قمة العشرين الاقتصادية تفتتح اليوم.. وواشنطن تتوقع قمة أخرى في الربع الأول من العام المقبل

مسؤول أميركي: مشاوراتنا مع السعودية حول الازمة المالية استمرت خلال 6 أشهر الأخيرة

TT

اعلن البيت الابيض ان القمة الاقتصادية التي ستعقد اليوم (الجمعة) هو بداية لسلسلة اجتماعات على مستوى عال ستنعقد بعد ذلك، مع احتمال عقد قمة اخرى في الربع الاول من السنة المقبلة.

وقال مصدر رفيع في البيت الابيض خلال لقاء مع المراسلين إن الرئيس الاميركي جورج بوش يعتزم ابلاغ قادة مجموعة العشرين الذين سيلتقون اليوم (الجمعة) في واشنطن ان الولايات المتحدة ترى ضرورة ان ادخال إصلاحات على الاسواق المالية وحدها لا يكفي إذا تقرر التخلي عن الاسواق الحرة وعدم وضع قيود على التجارة.

وفي سياق متصل قال مسؤول اميركي إن واشنطن ظلت على اتصال مستمر مع السعودية خلال الأشهر الستة الماضية للتشاور حول الأزمة المالية. وقال دان برايس مساعد الرئيس بوش للشؤون الاقتصادية الدولي إن المؤتمر الذي سيدوم يومين سيركز على خمس قضايا، وان الرئيس بوش يرى «ضرورة ان يأخذ القادة بعين الاعتبار ان الاصلاحات المطلوبة لا يمكن ان تنجح إذا لم تعتمد على التزام عام بمبادئ السوق الحرة وتوسيع التجارة وزيادة رؤوس الاموال المتدفقة».

وقالت واشنطن أيضاً إن بوش سيشدد على عدم «خنق الاسواق وانكفاء الدول» وأوضح برايس أن المناقشات ستركز على النقاط التالية:

أولاً توصل القادة المشاركين في القمة الى تفاهم حول الجذور والاسباب التي قادت الى الأزمة المالية. ثانياً يعتزم القادة مراجعة ما تم اتخاذه من اجراءات وما هو مطلوب لمواجهة الأزمة الحالية، وكذلك تحديد المناطق المختلفة التي تتطلب خطوات فورية لمواجهة التحديات الراهنة. ثالثاً تتوقع واشنطن ان يبحث القادة المبادئ المشتركة للاصلاحات والتي توجه العمل المستقبلي من أجل تقليص والحد من احتمال حدوث أزمات مشابهة في المستقبل. رابعاً ان يتوصل القادة الى الاتفاق حول خطة عمل تحدد بوضوح كيفية التطبيق. خامساً تتوقع الولايات المتحدة أن يتفق القادة على توصيات يمكن ان تبحث في اجتماعات مقبلة.

وقال دان برايس إن الاتجاه الذي تبلور في البداية وعبر مشاورات بين واشنطن وعواصم اخرى كان يقضي بعقد قمة على مستوى محدود (الدول الأكثر تصنيعاً) بيد ان الرئيس بوش ارتأى ان تضم القمة دولاً متقدمة واخرى نامية، مشيراً الى ان عمل «مجموعة العشرين» سيستمر بعد المؤتمر ولن ينتهي بانتهاء المؤتمر. يشار الى انه سيشارك في المؤتمر اضافة الى العشرين دولة رئيس البنك الدولي ورئيس صندوق النقد الدولي وبان كي مون الامين العام للامم المتحدة. وقال برايس حول مشاركة هذه المؤسسات «يتوقع الرئيس بوش ان القادة المشاركين في القمة يرغبون في تأكيد ان المؤسسات المالية الدولية تبقى على اهبة الاستعداد لدعم اقتصاديات الدول النامية التي تأثرت بالأزمة المالية».

من جهته قال داف ماكورميك وكيل وزارة الخزانة الذي شارك في لقاء برايس مع المراسلين «كنت في نهاية الاسبوع في البرازيل ومن بين الاشياء التي سمعتها انه مع اتساع دائرة الأزمة هناك الكثير من الدول النامية اصبحت تواجه أزمة ائتمان». وبشأن مشاركة السعودية في القمة الاقتصادية قال «بقينا في تشاور منتظم خلال الستة اشهر الاخيرة مع السعودية، ومن البديهي هم يعتبرون جزءًا مهماً من الاقتصاد العالمي ... ونحن نرحب بالتزامهم ونتطلع اليه».

وبشأن وجود مندوبين للرئيس المنتخب باراك اوباما في المؤتمر قال برايس «استطيع ان أقول التالي، قمت باجراء مشاورات مكثفة مع فريق اوباما الانتقالي حول الجوهر ومراحل الاعداد للمؤتمر وكان لدينا تبادل مفصل لوجهات النظر والمعلومات، وسنواصل تبادل المعلومات خلال المؤتمر وبعده». وأوضح برايس ان الرئيس المنتخب لن يحضر المؤتمر، وزاد «كما قال اوباما لدينا حالياً رئيس واحد وما استطيع تأكيده انني اتناقش باستمرار مع الفريق الانتقالي».

وقدم برايس بعض التوضيحات حول فترات المؤتمر، وقال في هذا الصدد انه لن تكون هناك اجتماعات لمجموعات على هامش القمة، وسيكون هناك عشاء عمل اليوم الجمعة، في حين ستنعقد جلسة مناقشات عامة تضم قادة الدول العشرين صباح السبت، كما يلتقي القادة حول غداء عمل في اليوم نفسه، مشيراً الى ان جميع القادة سيحضرون هذه اللقاءات.