أفريقيا تفوض جنوب أفريقيا التحدث باسمها وعن مصالحها بخصوص الأزمة

رئيس مفوضية أفريقيا يصف اجتماع 35 دولة أفريقية بمجلس حرب

TT

ستقوم جنوب افريقيا الدولة الوحيدة الحاضرة من القارة الافريقية في قمة العشرين بواشنطن، بطرح المشاكل التي تواجهها بسبب الأزمة المالية العالمية. انيط هذا الدور بها كونها الأقوى اقتصاديا في القارة، وواحدا من اقوى اقتصاديات العالم العشرين، بعد ان عبر وزراء المال وحكام المصارف المركزية في 35 دولة افريقية عن «قلقهم العميق» من تأثير الأزمة على بلدانهم وفوضوا نيابة عنهم جنوب افريقيا للتحدث باسمهم في القمة.

واكد المجتمعون في بيان عقب اجتماعهم أول من أمس في تونس «ان اقتصاداتنا بقيت نسبيا بمنأى من الآثار الاولى للأزمة (غير) اننا قلقون جدا من آثارها على المديين المتوسط والبعيد على اقتصاداتنا».

وأضاف البيان، كما ذكرت الوكالة الفرنسية للأنباء، «يجب ان نخفض توقعات النمو لدينا»، مؤكدين ان «التباطؤ العالمي سيقلص الفرص التجارية، وامكانية الحصول على تمويلات وتحويلات المهاجرين والاستثمارات الأجنبية المباشرة». وطالب المجتمعون «مشاركة اكبر لأفريقيا بهدف اسماع صوتها وأخذ مصالحها في الاعتبار».

وكان مسؤول بارز من مؤسسة التمويل الدولية ذراع البنك الدولي لتمويل القطاع الخاص، قد صرح ان الازمة المالية العالمية لن يكون لها تأثير يذكر على افريقيا جنوب الصحراء، بسبب عزلتها النسبية عن الاقتصاد العالمي.

لكن تضررت افريقيا بشدة بارتفاع أسعار الوقود والمواد الغذائية، لكن المشكلات في القطاع المالي العالمي سيكون اثرها أقل على شعوب واقتصادات افريقيا.

وكان جان فيليب بوسبر مدير مؤسسة التمويل الدولية لشرق وجنوب افريقيا قد صرح لرويترز سابقا «من حسن الحظ انا لا أعتقد انه سيكون لها تأثير يذكر، لأن المنطقة لم تتكامل بعد» مع الاقتصاد العالمي. وأضاف «سيعاني المستثمرون من نقص في السيولة، وسيكون هناك اهتمام بجذب المستثمرين.. لكني اعتقد ان الأثر سيكون أقل منه على بقية العالم».

وطلب الاجتماع الذي نظمه البنك الافريقي للتنمية والاتحاد الافريقي والمفوضية الاقتصادية لأفريقيا في الامم المتحدة، من جنوب افريقيا «عرض وجهة نظر افريقيا».

وهذه القمة التي دعا لها الرئيس الاميركي جورج بوش ستنكب على تحديد مبادرات جماعية لمواجهة الازمة المالية واصلاح النظام المالي العالمي، الذي وضع غداة الحرب العالمية الثانية.

وقال رئيس المفوضية الافريقية جان بينغ خلال الاجتماع «نحن مجتمعون اليوم في اطار مجلس حرب». وعبر عن رفضه للأفكار المسبقة بشأن «افريقيا المتخلفة دائما» وعن اسفه لأن القارة «لم تتم دعوتها فعليا لاعمال مجموعة العشرين ولا اشراكها في التحضير لها على اي مستوى».

واضاف «نحن ايضا في حرب ضد انفسنا (..) وصمتنا المدوي وبطء تنظيمنا لصفوفنا في جبهة موحدة». وسعى الاجتماع الى تقديم مقترحات بشأن اصلاح النظام المالي العالمي.

ودعا بينغ منظمي قمة مجموعة العشرين الى عدم اهمال «حق افريقيا في تقديم مساهمتها في بناء عالم الغد»، مشيدا بالمسعى الاوروبي الذي بادر اليه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، من اجل البحث عن حلول شاملة، معتبرا انه يشكل «نموذجا».

ومثل الاتحاد الاوروبي في اجتماع تونس وزير الدولة الفرنسي لشؤون التعاون الان جوانديه «الذي حضر للاستماع الى رسالة افريقيا لإيصالها الى قمة العشرين» كما قال لوكالة فرانس برس، مضيفا «انها رسالة قلق على المستقبل».

وعكس المتدخلون في الاجتماع صورة قاتمة للوضع في افريقيا. وقال الرواندي دونالد كابيروكا رئيس البنك الافريقي للتنمية «قبل الازمة كان اقتصاد قارتنا ينمو بنسبة 5.6 في المائة سنويا، وستصبح هذه النسبة حاليا 5 في المائة».

واضاف «ان الدول الهشة (اقتصاديا) والمعزولة، ستواجه صعوبات اكبر في الحفاظ على ادائها الاقتصادي»، معتبرا انه «بات من الملح على الدول الغنية، ان تدعم الاقتصاد وتستعيد الثقة فيه».

وتابع «ان ملايين الفقراء ينتظرون ليروا ما اذا كان سيتم اخذ مصالحهم في الاعتبار»، مشيرا الى ضرورة الابقاء على التنمية ومكافحة الفقر «في صلب الاهتمامات» والى ضرورة احترام التعهدات الخاصة بالمساعدة الرسمية للتنمية.

وعبر رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي، الذي تستضيف بلاده المقر المؤقت للبنك الافريقي للتنمية، عن الامل في ان تتمكن افريقيا «من اسماع صوتها، وان تجد مطالبها صدى لدى كبار صناع القرار» في العالم.