«أوبك» تريد تقييم وضع سوق النفط ثانية في اجتماعها الاستثنائي بالجزائر

الرئيس التنفيذي لـ«أرامكو» يشكو من أن العالم يطرح مطالبَ غير عادلة على شركات النفط الوطنية

استمرت الاسعار في الهبوط بعد اجتماع فيينا الطارئ الذي عقد الشهر الماضي (أ.ف.ب)
TT

صرح وزير الطاقة الجزائري والرئيس الدوري لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) شكيب خليل أمس السبت في العاصمة الجزائرية ان الاجتماع الاستثنائي المقبل للكارتل في 17 ديسمبر (كانون الاول) في وهران (الجزائر) سيعيد تقييم وضع السوق النفطية ودراسة الاحتمالات في النصف الاول من عام 2009. واعلن خليل في مؤتمر في الجزائر «سيعيد مؤتمر اوبك الاستثنائي في وهران تقييم وضع السوق النفطية وسيدرس احتمالات السوق في النصف الاول من عام 2009».

واستمرت الاسعار في الهبوط بعد اجتماع فيينا الطارئ الذي عقد الشهر الماضي بعد تدني مستويات الأسعار ووصولها الى اقل من 70 دولارا للبرميل. وقررت في ذلك الاجتماع تخفيض الانتاج بمقدار 1.5 مليون برميل في اليوم للمحافظة على اسعارها في حدود 70 الى 80 دولارا. إلا ان ذلك لم يساعد واستمرت الأسعار في التدهور الى ان وصلت الأسبوع الماضي الى 55 دولاراً. وكانت المظمة قد عقدت اجتماعها الدوري في سبتمبر (ايلول) الماضي وقررت ان يلتزم الاعضاء بنظم الحصص حتى تبقى الاسعار عند حدود الـ100 دولار للبرميل. واعتبرت المنظمة ان حاجز الـ100 يجب ان يكون الحد الأدني لأسعارها حتى تحافظ على خططها المستقبلية كدول وشركات عاملة في صناعة البترول. وقال الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية ان امدادات النفط «أكثر من مريحة» بالنظر الى المناخ الاقتصادي العالمي الذي يعصف بالطلب، لكن تراجع الاسعار يهدد الاستثمار اللازم لضمان إمدادات طويلة الأجل. وقال عبد الله جمعة، كما ذكرت رويترز، بحسب نشرة صدرت عن المنتدى الخامس لشركات النفط الوطنية في بكين، «بالنظر الى الاضطراب المالي والاقتصادي الحالي في الاسواق، ولاسيما تراجع نمو الطلب على النفط، فان وضع المعروض أكثر من مريح». وأضاف «من شأن تراجع جديد في أسعار النفط أن يلحق الضرر باستثمارات ضخمة لازمة لتعويض أثر التراجع الطبيعي بحقول النفط فضلا عن الحاجة الى زيادة الطاقة لتلبية النمو طويل الاجل في الطلب». وشكا جمعة أيضا من أن العالم يطرح مطالب غير عادلة على شركات النفط الوطنية متوقعا منها أن تضمن استقرار تدفق النفط خلال فترات الطفرة ثم يتركها مع مجموعة من المشاريع غير المربحة عندما يتراجع الاستهلاك. وكان الكثير من كبار مسؤولي الشركات قالوا خلال مؤتمر بكين أول من أمس ان كبرى شركات النفط الوطنية تجتاز الازمة المالية العالمية وتراجع أسعار الخام في الوقت الراهن لكنهم أصدروا تحذيرات مماثلة بشأن الخطر المحتمل على الاستثمارات من جراء تراجع أسعار النفط الى 60 دولارا للبرميل. وفي غضون ذلك، تبدأ بالفعل شركات النفط والطاقة العملاقة التي دخلت ميادين جديدة مرتفعة التكاليف لزيادة انتاجها الانسحاب من مشاريع مع تفاقم شح الائتمان والتراجع الحاد لسعر النفط في الشهور الاخيرة بما يهدد أرباحها.

وقال جمعة «عندما تكون اقتصادات العالم مزدهرة يتوقع من شركات النفط الوطنية تلبية الزيادة في الطلب على النفط بصرف النظر عن احتمال التراجع». وأضاف «لكن عندما يحدث التراجع تترك شركات النفط الوطنية تحت وطأة مشاريع هائلة غير قادرة على تحقيق ايرادات كافية». الا ان تدهور الاقتصاد العالمي وتباطؤ النمو وانخفاض الطالب على هذه السلعة ادى الى تدهور اسعارها الى مستويات غير مرضي عنها. واضاف خليل ان الدول الصناعية دخلت مرحلة انكماش بسبب الازمة المالية التي تضعفها، ويتوقع ان تستمر عام 2009»، وستؤدي الى «تقلص كبير في الطلب على النفط». واضاف «يأتي تراجع اسعار النفط الخام نتيجة لهذا الوضع»، معتبرا انه على اوبك «تعديل انتاجها».

وقال، في تصريحات اوردتها الوكالة الفرنسية من الجزائر أمس، «لطالما كانت استراتيجية اوبك تكمن في الدعوة والسعي الى سعر منصف للنفط» بالنسبة الى الدول المنتجة والدول المستهلكة. وتتميز السوق النفطية حاليا «بتوجه الى الانخفاض عامي 2008 و2009» و«بتعزيز الدولار» وبمستوى «مرتفع نسبيا من انتاج منظمة اوبك وبمخزونات تجارية على مستوى مقبول». واضاف ان «النشاط الكبير للمضاربين» اثر على السوق النفطية مع بلوغ سعر البرميل 147 دولارا في يوليو (تموز)، ثم تراجعه الى 59 دولارا مطلع نوفمبر (تشرين الثاني). ومن المتوقع ان تحضر روسيا اجتماع اوبك بصفة مراقب، كما طالبت خلال مؤتمر فيينا في سبتمبر (ايلول). وتريد من روسيا ان تنسق موقفها بخصوص انتاج الطاقة مع اعضاء اوبك حتى يكون هناك تكامل اكبر في السوق والسيطرة على الأسعار.