تستعد حكومة بريطانيا للحصول على حصة رئيسية في مصرف رويال بنك أوف سكوتلاند البريطاني تصل إلى 58 في المائة بعد فشل مساهمي البنك في ضخ سيولة نقدية جديدة إليه من خلال شراء الأسهم التي طرحها البنك المتعثر قبل شهور.
وأعلن البنك اليوم أن المساهمين لم يشتروا سوى 0.24 في المائة من أسهم الطرح الجديد الذي بلغ حجمه 56 مليون سهم.
يعني هذا أن الحكومة سوف تدفع حوالي 15 مليار جنيه إسترليني (22.5 مليون دولار) لشراء حصة الأغلبية في البنك وحجمها 57.9 في المائة من إجمالي أسهمه.
يذكر أن رويال بنك أوف سكوتلاند الذي يمتلك أيضا بنك نات ويست، كان ضمن مجموعة البنوك البريطانية الكبرى التي طرحت كميات كبيرة من الأسهم الجديدة بهدف زيادة رأسمالها لمواجهة تداعيات الأزمة المالية العالمية الراهنة.
وترتبط المشكلات المالية التي يواجهها رويال بنك أوف سكوتلاند بشكل أساسي باستثماراته في سوق القروض عالية المخاطر في القطاع العقاري الأميركي والاستحواذ على مجموعة إيه.بي.إن أمرو الهولندي منذ عام تقريبا.
ويعد رويال بنك أوف سكوتلاند أحد ثلاثة هيئات مالية بريطانية استفادت من المساعدات الحكومية للالتزام بمتطلبات رأسمالية متشددة لمساعدة المصارف البريطانية ولمواجهة أزمات القروض، فقد اعتمد كل من مصرف لويدز تي اس بي وهاليفالكس (اتش بي او اس) اللذين اندمجا مؤخرا، على المساعدات الحكومية التي تمثلت في حصول الحكومة على الأسهم التي لا يمكنها بيعها، إلا أن بعض المحللين حذروا من أن حتى تلك اللوائح الرأسمالية المتشددة ربما لا تضمن استقرار المصارف البريطانية مع استمرار الأزمات في الأسواق المالية. وأوضح ستيفن هيستر الرئيس التنفيذي لمصرف رويال بنك أوف سكوتلاند «نحن نشعر بالامتنان للحكومة على ضمان الأسهم والدعم المالي واسع النطاق لانتشار السيولة وأسواق التمويل». وأضاف هيستر «نأسف أن المساهمين لم يستفيدوا من حقهم في العرض، ولكننا نتفهم أن المشاعر السوقية تجاه القطاع المصرفي، جعلت هذا العرض غير اقتصادي على المدى القصير». وامتنع أغلب المستثمرين عن شراء أسهم البنك بعد انخفاضها إلى أقل من السعر الأساسي للعرض، وهو 65.5 بنس للشهر الحالي. وانخفض سعر السهم ما يقارب 1.27 في المائة من قيمته في أوائل التداولات في بورصة لندن.