اجتماع في الدوحة ترعاه الأمم المتحدة للبحث في سبل دعم الدول النامية

مساعدات الدول الغنية أقل من 20 مليار دولار

الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر والى يساره بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة والى يمينه رئيس طاجيكستان ايمومالي رحمون لدى وصوله لحضور اجتماع يسبق مؤتمر الامم المتحدة لتمويل التنمية المنعقد في الدوحة (رويترز)
TT

بدأ وصول رؤساء دول ومسؤولون كبار بالتوافد امس الى الدوحة للمشاركة في مؤتمر ترعاه الامم المتحدة بهدف الحد من تأثير الازمة المالية على الدول النامية، يبدأ اعماله اليوم في العاصمة القطرية. ومن بين المسؤولين المنتظرين في الدوحة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ورئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو.

وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية ان الدول الغنية لم تفلح حتى الآن الا بالالتزام بتقديم اقل من 20 مليار دولار من المساعدات للدول النامية سنويا من اصل خمسين مليار دولار اضافية وافقت، في 2004، على تقديمها في حدود عام 2010، بحسب ارقام الامم المتحدة.

وما زالت المساعدات ما دون مستوى 130 مليار دولار سنويا الذي حددته الامم المتحدة ضمن اهداف الالفية للتنمية.

وفي وقت تضطر فيه القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والصين الى ضخ مئات مليارات الدولارات في اقتصاداتها، يتوقع ان تجد هذه القوى مزيدا من الصعوبة في تقديم المساعدات الاضافية التي تعهدت بدفعها للدول الفقيرة.

وقال متحدث باسم الامم المتحدة ان المحادثات «ستكون بمثابة جسر مع قمة مجموعة العشرين في واشنطن (..) وذلك عبر اقتراح خطوات ملموسة للحد من تأثير الازمة المالية على الدول النامية».

وذكر المتحدث ايضا ان المشاركين في الاجتماع سيسعون «الى تعزيز قدرة دولة على التحرك ازاء الازمة، وايضا ازاء مشكلة التغير المناخي».

وسيعقد الاجتماع عشية مؤتمر تستضيفه الدوحة حول تمويل التنمية، وهو مؤتمر تنظمه الامم المتحدة لمدة اربعة ايام، ويأتي في سياق مؤتمر مونتيري عام 2002 الذي توصل الى اتفاق مهم حول مبادئ التنمية في العلاقات بين الشمال والجنوب.

وتطبيق هذه المبادئ بات اكثر صعوبة مع بروز حجم مشكلة التغير المناخي وازمة التمويل العالمية، بحسب مسؤولين في الامم المتحدة. ولقاء أمس الجمعة في العاصمة القطرية هو بمثابة «خلوة» للتفكير الا انه ليس واضحا من سيحضره.

وقال المتحدث باسم الامم المتحدة ان «النمو الاقتصادي المتباطئ والمخاوف المستمرة تهدد الجهود التي تبذل لمواجهة المشاكل التي تعتبرها الامم المتحدة اولوية مثل الامن الانساني ومشكلة الفقر والمجاعة والتغير المناخي». وذكر المتحدث ان ازمة التمويل زادت من كلفة تأمين التمويل الذي تحتاجه الدول النامية، ان كان من مصادر محلية او من التجارة والاستثمارات والمنح والاقراض الخارجي ومساعدات التنمية.

واطلق بان كي مون فكرة عقد اجتماع الدوحة بعد توافق زعماء دول مجموعة العشرين الابرز اقتصاديا في العالم على العمل معا من اجل انعاش الاقتصاد العالمي.

واتفق زعماء مجموعة العشرين على الالتقاء مجددا في لندن في ابريل (نيسان) المقبل الا ان بان كي مون يأمل ان يشكل اجتماع الدوحة محطة لإلقاء الضوء على التقدم الذي سجل في معالجة المسائل المهمة.

كما يأتي اجتماع الدوحة غداة اطلاق البنك الدولي نداء الى الدول المانحة من اجل تعزيز مساعداتها للدول الفقيرة التي تضربها تداعيات الازمة المالية على الرغم من ان هذه الدول «لم تكن في اساس نشوء» الازمة على حد قول المؤسسة العالمية.

وقال رئيس البنك الدولي روبرت زوليك ان الدول النامية «تجد نفسها قابعة تحت رحمة ازمة لم تكن هي في اساس نشوئها».

من جهته، قال مساعد وزير الخارجية القطري محمد الرميحي في تصريحات صحافية ان «القمة السابقة لمؤتمر المتابعة لتمويل التنمية ستركز فقط على الازمة المالية العالمية الراهنة وستدور كلمات رؤساء الدول حول هذه المسألة وسبل تجاوزها وايجاد الحلول المناسبة لها».

واشار المسؤول القطري الى ان 55 رئيس دولة وحكومة من بينهم 25 رئيسا افريقيا سيحضرون المؤتمر الذي يبدأ رسميا اليوم.