نفط أوبك تحت 50 دولارا للبرميل لأول مرة منذ بداية العام .. و«اجتماع تشاوري» للمنظمة في 28 من الشهر الحالي

وكالة الطاقة تخفض توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط

TT

عرفت أسعار النفط أمس تذبذبا واضحا بعد ان ارتفعت العقود الاجلة للنفط الخام الاميركي وذلك بفضل ضعف الدولار وأنباء خطط منظمة أوبك لاجراء «مشاورات» في وقت لاحق هذا الشهر الى جانب عمليات تصيد للصفقات.

وكان النفط متراجعا في وقت سابق من المعاملات أمس وسط مؤشرات متزايدة على تباطؤ الطلب في ظل اقتصاد متراجع.

وارتفع سعر الخام تسليم ديسمبر (كانون الاول) في بورصة نيويورك التجارية (نايمكس) 68 سنتا أي ما يعادل 1.21 في المائة مسجلا 56.84 دولار للبرميل بعد تداوله في نطاق 54.67 دولار ـ وهو أقل سعر منذ سجل 53.82 دولار في 30 يناير (كانون الثاني) 2007 ـ الى 57.27 دولار.

وكانت رويترز قد نقلت عن مسؤول ايراني رفيع بقطاع النفط لرويترز قوله أمس ان أعضاء منظمة أوبك سيجتمعون في القاهرة يوم 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي للتشاور بشأن الوضع في سوق النفط بعد استمرار الاسعار في الهبوط.

وذكرت رويترز أن المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه قال «ليس اجتماعا استثنائيا لاوبك بل اجتماع تشاوري لبحث التطورات في السوق. وسيعقد في القاهرة يوم 29 نوفمبر»، وأضاف أن الامانة العامة لاوبك بعثت رسالة لكل الدول الاعضاء لاخطارها بالاجتماع.

وفي وقت سابق أمس قال مندوب ايران الدائم لدى منظمة أوبك لرويترز أمس بعد أن واصلت أسعار النفط انخفاضها الى أدنى مستوى في 22 شهرا ان منظمة أوبك مازالت تبحث ما اذا كانت ستعقد اجتماعا استثنائيا في 28 نوفمبر الحالي بالقاهرة. وقالت الاكوادور أمس انها تلقت دعوة لحضور اجتماع استثنائي لمنظمة أوبك في القاهرة يوم 28 نوفمبر الجاري قبل يوم من موعد اجتماع للدول العربية المصدرة للبترول. وتطالب دول أوبك بالتحرك لوقف هبوط النفط الى حوالي 55 دولارا للبرميل اذ تواجه تراجع الايرادات وتكافح لتمويل برامجها المحلية. وكانت أسعار النفط قد ارتفعت في يوليو (تموز) الماضي الى مستوى قياسي أعلى من 147 دولارا للبرميل. وكان شكيب خليل رئيس منظمة أوبك قد قال أول من أمس ان المنظمة قد تخفض الانتاج من جديد اذا واصلت الاسعار هبوطها وقال انه قد تتم دعوة منتجين من خارج المنطقة العربية لحضور اجتماع منظمة الاقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك). وقال وزير النفط الايراني غلام حسين نوذري هذا الاسبوع ان أوبك قد تعقد اجتماعا قبل الاجتماع التالي المقرر عقده في ديسمبر (كانون الاول). وقالت ايران ان أوبك قد تتخذ اجراء اذا واصلت الاسعار انخفاضها. وفي أكتوبر (تشرين الاول) الماضي وافقت دول أوبك على خفض الامدادات بمقدار 1.5 مليون برميل يوميا أي حوالي خمسة في المائة بدءا من أول نوفمبر لكن ذلك لم يوقف هبوط الاسعار. وعاد سعر سلة خامات منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) للانخفاض من جديد حيث تراجع دون 50 دولارا للبرميل في أدنى مستوى له منذ بداية العام الحالي.

