براون من أبوظبي: أسعار النفط يجب أن يشملها النظام المالي الجديد

مصادر: دول الخليج وافقت على«التعاون» وليس «تقديم المساعدة»

TT

من أبوظبي اختار غوردون براون، رئيس وزراء بريطانيا، محطته الأخيرة في جولته الحالية لدول الخليج، لا لكي يطالبها فقط بلعب «دور حاسم» في التدخل في الأزمة المالية العالمية، ولا الى اخراج صندوق النقد الدولي من أزمة السيولة التي يعاني منها، لكنه أيضا فاجأ حضور كلمته في العاصمة الإماراتية مساء أمس، بالتلميح  بموقف دولي من ارتفاع أسعار البترول في المستقبل، في إشارة الى الارتفاعات القياسية لأسعار النفط خلال هذا العام.

وطالب بروان في كلمة أمام مؤتمر نفطي بدأ أعماله أمس في أبوظبي، بأن يشهد إصلاح النظام المالي  العالمي «مراجعة التطورات التي شهدتها السوق البترولية العالمية العام الحالي وذلك بهدف تحقيق درجة أكبر من الاستقرار والتوازن في السوق».

وفي هذا الصدد، كشف رئيس الوزراء البريطاني عن استضافة العاصمة البريطانية لندن لاجتماع قادم بين المنتجين والمستهلكين في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، في محاولة قال عنها براون إنها تهدف للتوصل الى «اتفاق وتعاون مثمر وبنّاء وإطار جدي لتحقيق الاستقرار في سوق النفط وخفض الانبعاثات الحرارية على المدى الطويل، وهو ما يدخل في إطار المصلحة المشتركة لجميع الدول».

لكن  مصادر خليجية مطلعة قالت  لـ«الشرق الأوسط» إن دول الخليج رفضت في مباحثاتها مع المسؤول البريطاني أن يتم استخدام الأموال الخليجية كملجأ آمن لفشل النظام الاقتصادي العالمي. وأكدت دول الخليج على موافقتها المبدئية لـ«التعاون» وليس «تقديم المساعدة» لصندوق النقد الدولي في الخروج من أزمة السيولة التي تكاد تعصف به.

وأضاف المصدر «موقف دول الخليج سيعرضه بالتفصيل خادم الحرمين الشريفين أمام العالم في واشنطن الشهر الجاري».

  وخلال كلمة براون أمس، طالب بضرورة أن تتحلى جميع دول العالم بالمسؤولية والتعاون لرسم ملامح نظام عالمي جديد. وأعرب رئيس الوزراء البريطاني الذي يزور الإمارات حاليا في ختام جولة خليجية شملت السعودية وقطر عن اعتقاده بأنه يتعين على كل دولة وخصوصا دول الخليج أن تلعب دورا حاسما. وقال إن الأسابيع الماضية أظهرت الحاجة الى تعاون دولي بناء والسعي بقوة وسرعة في اطار استعدادنا لعقد القمة الاقتصادية للدول العشرين والتي ستعقد هذا الشهر في واشنطن».

وأكد بروان في هذا الصدد ضرورة إيجاد مصارف قوية كخطوة أولى لتحقيق الاستقرار المالي الدولي والتنسيق على المستوى العالمي في مجال السياسة النقدية والمالية ووقف توسع الأزمة الحالية ومنعها من الامتداد الى الدول المتوسطة الدخل من خلال التوصل الى اتفاق لدعم صندوق النقد الدولي. وأعرب عن أمله في أن تسهم دول مجلس التعاون في هذه الجهود.

وشدد براون على ضرورة عدم العودة الى المنهج الحمائي والتحلي بالمسؤولية للخروج من الطريق المسدود الذي وصل اليه بروتوكول الدوحة في اطار مفاوضات التجارة العالمية. وأكد ضرورة استعادة الثقة من خلال التعامل بجدية مع جذور الأزمة والتحضير الجيد لاجتماع واشنطن بهدف إصلاح النظام المالي وبنائه من جديد على أسس من الشفافية والنزاهة والمسؤولية والممارسات المصرفية السليمة.

كما أكد أن إصلاح النظام العالمي الحالي يتطلب أيضا مراجعة التطورات التي شهدتها السوق البترولية العالمية العام الحالي، وذلك بهدف تحقيق درجة أكبر من الاستقرار والتوازن في السوق، ودعا في هذا الصدد الى التعاون التام بين المنتجين والمستهلكين.

وأعرب عن ارتياحه لتوقيع شركة «شل» مذكرة تفاهم مع شركة بترول أبوظبي الوطنية «ادنوك» للتعاون في مجالات الاستكشاف والإنتاج وتطوير حقول الغاز البحرية في أبوظبي.

وأكد في ختام كلمته ضرورة تعاون الدول لمواجهة التحديات الحالية، وقال إنه لن يكون بمقدور أية دولة مهما كان حجمها أن تواجه التحديات وحدها «لذلك دعونا نمضي بعزيمة لبناء اتفاق شامل بين الجميع لإنشاء نظام مالي دولي قوي والتحلي بالشجاعة السياسية لتعميق الحوار بين الجميع وردم الهوة التي تعيق الاستقرار في أسواق النفط العالمية».