وزير النقل السعودي: برنامج طموح لتوسعة شبكة الخطوط الحديدية وتأسيس شبكة جديدة

بدء أعمال مؤتمر ومعرض النقل الدولي الأول في الأردن

الحكومات العربية تدرس بشكل خاص تحديات قطاع النقل في منطقة الشرق الأوسط والاستراتيجيات المطلوبة للارتقاء بهذا القطاع الحيوي («الشرق الأوسط»)
TT

اعلن وزير النقل السعودي الدكتور جبارة الصريصري ان الدول العربية المشتركة في الخط الحديدي الحجازي اتفقت في اجتماعها الاخير على ان تطور كل دولة شبكة السكك الحديدية لديها تحت اطار منظمة (الاسكوا) اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب اسيا التي حددت محاور ربط السكك الحديدية بين الدول العربية حيث اصبحت المسارات احدث واقصر واقل تكلفة وصولا الى ربط الدول العربية.

واضاف الدكتور الصريصري لـ«الشرق الاوسط» على هامش مشاركته في مؤتمر النقل الدولي الاول الذي بدأت اعماله أمس الأحد في منتجع البحر الميت بالأردن انه تُرك لكل دولة ان تنفذ خطوط السكك الحديدية بداخلها مشيرا الى ان المملكة ستشهد في القريب العاجل برنامجا طموحا لتوسعة شبكة الخطوط الحديدية وولادة شبكة جديدة ستعمل على ربط شرق المملكة بغربها وجنوبها بشمالها عبر عدد من المشاريع اهمهما مشروع قطار الشمال الذي يهدف الى ربط شمال غربي المملكة بالرياض ويخدم نقل الفوسفات والبوكسايت الى راس الزور على الخليج العربي. وسيخصص جزء من المشروع لنقل الركاب بين عدة مناطق في الحدود الشمالية وحائل والقصيم ومنطقة الرياض والمنطقة الشرقية. وقال ان مشروع الجسر البري يعتبر من المشاريع التي ستنفذ بنظام البناء والتشغيل ثم الاعادة ويربط مدينة جدة بطول 950 كليومترا ووصلة الى ميناء الملك فهد بالجبيل بطول 115 كيلومترا ووصلة تربط ميناء ينبع بطول 300 كليومتر. وقال إن مشروع قطار الحرمين يعتبر ضرورة ملحة في الوقت الحاضر لنقل الحجاج والمعتمرين حيث يشمل المشروع انشاء خطوط حديدية مكهربة بطول 500 كيلومتر وتوفير قطارات سريعة بأحدث التقنيات المستعملة في القطارات العالمية وأنشاء خمس محطات. وكانت أعمال المؤتمر ومعرض النقل الدولي الأول لمنطقة الشرق الأوسط قد بدأت بمشاركة محلية وعربية ودولية واسعة برعاية العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.

من جهته أكد وزير النقل الأردني علاء البطاينه أهمية قطاع النقل بوصفه العصب الرئيسي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في أي دولة، وعلى اعتماد تطور وتوسع أي قطاع اقتصادي أو اجتماعي على مدى تجاوب قطاع النقل مع متطلبات التوسع والتطور لذلك القطاع. وقال وزير النقل الاردني علاء البطاينه ان المؤتمر سيمكن الحكومات العربية بشكل خاص من دراسة تحديات قطاع النقل في منطقة الشرق الأوسط والاستراتيجيات المطلوبة للارتقاء بهذا القطاع الحيوي الهام لما لهذا القطاع من أهمية في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وأشار إلى أن الأردن في السنوات الماضية قد أولى قطاع النقل أهمية خاصة نظرا لأنه يمثله في عجلة التطور، مشيدا بالوقت ذاته بدور القطاع الخاص في تطوير البنى التحتية لشبكات النقل من خلال تعديل الشراكات بين القطاعين العام والخاص والخصخصة وبخاصة قطاع النقل الجوي.

من جانبه قال الرئيس التنفيذي للشركة الاردنية للطيران محمد الخشمان ان الانخفاض الكبير على اسعار المشتقات النفطية سيساهم في تقليص نفقات النقل الذي يخدم مجالات اقتصادية متعددة مؤكدا ان الأردن لا يزال بحاجة إلى توسيع خدمات النقل الجوي بسبب ازدياد أعداد القادمين اليه مشيرا إلى ضرورة تطوير الشراكة بين القطاعات كافة من اجل التسريع في عملية التطوير والمنافسة عربيا وإقليميا.

واوضح الرئيس التنفيذي للمجموعة المتحدة القابضة عماد الدحلة أن اهمية هذا المؤتمر تنبع من اهمية قطاع النقل من حيث مساهمته في اقتصادات المنطقة واثره على القطاعات الاخرى، وخير مؤشر على هذه الاهمية حجم التجارة الخارجية في اقتصادات المنطقة على المستويين الوطني والاقليمي، فمجموع التجارة الخارجية في المنطقة العربية التي تعتمد بشكل رئيسي على النقل والخدمات اللوجستية تبلغ ما قيمته 5.5 في المائة من اجمالي الناتج القومي للدول العربية ككل ، فيما يساهم قطاع النقل في الاردن بحوالي 66 في المائة من صادرات الخدمات التجارية و 24 في المائة من واردات الخدمات التجارية مما يؤكد على اهمية هذا القطاع. وسيناقش المشاركون على مدى يومين سياسات النقل في منطقة الشرق الأوسط ـ نظرة مستقبلية من خلال جلسة وزارية خاصة يشارك فيها ثمانية وزراء نقل من العالم العربي، العولمة وقطاع النقل في الشرق الأوسط، الاستثمار في قطاع النقل والخدمات اللوجستية، والإصلاح في قطاع الطيران المدني وفي قطاع النقل العام، والسلامة على الطرق والاكتظاظ المروري، وأنظمة السكك الحديدية والدور المحوري للنقل في تنمية التجارة، وأهمية البنية التحتية للنقل، والنقل البحري إضافة إلى استعراض مؤسسات النقل في العالم العربي ومقارنتها بالممارسات والتجارب الدولية الناجحة في هذا المجال.

وشدد وزراء نقل الاردن والسعودية وسورية وفلسطين وممثلو وزراء تونس والكويت في جلسة حوارية حول سياسات النقل في الشرق الاوسط ـ نظرة مستقبلية برئاسة وزير النقل البطاينة على ضرورة تفعيل اتفاقيات النقل العربية المشتركة في مسعى لرفع خدمات الركاب والبضائع بينهم. وعرض الوزراء تجارب بلدانهم في قطاع النقل الجوي والبري والبحري ومساعيهم في تفعيل تسهيل النقل العربي المشترك، لا سيما في القطاع السككي.