لبنان: اتحاد المصارف العربية يفتتح مؤتمر «الاستثمار في الاستقرار»

السنيورة يؤكد أن لكل فقاعة نهاية.. وطربيه يعطي الأولوية لـ «العوربة»

TT

اعتبر رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة أن لكل «فقاعة» مالية نهاية، وان ما بدا كأزمة سيولة أضحى بداية أزمة ملاءة. فيما أكد حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة «أننا لانزال في خضم أهم أزمة مالية عرفتها الإنسانية». أما رئيس مجلس ادارة الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب الدكتور جوزيف طربيه فقد دعا الى قمة مصرفية مالية عربية تواكب القمة الاقتصادية المقرر عقدها في الكويت، لدرس تداعيات الأزمة المالية العالمية.

افتتح السنيورة امس في بيروت، المؤتمر المصرفي العربي السنوي للعام 2008 بعنوان «الاستثمار في الاستقرار»، وقال بعدما استفاض في شرح أسباب الأزمة المالية العالمية: «ان القطاع المصرفي العربي قد يتأثر بتداعيات الأزمة العالمية لجهة ما قد يتأتى عن الاحتمالات الكبيرة لدخول الاقتصاد العالمي في حالة من الركود، يشكل الهبوط المتسارع في أسعار النفط أحدى أولى نتائجه». وأشار إلى أن لبنان «استطاع من خلال الرقابة الفعالة والالتزام بالمعايير الصارمة والعمل المشترك والوثيق على صعيدي الحكومة والمصرف المركزي وبين المسؤولين الماليين والنقديين والمصارف، أن ينأى بنفسه ونظامه المصرفي والمالي عن مفاعيل هذه الأزمة المالية». وتناول حاكم المصرف المركزي رياض سلامة نتائج الأزمة المالية العالمية، فحدد أهم تلك النتائج بعودة الدولة إلى تمويل القطاع المالي والمؤسسات الهامة في القطاعات الأخرى، عودة الولايات المتحدة لتتزعم العالم اقتصاديا، وعودة صندوق النقد الدولي ليكون الممول والمسيطر على المصير المالي والاقتصادي لعدة دول ولاسيما في أوروبا الشرقية، وتراجع أسعار السلع والمواد الأولية والنفط، وتراجع قيمة البورصات العالمية، ونهاية أسطورة مصارف الأعمال، ونهاية المصارف المتخصصة، والعودة الى خفض حجم الدين، ووضع الرقابة على أسواق المشتقات المالية، وتقليص دور وحجم الصناديق المضاربة.

ثم تحدث طربيه، فاعتبر «ان العودة الى الاستثمار والنمو لا يمكن ان تتم الا باجراء تصحيح اساسي على النظام المالي العالمي يعيد الثقة المفقودة، ويؤمن الاستقرار المنشود ويحد من اخطار حدوث ازمة جديدة، ما يساعد في اعادة خلق بيئة استثمارية قوية جذابة للاستثمار والتوظيف».

ودعا الى تمكين المجموعة العربية من اسماع صوتها في قضية اصلاح النظام المالي العالمي «لان الأزمة لم تستثن بلداً، وهي إن كانت تداعياتها محدودة بالنسبة إلى المصارف العربية، إلا أنها أصابت التوظيفات والاستثمارات العربية في الاسواق الدولية بضرر بالغ، اضافة الى انعكاساتها السلبية على اسواق المال العربية». واعتبر ان «خير توظيف لرساميلنا هو داخل اقتصاداتنا العربية»، مشددا على «العوربة قبل العولمة».

وحذر رئيس اتحاد المصارف العربية عدنان يوسف من تحول الازمة العالمية الى «كرة ثلج تدور» حول العالم، وقال: «ان التراجع الحاد الذي شهدته أسواق المال في المنطقة، وخصوصا الخليجية منها، يعكس مدى القلق على المستقبل المالي والاقتصادي وليس مستقبل سوق العقارات فقط. وقد فاقم هذا القلق الانخفاض القوي الذي أصاب أسعار النفط التي تعتبر مصدر سيولة أساسيا لهذه الدول. والآن، وحتى لا ندخل في سراديب الازمة بحثا عن الاسباب، يجب ان نفكر انطلاقا من هذه المعطيات بكيفية المواجهة وابعاد شبح هذه الكارثة العالمية عن منطقتنا العربية». وعرض رئيس جمعية المصارف اللبناني الدكتور فرانسوا باسيل الواقع المصرفي والمالي اللبناني، وقال: «يتأكد ان القطاع المصرفي اللبناني أثبت، مرة جديدة، وفي ظروف بالغة الصعوبة، قدراً عالياً من المناعة والاستقرار بفضل حكمة السلطات النقدية والرقابة، من جهة، وبفضل التزام الادارات المصرفية، بأصول العمل المصرفي السليم، وعدم اتباع مجازفات شديدة الخطورة».