الإمارات: توقعات بتراجع نمو القروض بنحو 35% بسبب الأزمة المالية

فيما تتجه أبوظبي لمراجعة مشروعاتها السياحية بفعلها

سماء الإمارات بدأت هي الأخرى تتلبد بغيوم الأزمة المالية العالمية («الشرق الأوسط»)
TT

قال المدير التنفيذي لبنك ابوظبي التجاري أمس، إن نمو القروض في دولة الامارات العربية، يمكن ان يتباطأ لما بين 10 في المائة و15 في المائة من حوالي 50 في المائة، بسبب قيود السيولة الناتجة عن الازمة المالية العالمية. ونقلت رويترز عن ايرفين نوكس قوله للصحافيين في ابوظبي «الأسواق المالية حاليا في حالة اضطراب، وسيترك ذلك اثرا على البنوك المحلية. في العامين او الاعوام الثلاثة الماضية شهدنا نموا في القروض تراوح بين 40 في المائة و50 في المائة سنويا». وأظهرت بيانات البنك المركزي ان نمو الائتمان وصل الى 49 في المائة في العام المنتهي في يونيو (حزيران). وقال نوكس في مؤتمر نظمته مجلة ميد ومقرها لندن «من الواضح ان مثل هذا النوع من النمو، لن يتواصل على المدى البعيد وقد يتراجع لمستوى بين 10 في المائة و15 في المائة هذا العام والعام القادم». من جهة أخرى قال عضو في المجلس التنفيذي لامارة دبي أمس، ان دبي لديها تغطية كاملة لخدمة ديونها للأرباع السبعة القادمة لأن قاعدة اصولها تزيد بفارق كبير على ديونها، لكنها تعمل على اضفاء الطابع المركزي على نظام ادارة الديون. وقال محمد العبار وهو ايضا رئيس مجلس ادارة شركة اعمار العقارية ومقرها دبي في بيان ان اقتراضات حكومة دبي موجهة لمؤسسات حكومية او كيانات مملوكة للدولة تولد تدفقات نقدية ايجابية وقيمة طويلة الأجل. وأضاف العبار أن دبي تركز على نظام مركزي لادارة الديون للحكومة والكيانات المملوكة للدولة. واشار الى ان الحكومة تتابع عن كثب سوق العقارات، وان لجنة عالية المستوى تستكشف العديد من المبادرات لتعزيز ثقة السوق. ومع امتداد تأثير الازمة المالية العالمية الى اكبر منطقة مصدرة للنفط في العالم بدأ المحللون في التساؤل عن خطط دبي لادارة دين يقدر بحوالي 70 مليار دولار.

وعلى صعيد متصل، تعتزم امارة أبو ظبي مراجعة استثماراتها في مجال السياحة بسبب الازمة الائتمانية العالمية رغم عزمها المضي قدما في اقامة فروع لمتحفي جوجنهايم واللوفر في المنطقة المصدرة للنفط. ونقلت رويترز عن لي تابلر الرئيس التنفيذي لشركة التنمية السياحية والاستثمار المملوكة للحكومة قوله للصحافيين أمس «نعيد ترتيب أولوياتنا فيما يخص بعض مشروعاتنا الرئيسية، خاصة التي لم يعلن عنها لأن سوق القروض حذرة بعض الشيء، ولا يمكن التعامل معها كما كان الحال منذ ستة شهور». وأضاف تابلر الذي كان يتحدث على هامش مؤتمر نظمته مجلة ميد التي تصدر في لندن ان شركة التنمية السياحية والاستثمار بصدد مراجعة الفنادق والمشروعات غير التجارية، مثل فروع المتاحف والمؤسسات التعليمية، الا انها ستمضي في خطط بناء فرع لمتحف اللوفر الفرنسي. ويجري بناء المتحف في جزيرة سعديات، وهو عبارة عن مشروع لإقامة منتجع فاخر بتكلفة تتراوح بين 27 و29 مليار دولار، يضم مراسي للسفن ومتاجر ومراكز فنون بينها اكبر فرع في العالم لمتحف جوجنهايم للفن الحديث، الذي صممه المعماري الشهير فرانك جيهري. وتعمل دولة الامارات العربية المتحدة، وهي التي تتألف من سبع امارات بينها أبوظبي، على تطوير صناعة السياحة بها كجزء من محاولة لتقليل اعتماد الاقتصاد على النفط. وقال تابلر في اكتوبر (تشرين الأول) ان الشركة تعتزم افتتاح مشروعات منتجعات تصل قيمتها الى عشرة مليارات درهم (2.72 مليار دولار) هذا العام والعام المقبل. ومن المتوقع ان تستقبل أبو ظبي مليوني زائر العام القادم، ارتفاعا من 1.7 مليون العام الجاري.