شركات للطاقة تتجه لتأجيل مشاريعها

أكثر من 200 شركة حضرت الملتقى السعودي للنفط والغاز

TT

كشفت مصادر عاملة في قطاع الطاقة لـ«الشرق الأوسط» أن شركات النفط والغاز الكبرى في منطقة الشرق الأوسط تدرس تأجيل عدد من المشاريع، حتى استقرار الأسواق العالمية، المتأثرة بالأزمة الاقتصادية.

وقالت المصادر المشاركة في «المعرض والملتقى السعودي للنفط والغاز» إن أسباب التأجيل تكمن في إعادة النظر في سياسات المشاريع التي أعلنت عنها تلك الشركات، في ظل الطفرة السابقة للاقتصاد العالمي، مشيرة إلى وجود عدد من المشاريع وقعت عقودها ولم يبدأ مباشرة التنفيذ بها، حيث تعمل تلك الشركات على إعادة الميزانيات المخصصة لتلك المشاريع في ظل الانخفاض الذي تشهده مواد البناء السبب الرئيسي في ارتفاع تكلفة المشاريع.

وأضافت أن المشاريع التي قررت في الفترة الماضية تمت دراستها على سعر عال لمنتجات تلك المشاريع في الأسواق العالمية، في حين أن الانخفاض المتوقع لأسعار منتجات الطاقة خلال الفترة المقبلة، قد يلغي الجدوى من الاستمرار في تلك المشاريع. وأشارت المصادر في شركات أميركية مرتبطة بعقود مع شركات الطاقة الكبيرة في السعودية الي أن التأجيل يتضمن مشاريع نفط وبتروكماويات، في حين أن مشاريع الغاز لا تدخل ضمن التأجيل المتوقع، كون السعودية بحاجة إلى المزيد من الغاز خلال الفترة الحالية.

في حين قال هاني قطب، الخبير النفطي، من شركة ويتهيرد فورد العالمية للطاقة، إن وضع الركود الاقتصادي الذي يجتاح العالم يحتم على الشركات إعادة النظر في مشاريعها، مشيراًَ الى أن تأجيل المشاريع يعتبر قرارا حكيما في سبيل ضمان الاستمرارية على حد تعبيره، لافتاً الى أن تلك الشركات تتخوف من الاستمرار وبالتالي تحقيق خسائر مستقبلية.

وأشار إلى انه يجب على الشركات العاملة في قطاع الطاقة التدقيق في جميع المصاريف الحالية، وذلك كون الاقتصاد سيدخل في مرحلة ركود كبيرة، موضحاً أن السيولة الحالية من الممكن توفيرها لمشاريع قد تعود بالنفع على تلك الشركات أكثر من المشاريع التي ستكلف الكثير، حيث قرر العمل بها خلال مرحلة الانتعاش.

وبين أن المرحلة المقبلة ستشهد انخفاضا طفيفا على الطلب العالمي على البترول، في ظل الأزمة الحالية. مشيراً إلى أن هذا الانخفاض سيكون ايجابيا على الدول المصنعة للبترول، كون البترول بحاجة إلى تريث في عمليات الاستخراج من الآبار.

من جهته أكد محمود البراهيم مدير مبيعات في شركة جنرال الكتريك الأميركية أن الطلب على مشاريع الطاقة الكهربائية ينمو في السعودية بشكل سريع. حيث يزداد الطلب على المولدات الطاقة الكهربائية في ظل الانتهاء من مشاريع ضخمة، مشيراً الى أن المصانع الضخمة في السعودية تطلب مولدات طاقة مستقلة لتتمكن من مواصلة أعمالها.

وأضاف أن ما حدث في الأعوام الماضية من طفرة اقتصادية، دفع الكثير من المصانع لعمل توسعات كبيرة في خطوط إنتاجها، مما رفع الطلب على الكهرباء.

وكانت أوراق العمل في المعرض والملتقى السعودي للغاز والزيت الذي يختتم أعماله اليوم قد شهدت الكشف عن أحدث تقنيات وتكنولوجيا استخراج الغاز والزيت، حيث أوضحت العديد من الشركات أن التكنولوجيا الجديدة ستساعد على توفير أكثر في تكلفة المشاريع.

ويذكر أن المعرض جذب في يومه الأول أكثر من2800 شخص، وتشارك في هذا المعرض الأول 207 شركات من 28 بلدا، وشهد حضور خبراء فنيين واختصاصيين في صناعة النفط والغاز من مختلف إنحاء العالم.