جني الأرباح يعيد المؤشر العام إلى «النفق المظلم»

«فجوة» سعرية وثقافية تولد في عصر الأزمة المالية

متعامل في إحدى صالات التداول للأسهم السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

عاد المؤشر العام لسوق الأسهم السعودي الى الانخفاض مجددا بعد أن شهد يوم أمس الأول ارتفاعات قوية لجميع القطاعات بالسوق، ليعود مرة أخري بعمليات بيع يصفها كثير من المحللين الفنيين أنها جني أرباح. ليغلق سوق الأسهم منخفضا 38.73 عند مستوى 4490.46 نقطة بنسبة 0.86 في المائة بحجم تداول تجاوز 5.8 مليار ريال ( 1.5 مليار دولار) توزعت على ما يزيد على 345 مليون سهم. وشهد قطاعا «الصناعات والبتروكيماوية» و«الاتصالات وتقنية المعلومات» عمليات بيع كثيفة وخاصة على الأسهم القيادية بها «سابك» و«بترورابغ» و«الاتصالات السعودية» و«وزين السعودي» ليستحوذ القطاعان على 35 في المائة (2 مليار ريال) من قيم التداول اليومية والبالغة 5.8 مليار ريال.

وشهد السوق في بداية عمليات شراء قوية والتي ساهمت في ارتفاع المؤشر العام بأكثر من 3.6 في المائة، لكن عمليه الضغط من قبل اسهم قطاع الصناعات أدت وبشكل كبير في عملية التراجع الكبير لتزيد معها عملية التذبذب في الأسهم الصغيرة والمتوسطة.

ويري الدكتور فهد الحويماني عضو الجمعية الاقتصاد السعودي، انه من خطأ الاعتقاد أن الاستثمار في سوق الأسهم يمكن أن يتم بصورة عشوائية من دون انظمة وقواعد متفق عليها.

ويخطئ أيضا من يعتقد انه قادر على تحقيق عائد كبير خلال فترة زمنيه قصيرة، فهناك أساليب علمية وخبرات علمية تحكم عمل أسواق الأسهم. وأشار الحويماني الى أن اكتشاف الشركات الناجحة من الفاشلة لا يتم بالنظر الى أسعار الأسهم فقط دون تحليلها بشكل سليم، كما نوه الدكتور بأن إقبال عدد كبير من المستثمرين على أسهم معينة لا يعني بالضرورة جودة الشركة لأن أسباب تملك الشركات ودوافعها تختلف من شخص لآخر.

وتبين التحركات اليومية لسوق الأسهم أن هناك فجوة سعرية ثقافية بين المتعاملين والمستثمرين حيث واصلت أسعار الكثير من الأسهم الى مستويات متدنية يراها كثير من المتعاملين أنها مغرية للاستثمار في حين يري المستثمرون أن الأداء العام للشركة هو المقياس الحقيقي في ظل الأزمة الراهنة والتي صنعت الفجوة بين السعر المدرج بالسوق والمتعاملين والثقافة الاستثمارية من جهة اخرى.

وأفاد لـ«الشرق الأوسط» المهندس صالح الهاشمي المحلل الفني، أن المؤشر العام أكمل نموذج فني خماسي من مستويات 10100 نقطة إلى مستوى 4200 نقطة بشكل كامل وصحيح، مما يعطي أشارة لحركة تصحيحه للأعلى.

وبين الهاشمي أن الحركة التصحيحية تبدأ باختراق مستويات 6200 نقطة، شريطة أن يغلق المؤشر العام فوق مستويات 4600 نقطة خلال الأسبوع الحالي وسط أحجام تداول عالية لتؤكد الاتجاه المعاكس للمسار الهابط.

وأشار الهاشمي الى أن سهم سابك حقق جميع الشروط بوصوله الى مستويات 42 ريالا، مما يعطي حافزا جيدا لتغير المسار العام للسهم مما يعطي دفعة جيدة للقطاع الذي فقد الكثير من النقاط خلال الفترة الماضية. وجاء ذلك بعد هبوط السعر من قمة قدرت بـ153 ريالا إلى 42 ريالا، في حين حذر الهاشمي أن أي كسر لمستوى 42 ريالا يبطل النظرة الفنية على المدى القصير.