنوية والحقيقية لأداء ونتائج تلك الشركات.

وتصدر تداولات الأمس من حيث الكمية، سهم «مصرف الإنماء» بواقع 152.2 مليون سهم، بينما جاء سهم «أنابيب» الأكثر ارتفاعا بنسبة 9.8 في المائة، في وقت حل سهم «ملاذ للتأمين» كأكثر شركات السوق هبوطا بانخفاض قوامه 9.8 في المائة.

أمام ذلك، ترى مجموعة كسب المالية في تحليلها حول وضع سوق الأسهم السعودية، أن الارتباط الشديد ما بين تحركات سوق الأسهم السعودية والأسواق المالية الأميركية مبالغ فيه بعض الشيء، إذ أن ما تتعرض له الشركات المالية في الاقتصاد الأميركي من أزمات مالية بعيدة كل البعد عن أداء الشركات المحلية. وشددت المجموعة حول رؤيتها أن ما أثبتته النتائج المالية للربع الثالث وخصوصا في قطاع البنوك، إضافة إلى أن الانخفاضات الحادة شملت جميع أسهم الشركات بلا استثناء وبدون أية مراعاة لتأثر قطاع دون غيره، مقابل ارتفاعات شملت جميع الأسهم.

وتخشى مجموعة كسب المالية ـ شركة رسمية مرخصة من هيئة السوق المالية ـ أن ما يحصل حاليا ما هو إلا مضاربات حادة وتذبذبات عالية على المؤشر، مشيرة إلى أن ما لوحظ بشكل واضح تركز أحجام تداولات معينة على أسهم بعض الشركات الجيدة. الأمر الذي يعكس دخول استثمارات انتقائية جديدة إلى السوق تستهدف بعض الشركات معتمدة بذلك على عدد كبير من المؤشرات المالية المغرية فيها وتستهدف أيضا دعم ثقة المتعامل في السوق التي تعتبر استثمارات ناجحة جداً على المدى الطويل.

ودعت مجموعة كسب المستثمر أن يكون أكثر انتقائية وأن يعيد توزيع استثماراته بناء على دراسة نشاط الشركة والتعرف على مدى تأثره بالأوضاع الراهنة، إذ أن بعض القطاعات والشركات ستكون ذات ميزة ايجابية في الوقت الحالي من دون أن تتأثر بأي شكل بما يحدث في الخارج.