مصر تعرب عن استعدادها للمشاركة في اجتماعات «الدول المصدرة للغاز»

فيما تحاول روسيا تبديد المخاوف من «كارتل الغاز» الذي أعلنت عنه بمشاركة إيران وقطر

TT

في مباحثات تصدرتها قضايا االتعاون الاقتصادي التجاري كشف الجانبان المصري والروسي عن استعداد الجانبين في مجال الطاقة. وبهذا الصدد بدد رئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين مخاوف الدول المستهلكة للنفط من المبادرة التي أعلنتها روسيا حول قيام ما يسمى «أوبك الدول المصدرة للغاز» بمشاركة كل من روسيا وقطر وايران، مشيرا الى ان بلاده لا تستهدف تشكيل ما يسمى بالكارتيل بين المصدرة للغاز في إطار منتدى لا يعد كارتيلا، ولا أساس لأية مخاوف بهذا الصدد. وقال بوتين: «نحن بالفعل نؤيد فكرة تشكيل المنتدى. بالطبع، نعلم أن بعض الدول المستهلكة لموارد الطاقة تعرب عن مخاوفها في هذا الصدد. أود أن أؤكد بكل وضوح أنه لا توجد دواع لمثل هذه التخوفات. نحن لا نقوم بتشكيل كارتيل ولا نوقع اتفاقات بهذا الشأن». وأضاف: «لا أحد منا يريد التضحية بجزء من سيادة دولته لدى اتخاذ القرارات، إلا أن البلدان المنتجة لموارد الطاقة تتمتع بحق تنسيق خطواتها وتبادل المعلومات وعمل ما بوسعها كي تزود الأسواق العالمية بموارد الطاقة دون انقطاع» فيما تساءل عن السبب في رفض أحقية البلدان المصدرة للغاز في تشكيل تجمعاتها بينما تشكل الدول المستهلكة مثل هذه التجمعات. وإذ أشار رئيس الحكومة المصرية الى انه سلم في موسكو رسالتين من الرئيس حسني مبارك الى كل من الرئيس ديمتري ميدفيديف ورئيس الحكومة بوتين، قال باهتمام مصر بالمبادرة الروسية، مشيرا الى ان القاهرة شاركت بل واستضافت اجتماع الدول المصدرة للغاز وستشارك في اللقاء السابع الذي سيعقد في موسكو. واضاف انه اتفق مع نظيره الروسي حول الاستمرار في التنسيق بين الدول المصدرة مؤكدا على ان ذلك ليس على حساب الدول المصدرة. وكان وزير الطاقة الروسي سيرجي شماتكو، الذي شارك في مباحثات الامس، قد أشار في بداية الشهر الجاري إلى «أن مصطلح «كارتيل الدول المصدرة للغاز» غير موفق على الإطلاق، لأن روسيا لا تنوي القيام في إطار منظمة مصدري الغاز المرتقبة بتنظيم الاستخراج وتحديد الأسعار».

واتفق الجانبان في لقاءات الأمس بموسكو والتي شارك فيها من الجانب المصري وزراء البترول والنقل والسياحة ونظراؤهم من الجانب الروسي على مختلف مجالات التعاون، فيما حددا سبل الارتقاء بمستوى التبادل التجاري لمضاعفة حجم التبادل التجاري الاقتصادي بين البلدين والذي يبلغ اليوم 4,2 مليار دولار الى جانب الزيادة المطردة لعدد السائحين الروس والذين بلغ عددهم في هذا العام مليونا ونصف المليون بينما من المنتظر ان يرتفع العدد مع ديسمبر المقبل الى مليوني سائح. واشار الى ان حجم التبادل التجاري بين البلدين تضاعف منذ عام 2003 بمقدار خمسة اضعاف في الوقت الذي تسمح فيه قدرات الجانبين بمضاعفته استنادا الى تنويع مجالاته والتركيز على الصناعات والتكنولوجيا بعد ان كان يقتصر في معظمه على الصادرات الزراعية. واشار الجانبان المصري والروسي الى ضرورة الاهتمام اكثر بالتعاون في مجال الطاقة النووية والنقل البحري والبري والسكك الحديدية والمواصلات وصناعة الطيران والفضاء الكوني فضلا عن الاتفاق حول انشاء منطقة صناعية حرة في برج العرب قريبا من الاسكندرية تخدم ليس فقط مصالح البلدين بل وكل بلدان منطقة الشرق الاوسط على حد قول بوتين. وناقش الجانبان تداعيات الازمة الاقتصادية العالمية وتأثيراتها على اقتصاد البلدين بينما طالب بوتين باتاحة الفرصة امام البنوك الروسية وتذليل العقبات امام الاستثمارات الروسية وفتح آفاق جديدة للتعاون في كل المجالات. وناشد نظيف الجانب الروسي المشاركة في المناقصات التي سوف تطرحها القاهرة بشأن التعاون في مجال انتاج الطاقة السلمية ومؤكدا الاستفادة من الخبرات الروسية في مجالات التدريب وادارة المنشآت النووية. وكان الجانبان قد توصلا الى اتفاق حول التعاون في استخدام الطاقة النووية للاغراض السلمية.