ونقلت وكالة الأنباء الالمانية عن الأمانة العامة للمنظمة قولها أمس في فيينا إن متوسط سعر البرميل الخام من إنتاج الدول الأعضاء سجل أول من أمس الأربعاء 49.94 دولار مقابل 52.24 دولار يوم الثلاثاء الماضي.

وأرجع المحللون هبوط أسعار نفط الأوبك إلى تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي وإلى الإجراءات الأميركية الأخيرة لمواجهة أزمة أسواق المال.

وكانت وكالة الطاقة الدولية قد توقعت أن ترتفع إمدادات النفط العالمية إلى 106 ملايين برميل يوميا بحلول عام 2030 مقابل 84 مليون برميل خلال العام الماضي 2007 ، كما قدرت الوكالة احتياجات العالم من الاستثمارات في مجال النفط خلال العشرين عاما المقبلة بنحو 26 تريليون دولار بزيادة قدرها أربعة تريليونات عن التقديرات السابقة في العام الماضي. وخفضت وكالة الطاقة الدولية أمس تقديراتها لنمو الطلب العالمي على النفط مع تنامي المؤشرات على أن الاقتصاد العالمي أضعف بكثير مما كان يعتقد من قبل. وزاد الطلب على النفط هذا العام بأقل نسبة في عقد كامل، ومن المتوقع الان أن ينمو الطلب في العام المقبل بواقع 350 الف برميل يوميا فقط بانخفاض 340 الف برميل يوميا عن توقعات وكالة الطاقة قبل شهر واحد. ويأتي خفض التقديرات في اعقاب اعلان توقعات اقتصادية أضعف لصندوق النقد الدولي الذي قال في السادس من نوفمبر الحالي ان الاقتصادات المتقدمة في العالم تتجه الى أول انكماش في عام كامل منذ الحرب العالمية الثانية. وقالت وكالة الطاقة «تقرير هذا الشهر يظهر تعديلات نزولية ملموسة على توقعاتنا للنمو في عامي 2008 و 2009 ». واضافت «هذا يتصل بشدة بالتدهور الحاد في الظروف الاقتصادية العالمية خلال الاسابيع القليلة الماضية نتيجة للازمة المالية المستمرة». وفي تقريرها الشهري خفضت الوكالة تقديراتها لنمو الطلب على النفط في عام 2008 بواقع 320 الف برميل يوميا ليصل الى 120 الف برميل يوميا. ومن المتوقع الان أن يصل متوسط الطلب العالمي على النفط الى 86.2 مليون برميل يوميا في عام 2008 في حين ينتظر أن يصل في 2009 الى 86.5 مليون برميل يوميا. وتراجعت أسعار النفط بعد صدور تقرير الوكالة. وانخفض سعر الخام الاميركي الخفيف 26 سنتا الى 55.90 دولار للبرميل. وقد هبط الخام الاميركي بشدة عن مستواه القياسي عند 147.27 دولار للبرميل الذي بلغه في يوليو (تموز). وبحسب رويترز قال محللون ان توقعات الوكالة لتباطؤ نمو الطلب هذا العام والعام المقبل تبرر خفضا اخر في انتاج اوبك. وقال اوليفييه جاكوب محلل شؤون النفط في بتروماتريكس «سيبرر هذا لاوبك خفض مليون برميل يوميا أخرى على الاقل لانها تسعى الى عودة العالم الى أيام التلهف على الامدادات». وفي تقريرها خفضت الوكالة تقديراتها للطلب على نفط اوبك في الربع الاخير من العام الى 31.1 مليون برميل يوميا مقارنة مع انتاج المنظمة في اكتوبر البالغ 32.1 مليون برميل يوميا. ومع تباطؤ الطلب ترتفع مخزونات النفط في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. وقالت وكالة الطاقة ان المخزونات في نهاية سبتمبر (ايلول) بلغت ما يوازي 55 يوما من الطلب بارتفاع 2.2 يوم عن المتوسط بين عامي 2003 و2007.