بداية ضعف سلبية الأسهم السعودية على المديين القريب والمتوسط

«المؤشر العام» يبحث عن منطقة دعم تاريخية جديدة

السوق السعودي يبحث عن نقطة ارتكاز جديدة اليوم (أ.ب)
TT

يبحث المؤشر العام لسوق الأسهم السعودي بدءا من اليوم عن نقطة ارتكاز جديدة بعد تجاوزه منطقة دعم تاريخية تعود إلى مستويات مايو (آيار) من عام 2004 عند 4929 نقطة كانت منطقة عول عليها المحللون الفنيون حينها، وسط متداولين راغبين بالاستثمار في ظل تدني المستويات السعرية وانخفاض المخاطرة نوعا ما.

وتخوف مضاربين ومتعاملين بسطاء تخذلهم الخبرة في تعاملات الأسواق المالية من فداحة الخسائر بينما مازال المؤشر العام يبحث عن نقطة ارتكاز. وأشار إلى «الشرق الأوسط» عبد القدير صديقي محلل فني سعودي أن الإغلاق تحت مستويات 5000 نقطة يعتبر إشارة سلبية على المدى المتوسط ولكن مدى قوة السلبية بدأ في الضعف نتيجة وصول أكثر المؤشرات الفنية إلى منطقة ( over sell) وهي مرحلة يصل فيها حل البيع إلى الذروة. وبين المحلل الفني صديقي أن مستويات 4566 و3815 نقطة هي المستويات الأكثر أمانا خلال الفترة المقبلة من عمر المؤشر العام في حال الوصول إليها خلال الأسابيع المقبلة، مشيرا إلى أن الخطوات السلبية التي سلكها المؤشر العام لسوق الأسهم السعودي خلال الأسبوعين الماضيين توضح أن المستويات السعرية وصلت إلى ما دون القيمة الدفترية وبعضها دون القيمة الدفترية مما يعطي إشارة واضحة على بدء ضعف السلبية على المديين القريب والمتوسط.

من ناحيتها، ذكرت مجموعة بخيت المالية ـ شركة مالية سعودية مرخصة ـ أن الهبوط الحاد يعكس عزوف المستثمرين عن الدخول في السوق مع غياب الحافز النفسي والقلق من تقلبات السوق الحالية، مشيرة خلال تقرير صدر عنها إلى أن مستوى التراجع الذي طرأ على أسعار أسهم القطاعات قد فاق الأثر المتوقع على الأرباح وخاصة قطاع الصناعة. وأفادت مجموعة بخيت أنه لو تم الافتراض بشكل متحفظ بأن الأرباح ستنخفض بنسبة 50 في المائة خلال عام 2009 فإن مكرر الربحية المستقبلي سيتراوح بحدود 7و9 مرات وهي أيضاً مستويات جذابة بالمقارنة بالأسهم المدرجة في السوق المحلية أو الأسهم العاملة في نفس القطاع المدرجة في الأسواق العالمية والذي يصل معدل مكرر الربحية الحالي لها نحو 13و15 مكرر.

ولفتت «بخيت الاستثمارية» أنه بالرغم من المعطيات السعرية الإيجابية إلا أنه لا تبدو المؤشرات المالية المحرك الرئيسي لتوجهات المتعاملين في ظل التذبذبات السعرية التي تسبب التوتر في القرارات الاستثمارية على المدى القصير، مفيدة أن الأهم هو استغلال المستويات القياسية التي بلغتها العديد من الأسهم لبناء مراكز استثمارية طويلة الأجل حيث من الصعوبة تحقيق أرباح رأسمالية من خلال عمليات المضاربة أو الاستثمار قصير الأجل وسط التذبذبات الحالية التي تشهدها السوق.

وتوقعت «بخيت الاستثمارية» أن يواصل السوق تذبذباته حول مستوى 5000 نقطة بانتظار ظهور محفزات جديدة تدعم استقرار السوق وتدفع بالسيولة للارتفاع تدريجياً، فيما تبقى الأعين منصبة حول النتائج المالية السنوية بانتظار ظهور أثر الأزمة المالية على أداء الشركات السعودية المساهمة.