أسعار النفط تستمر في التراجع وتقترب من حاجز 50 دولارا للبرميل

أعضاء «أوبك» يناقشون هاتفيا التدهور وإمكانية خفض الإنتاج ثانية

TT

هبط النفط أكثر من اثنين في المائة أمس الأربعاء ليصل الى أقل من 58 دولارا للبرميل للمرة الأولى في 20 شهرا، وفاقم الهبوط خسائر أول من أمس التي بلغت خمسة بالمائة، وقال محللون ان المناخ العام في السوق نزولي الى حد أن الاسعار قد تواصل الهبوط مقتربة من مستوى 50 دولارا للبرميل. وتزداد التوقعات بتباطؤ الطلب على النفط مما بدد تأثير أنباء عن خفض الامدادات.

وقال أكبر مسؤول نفطي في ليبيا أمس الاربعاء ان وزراء اوبك يجرون مشاورات بالهاتف بشان هبوط الأسعار وان جميع الخيارات..بما في ذلك خفض انتاجي اخر..مفتوحة لدعم السوق.

واضاف شكري غانم رئيس مؤسسة النفط الوطنية الليبية قائلا لرويترز "اننا على اتصال فيما بيننا... علينا ان نتأكد ان اوبك تتقيد بمستوى انتاجها الجديد." وقال غانم عندما سئل ان كانت اوبك في حاجة الى خفض اخر للامدادات "جميع الخيارات مفتوحة. لا يمكن اتخاذ قرار قبل اجراء تقييم جيد للوقوف على السبب الحقيقي وراء تدهور السعر." ولم يكن للأنباء أن أوبك قد تخفض الامدادات بواقع مليون برميل اخرى عندما تجتمع في الجزائر الشهر المقبل تأثيرا يذكر لوقف المسار النزولي الذي فقد فيه النفط 60 بالمئة من قيمته منذ وصوله في منتصف يوليو (تموز) الى مستوى قياسي فوق 147 دولارا للبرميل.

وفي تعاملات الصباح بلغ سعر الخام الامريكي الخفيف في المعاملات الاجلة بانخفاض 43ر1 دولار قبل ان ينتعش قليلا ليصل الى نحو 40ر58 دولار. وفي الجلسة السابقة هبط النفط 08ر3 دولار الى 33ر59 دولار للبرميل مسجلا أدنى سعر تسوية في 20 شهرا. وفقد مزيج برنت 20ر1 دولار اليوم ليصل الى 51ر54 دولار للبرميل.

واصلت اسعار النفط الخام تراجعها أمس في المبادلات الالكترونية في آسيا بينما دعا الاتحاد الاوروبي وبريطانيا الى اتخاذ اجراءات ميزانية منسقة ضد خطر ركود.

وقال روب لوخلين كبير محللي شؤون الطاقة في ام.اف غلوبال، في تصريح لوكالة رويترز، "الخوف من أن الكساد العالمي يتباطأ يوما تلو الاخر يدفع هذه السوق نزولا. والطلب على النفط يتدهور اسبوعا تلو الاخر." ويتوقع محللون أن تخفض وكالة الطاقة الدولية توقعاتها للطلب في تقريرها الشهري عن سوق النفط الذي يصدر اليوم الخميس.

وقالت وكالة الطاقة الدولية أمس ان النفط ليس على وشك النفاذ من العالم لكن الخطر ألا يتم استغلال احتياطيات النفط بالسرعة الكافية لتلبية نمو الطلب في السنوات المقبلة.

ورغم هذا التحذير لم يصل تقرير توقعات الطاقة العالمية لعام 2008 الذي أصدرته الوكالة الى حد اطلاق انذار بان امدادات النفط ربما تكون قد بلغت ذروتها لكنه سلط الضوء على العقبات التي تحول دون استغلال الحقول الجديدة ومنها تزايد هيمنة شركات النفط الوطنية.

وقدرت الوكالة أن العالم يحتاج لاستثمار ما يربو على 26 تريليون دولار في السنوات العشرين المقبلة لضمان كفاية امدادات الطاقة بزيادة أكثر من أربعة تريليونات دولار عن تقديرها في تقرير العام الماضي.

وتشير توقعات الوكالة الى ارتفاع امدادات النفط العالمية الى 106 ملايين برميل يوميا عام 2030 من 84 مليون برميل يوميا عام 2007. وحرصت الوكالة على عدم التنبؤ بالاسعار لكنها تبني تقديراتها على أسعار مفترضة.