«سويس ري» تشارك بـ 3 مليارات دولار في الرهون الأميركية

الأزمة المالية تمتد إلى شركات التأمين السويسرية

TT

بعد المصارف، ضربت الأزمة المالية العالمية شركات التأمين السويسرية، القطاع المزدهر تقليدياً الذي يشهد للمرة الاولى صعوبات مالية في الفصل الثالث من العام. ولا يزال الاسوأ متوقعاً لان المجموعة العملاقة في مجال اعادة التأمين «سويس ري» اصبحت تقف فوق قنبلة موقوتة حقيقية، بحسب المحللين. واثارت المجموعة مفاجأة، الاسبوع الماضي، عندما اعلنت خسارة صافية بقيمة 303 ملايين فرنك سويسري في الربع الثالث للمرة الاولى منذ بضع سنوات. لكن الاهم من ذلك ان المجموعة التي عمدت الى استيفاء اكثر من ثلاثة مليارات فرنك سويسري، كشفت انها لا تزال تشارك بثلاثة مليارات دولار في الرهون العقارية الاميركية المشكوك في تحصيلها اضافة الى ما قيمته 9.1 مليار من الدولارات من العقود التي تكفل مخاطر التسليفات وهو منتج بالغ «الخطورة». واوضحت وكالة الانباء الفرنسية التي بثت النبأ ان هذا الوضع يؤدي الى توقع نهاية شاقة اقل ما يقال عنها انها صعبة. وفي أي حال، فان هذا ما يعتقده المستثمرون الذين تخلوا عن اسهم المجموعة منذ صدور هذه الاعلانات، مما دفع بسعره الى التدهور بواقع 15 فرنكاً سويسرياً تقريباً ليصل الى حدود 43 فرنكاً. ويسري ذلك على بقية شركات التأمين السويسرية. فنتائج العروض في المؤسسات المالية الاميركية الخاسرة ومحافظ الاستثمار التي اصابتها الازمة المالية والكوارث الطبيعية، جاءت كلها سلبية للغاية. وتعود آخر هذه المشاكل الى اعلان «زوريخ فايننشال سرفيسز» (شركة زوريخ للخدمات) في الاشهر التسعة الاولى من العام الحالي. وفي الفصل الثالث، خسرت الشركة ما مجموعه 1.1 مليار فرنك من قيمة الاصول بسبب افلاسات بنك «ليمان براذرز» الاميركي وشركة «سيغما» اضافة الى شراء «ي بي مورغان تشيز» للانشطة المصرفية التابعة لمجموعة «واشنطن ميوتيوال» المالية الاميركية.

وكانت شركة التأمين السويسرية قد أعلنت ايضا في نهاية اكتوبر (تشرين الأول) انها دفعت نحو 600 مليون دولار قبل احتساب الضرائب لتسديد قيمة الأضرار التي سببها الإعصاران غوستاف وآيك.

وفي حين اعتبر المحللون ان نتائج «زوريخ فايننشال سرفيسز» متينة عموما في اطار الازمة، تراجع سعر سهمها 4.91 في المائة ليصل الى 30،205 فرنك سويسري حوالى الساعة 11:34 في بورصة سويسرا في سوق شهدت ارتفاعا طفيفا. وعلق المحلل ستيفان شورمان في ملاحظة لشركة «فونتوبل» ان «زوريخ فايننشال سيرفيسز» لا يمكنها الافلات من ظروف السوق الصعبة». من جهتها، تعرضت نظيرتها «سويس لايف» التي كانت قد أطلقت الاربعاء صفارة الانذار حيال نتيجة تتضمن خسارة متوقعة خلال العام بدلا من ارباح متوقعة بين 8.1 و9.1 مليار فرنك سويسري، لضربة قوية جراء مخاوف السوق. وتدهور سعر سهمها اكثر من 20 في المائة. وفي غمرة هذه الاحداث، خفضت وكالة التصنيف المالي «ستاندرد آند بورز» تصنيفها للديون الطويلة الاجل والملاءة المالية لشركة التامين الى «بي بي بي».

وفي اي حال، فان تشاؤم المحللين يتجه نحو شركة «سويس ري» التي تواجه المشاكل نفسها للمجموعة الأميركية للتأمين «ايه آي جي» مع التسليفات الهالكة. وأوضح مارك افغن المحلل لدى «هيلفيا» ان «شركات التأمين لا تواجه المشاكل نفسها للمصارف مع اسهمها البالغة الخطورة». وأضاف «ان المجموعات التي تملك محافظ استثمارات مهمة ستشعر بانعكاس إفلاسات المؤسسات المالية»، موضحاً أن مخاطر استيفاء الديون الاضافية تزداد مع فترة الانكماش المقبلة.