رئيس وزراء الإمارات: تأثير الأزمة المالية العالمية على دول الخليج «محدود للغاية»

قال إنه سبق وحذر من الأزمة مطلع العام الحالي

محمد بن راشد قال إن الأزمة المالية نتاج سياسات خاطئة وليس نتيجة أوضاع اقتصادية صعبة («الشرق الأوسط»)
TT

قال الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم نائب رئيس الإمارات العربية المتحدة رئيس الوزراء حاكم دبي، إنه كان قد حذر من احتمال وقوع الأزمة المالية العالمية عندما زار الصين في وقت سابق من العام الحالي، خاصة على ضفتي الأطلسي أي في أميركا وأوروبا، وذلك نتيجة طبيعية «لتذبذب البورصات العالمية وانفلات الأسعار للمواد كافة خاصة الطاقة والنفط وارتفاع المؤشرات والتضخم. كل هذا كان يؤشر لأزمة قادمة كنا نعرفها».

وجاءت كلمة محمد بن راشد خلال افتتاحه فعاليات القمة الافتتاحية الأولى لمجالس الأجندة العالمية الذي تنظمها كل من حكومة دبي والمنتدى الاقتصادي العالمي في محاولة لتقديم عدد من الحلول والمقترحات للقضايا الرئيسة المتعلقة بالأزمة الاقتصادية العالمية.

واعتبر الشيخ محمد بن راشد أن الأزمة المالية العالمية في حقيقتها نتاج سياسات خاطئة وليس نتيجة أوضاع اقتصادية صعبة، وقال «ان سياسة الاقتراض غير المضمون في الولايات المتحدة وأوروبا، والرهون والديون أدت إلى إلحاق الضرر بالدائنين أنفسهم»، ونوه الى ان تسابق اصحاب المؤسسات المالية والبنوك للحصول على المكافآت ادى الى انصراف هؤلاء المسؤولين الماليين الى كيفية الحصول على المكافآت وأهملوا مؤسساتهم، مما أدى الى وقوع الأزمات المالية».

ومضى بن راشد قائلا إن الازمات لا تحل بالحروب وبقوة السلاح. مضيفا انه «اذا نظرنا الى بعض الازمات مثل الازمة الفلسطينية الاسرائيلية والأزمة في العراق والسودان والصومال وغيرها وكذلك افغانستان، نرى أنها لا تزال تراوح مكانها». متابعا «لو نستعمل العقول والاقتصاد في هذه المناطق المنكوبة التي تشهد حروبا لمساعدة الفقراء فيها وتعليم الضعفاء، لكنا اجتزنا الكثير من هذه الازمات التي أنفقت عليها أموال طائلة ربما لو صرفت على الاقتصاد الأميركي لكان من اقوى اقتصادات العالم.. فنرجو من الادارة الأميركية الجديدة ان تفكر بالعقل».

وأكد حاكم دبي أن اجتماع هذه القمة الأولى لمجالس الأجندة العالمية الاقتصادية «في هذا الوقت العصيب وفي مكان فريد من المنطقة والعالم انما هو اجتماع لصنع التاريخ لأن صناعة التاريخ ما ننجزه في المستقبل لا ما نكتبه عن الماضي»، مضيفا «أؤكد لكم ايها السادة اننا في دولة الامارات دولة المستقبل لن نتوقف، ونحن أثبتنا للجميع اننا قادرون على تحويل التحديات والمخاطر الى فرص نغتنمها واتجاهنا الى الأمام وبسرعة».

وتطرق بن راشد في كلمته أيضا الى تداعيات الأزمة المالية العالمية على منطقة الخليج العربي، معتبرا أن آثار هذه الأزمة كانت خفيفة، مشيرا إلى أن «صرامة الأنظمة المالية لدول الخليج خففت من اثر الأزمة فيها وكان محدودا للغاية»، إلا انه قال «إننا نعيش في قرية كونية وما دام الاقتصاد العالمي كالجسد الواحد فنحن عضو في هذا الجسد فسنتألم بألمه»، مشيرا الى الإجراءات التي قامت بها الامارات العربية المتحدة للحد من تداعيات الأزمة «فقد بادرنا بقيادة أخي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة لاتخاذ الاجراءات الاحترازية التي تحمي اقتصادنا الوطني ودولتنا ومصالح شعبنا». مستطردا بالقول «نحن لا نريد خلق اقتصاد موجه، لكننا نريد خلق شراكة بين القطاعين العام والخاص بما يخدم مصالح ابناء المجتمع ويحمي الاقتصاديات المحلية والعالمية».

وأوضح بن راشد أن الأسهم مهما هبطت قيمتها السعرية تبقى أسهما تصعد وتهبط ولا ضرر من ذلك، فهناك سهم الصيد وسهم الورقة الرابحة وسهم الانقسام فكل المضاربين يريدون الربح السريع دائما كسهم ابن مقبل المعروف عند الأولين في بلادنا».

يشار الى ان القمة التي افتتحت امس في دبي تتضمن ورش عمل وجلسات نقاش تفاعلية في مختلف المجالات على مدى ثــلاثة أيام، يعمل خلالها 700 مشارك على تحديد الأولويات للأفكار التي تهدف إلى  تطوير واقع العالم، ابتــداء من مجالات البحث المبتكــرة والتطورات الجديدة الجديرة بالاهتمام وانتهاء بالحلول العملية لمساعدة العالم في التغلب على التحديات التي يواجههــا. وسيتم رفع نتائج القمة إلى «الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي 2009» في دافوس لمناقشتها بشكل مستفيض ووضعها قيد التنفيذ.

هذا ومن المقرر أن يتم طرح نحو 68 قضية عالمية على جدول أعمال القمة، وذالك في محاولة  لتقديم عدد من الحلول والمقترحات للقضايا الرئيسة من أجل المساعدة في وضع تصور ملائم لمرحلة ما بعد الأزمة الاقتصادية العالمية.