الأزمة المالية تهدد بإغلاق مراكز الإنتاج البتروكيماوية في العالم

خبير يستثني شركات السعودية ويتوقع تشغيل كامل الطاقة الإنتاجية

TT

حملت تنبؤات لصيقة بقطاع البتروكيماويات عن توقع مستقبل قاتم لهذه الصناعة على المستوى العالمي نتيجة لما آلت إليه الأوضاع المتعلقة بتأثر الاقتصادات العالمية بأزمة الأسواق المالية المتفشية، مشيرة إلى أن أسعار منتجات البتروكيماويات ستتعرض لمزيد من الانخفاض خلال الفترة المقبلة إذا ما توضحت الرؤية حيال حجم المشكلة المالية العالمية ووضع حلول لها. وتوقع سليمان المنديل العضو المنتدب والمدير العام لشركة المجموعة السعودية للاستثمار الصناعي ـ إحدى الشركات المساهمة ـ أن يشهد القطاع إغلاق الطاقات الإنتاجية والمصانع في كثير من الدول مع حلول الأزمة المالية التي يعيشها العالم حاليا. مشيرا إلى أن الأسعار تهاوت بنسب تفوق 60 في المائة حاليا.

وقال سليمان المنديل، الذي تخصصت شركته في الصناعات البتروكيماوية: إن الأزمة المالية العالمية ألقت بآثارها السلبية بوضوح على قطاع الصناعة البتروكيماوية، إذ ينتظر إعلان الطاقات الإنتاجية في عديد من دول العالم عن إغلاق منشآتها مع استمرار الوضع الاقتصادي على ما هو عليه وتحديدا في الولايات المتحدة وأوروبا نتيجة لكثرة عددها.

واستثنى المنديل بما أطلق عليه بـ«الإيجابية» وسط الوضع القاتم القائم، السعودية كدولة تتبنى استراتيجية أن تكون مصدرا آمنا لصناعة البتروكيماويات، إذ يرى أنها الوحيدة التي ستصمد أمام المستقبل القاتم بل على العكس إذ ينتظر أن تعمل المنشآت فيها بكامل طاقاتها الإنتاجية لتوفير احتياج السوق.

وذكر المنديل أن أنواع المنتجات البتروكيماوية في السوق العالمية شهدت تهاويا في أسعارها متأثرة بالأزمة الحالية بنسب تفاوتت بين أكثر من 40 و60 في المائة، مستدلا بمادة «البروبلين» حيث كانت أسعارها في أغسطس (آب) 1353 دولارا، أصبحت حاليا 463 دولارا مما يعني انخفاضا يتجاوز 65 في المائة، و«ستايرين» كانت بـ 1495 دولارا باتت حاليا في الأسواق بقيمة 863 دولارا مما يعني تراجعا قوامه 42 في المائة، بينما يبلغ «الجازولين» سابقا بـ 1150 دولارا ليصبح في سبتمبر (أيلول) الماضي بقيمة 379 دولارا مما يعني انخفاضا قدره 67 في المائة، في حين انخفض «سيكلو هيكسين» إلى 572 دولارا من 1447 دولارا.

وأرجح المنديل السبب وراء الانخفاض العميق في الأسعار نتيجة لانخفاض الطلب في الأسواق مما أدى إلى التراجع السعري الملموس، مفيدا أن ما حدث لسوق المنتجات البتروكيماوية هو «هلع» مشابه للأسواق المالية التي انخفضت مؤشراتها خلال الأسابيع المنصرمة. وذكر المنديل أن الشركات السعودية تمتلك ميزات نسبية ستعزز من موقف قطاع البتروكيماويات الصعب على مستوى العالم، إذ لديها المواد الخام اللازمة وقربها من المصادر إضافة إلى خطط التوسعات في منشآتها لزيادة الطاقة الإنتاجية وستفي بخطط مشاريعها. وزاد المنديل أن لدى الشركات البتروكيماوية ميزة تكلفة الإنتاج الأقل والتي تعزز من قدرة مقاومة الشركات التي لا يمكن التنبؤ بها، مستطردا توقعه أن تشكل الفترة بين 2009 و2011 دخول سوق البتروكيماويات طاقات جديدة.

وتمثل الشركات البتروكيماوية واحدة من أكبر القطاعات المدرجة في سوق الأسهم السعودية من حيث القيمة والتداول إذ تندرج تحت مسمى قطاع (الصناعات البتروكيماوية)، ويقع تحتها 14 شركة مساهمة تحوي على 8 مليارات سهم، تبلغ قيمة المتداول منها 3.3 مليار سهم، إلا أن الدولة تملك حيزا من تلك الشركات قوامه 20 في المائة تقريبا. وتوقع العضو المنتدب للمجموعة السعودية، أن تستمر صناعة البتروكيماويات في مرحلة انخفاض الأسعار متى ما استمرت الضبابية حول موقف اقتصادات العالم من أزمة الأسواق المالية العالمية، مشيرا إلى أنه في حال عدم تحديد العالم حجم المشكلة وتكتمل الصورة حول الضرر الحاصل، فإن الترشيحات ستنصب في تواصل انخفاض أسعار المواد البتروكيماوية.

ووفقا لـ المنديل، فإن الشركات السعودية تستحوذ على نسبة ضخمة من قطاع البتروكيماويات في منطقة الشرق الأوسط بنسبة قدرها 95 في المائة، مفيدا في الوقت ذاته أن القطاع البتروكيماوي في منطقة الشرق الأوسط تستحوذ على ما نسبته 11 و20 في المائة من حصة الصناعة عالميا.