النفط أقل من 60 دولارا للبرميل.. الأدنى منذ 20 شهرا مع تبدد خطة النهوض الصينية

مصدر في أوبك يتوقع خفضا آخر بمقدار مليون برميل

TT

تدهور سعر برميل النفط في نيويورك صباح أمس الثلاثاء الى ما دون عتبة 60 دولارا، وهو ادنى سعر له منذ مارس (اذار) 2007، بسبب المخاوف المتنامية على الطلب الناتج عن تباطؤ النمو العالمي.

وخسر برميل النفط المرجعي لبحر الشمال (برنت)، تسليم ديسمبر (كانون الاول) 2.38 دولار ليصل الى 56.70 دولار في تعاملات الصباح في سوق المداولات بلندن. كما تراجع سعر برميل النفط المرجعي الخفيف، تسليم ديسمبر 2.44 دولار في نيويورك ليصل الى 59.97 دولار. وتواجه اسعار النفط النزعة التراجعية التي تسود الاسواق منذ الصيف بعدما وصل سعر البرميل في يوليو (تموز) الماضي الى 147 دولارا.

وقال متعاملون ان اسعار النفط الخام الاميركي انخفضت أكثر من ثلاثة في المائة في التعاملات الالكترونية لبورصة نيويورك التجارية (نايمكس) في آسيا أمس اذ أن صعود الدولار وتجدد مشاعر القلق بشأن الاقتصاد العالمي طغت على الارتياح القصير الذي ولدته خطة تحفيز اقتصادي صينية واداء الشركات ولا سيما المجموعة الاميركية العملاقة في صناعة السيارات «جنرال موتورز» التي تشرف على الافلاس.

ومنذ بضعة اسابيع، يستخدم المستثمرون حركات البورصات كمؤشر على آفاق الطلب. وكان سعر برميل النفط استعاد الاثنين اربعة دولارات مستفيدا مع اعلان الخطة الصينية.

وفشلت انباء يوم أمس الأول الاثنين بان السعودية خفضت شحناتها من النفط الخام الى كبار زبائنها في اسيا واوروبا، كما ذكرت وكالة رويترز، في تحويل اتجاه سوق النفط الذي فقد 60 في المائة من قيمته.

وكانت خطة الصين لانفاق قرابة 600 مليار دولار والتي تهدف الى تعزيز الطلب المحلي ومساعدة رابع اكبر اقتصاد في العالم على التغلب على ازمة الائتمان قد ادت الى هبوط الدولار مقابل اليورو.

وابلغت السعودية زبائنها من شركات التكرير في آسيا انها ستخفض شحنات الخام اليهم في ديسمبر (كانون الاول) خمسة في المائة وهو ما يشير الى التزامها بخطة اوبك لخفض الانتاج.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية عبد الله جمعة خلال مؤتمر في بكين الأسبوع الماضي ان امدادات النفط «أكثر من مريحة» بالنظر الى المناخ الاقتصادي العالمي الذي يعصف بالطلب لكن تراجع الاسعار يهدد الاستثمار اللازم لضمان امدادات طويلة الاجل.

وشكا جمعة أيضا من أن العالم يطرح مطالب غير عادلة على شركات النفط الوطنية متوقعا منها أن تضمن استقرار تدفق النفط خلال فترات الطفرة ثم يتركها مع مجموعة من المشاريع غير المربحة عندما يتراجع الاستهلاك.

وصرح وزير الطاقة الجزائري والرئيس الدوري لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) شكيب خليل يوم السبت الماضي ان الاجتماع الاستثنائي المقبل للكارتل في 17 ديسمبر المقبل في وهران (الجزائر) سيعيد تقييم وضع السوق النفطية ودراسة الاحتمالات في النصف الاول من العام 2009. واعلن خليل في الجزائر «سيعيد مؤتمر اوبك الاستثنائي في وهران تقييم وضع السوق النفطية وسيدرس احتمالات السوق في النصف الاول من العام 2009».

وقال وزير النفط الايراني غلام حسين نوذري أمس انه يتعين على منظمة أوبك أن تتخذ مزيدا من الخطوات من أجل استقرار أسعار النفط مشيرا الى أن قرار خفض الانتاج الذي اتفقت عليه في أكتوبر (تشرين الاول) كان كافيا لمنع حدوث هبوط أكبر في الاسعار وحسب.

وحث الوزير أيضا الدول المصدرة من خارج أوبك على المساعدة في احداث توازن بين العرض والطلب والعمل على استقرار الاسعار. وأضاف خلال زيارة للكويت «قرار أوبك حال دون حدوث انخفاض كبير في الاسعار لكن ينبغي من أجل استقرار الاسعار اتخاذ قرار أبعد مدى بكثير واتخاذ مزيد من الاجراءات».

وقال نوذري ان أوبك قد تجتمع قبل مؤتمرها المزمع في ديسمبر المقبل اذا استمرت الظروف الراهنة في الاسواق. وأضاف «سنراجع الاوضاع في سوق النفط وقد يعقد اجتماع طارئ اذا تطلب الامر».

قال مصدر في اوبك أمس الثلاثاء ان المنظمة قد تقرر خفضا انتاجيا جديدا قدره مليون برميل يوميا في اجتماعها الشهر المقبل في الجزائر بسبب تباطؤ الطلب العالمي. واضاف المصدر وهو من الاعضاء الاساسيين في المنظمة «اوبك ربما تجري خفضا آخر بمقدار مليون برميل لان الركود الاقتصادي يبطئ الطلب على النفط».

وقال المصدر «من المهم ايضا التقيد بالتخفيضات التي اعلنت بالفعل». ووافقت المنظمة الشهر الماضي على خفض انتاجي قدره 1.5 مليون برميل يوميا بدأ سريانه في الاول من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.

وفي وقت سابق قالت فنزويلا انها ستقترح ان تخفض اوبك انتاجها بمقدار مليون برميل يوميا عندما تجتمع في السابع عشر من ديسمبر المقبل واشارت ايران ايضا الى انه ربما تكون هناك حاجة الى خفض انتاجي جديد.

ومن جانب آخر خفضت الكويت سعر البيع الرسمي لنفطها الخام الى زبائن اسيا للشحن في ديسمبر المقبل دولارا الى متوسط أسعار خامي عمان ودبي مخصوما منه 4.05 دولار للبرميل. وكان سعر البيع الرسمي لشحنات نوفمبر الحالي متوسط خامي عمان ودبي منقوصا منه 3.05 دولار للبرميل. وترتبط المعادلة السعرية للنفط الخام الكويتي عموما بسعر الخام العربي المتوسط الذي تنتجه السعودية والذي خفضته ارامكو السعودية دولارا الاسبوع الماضي الى متوسط سعر عمان ودبي مطروحا منه 3.65 دولار للبرميل.

وقالت منظمة أوبك أمس الثلاثاء ان متوسط أسعار سلة خاماتها القياسية ارتفع أمس بمقدار 1.28 دولار للبرميل ليصل الى 54.77 دولار من 53.49 دولار يوم الجمعة. وتضم سلة أوبك 13 نوعا من النفط الخام.

وهذه الخامات هي خام صحارى الجزائري وجيراسول الانجولي وميناس الاندونيسي والايراني الثقيل والبصرة الخفيف العراقي وخام التصدير الكويتي وخام السدر الليبي وخام بوني الخفيف النيجيري والخام البحري القطري والخام العربي الخفيف السعودي وخام مربان الاماراتي وخام بي. سي.اف 17 من فنزويلا واورينت من الاكوادور.