شركات الطيران العالمية تتنافس على جذب المسافرين بعد نقلها الحجاج للسعودية

«الرحلات مغلقة» جملة تدفع مسافري الداخل إلى استخدام وسائل النقل الأخرى

TT

دفع تدفق الحجيج لأداء ركن إسلامهم الخامس، إلى ازدحام رحلات الطيران من والى وفي السعودية، حيث تسجل اغلب شركات الطيران العاملة في المنطقة نسبة إشغال عالية نظراً لنقل الحجاج.

وقال مسؤولون في شركات طيران ومسافرون ان الشركات تقدم عروضاً وتخفيضات للاستفادة من الطائرات التي تنقل الحجاج إلى السعودية، حيث تعود اغلب الطائرات فارغة إلى بلدانها الأصلية، الأمر الذي يدفع تلك الشركات إلــى استغلال هــذه الفتــرة بجذب المســافرين لطائراتها. في حين يواجه مسافرو الداخل صعوبة وجود حجوزات بين المدن الرئيسية، حيث تتحول شركات الطيران الداخلية الثلاث إلى خدمة الحجيج، بات سماع جملة «جميع رحلات اليوم مغلقة أمرا طبيعيا، مما دفع مسافري الداخل إلى استخدام وسائل السفر الأخرى، كاستخدام الطرق البرية، واستخدام القطار بين الدمام والرياض». وقال بدر العلي مدير شركة سفريات ان اقتران موسم الحج مع إجازة عيد الأضحى المبارك يوفر السبل، لتقديم العروض، فشركات الطيران لا ترغب في دفع أجرة إضافية للمطارات في ظل انتظارها لعودة الحجاج، الأمر الذي يجعلها تقدم عروضاً مخفضة بشكل غير مسبوق، مع تكاتف شركات السياحة للدول التي تواكب ذلك التخفيض من خلال عروض للإقامة في هذه البلدان. وأضاف «ان ماليزيا وسنغافورة وتركيا، وكذلك الخطوط الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط، أكثر الدول حرصاً على طرح العروض السابقة، مشيراً الى أن العروض تتغير بعد انتهاء موسم الحج، حيث تشهد عودة الحجيج نسبة إركاب عالية لدى خطوط الطيران». وذكر العلي انه في ظل الازدياد الحاصل في الطلب على الطيران الداخلي في السعودية، وعلى الرغم من دخول شركات الطيران الاقتصادي، إلا أن النمو تجاوز حدود التوقعات، مما جعل المسافرين يفاجؤون في ازدحام الرحلات مع دخول موسم الحج. من جهته قال سامر عطوي المدير التنفيذي التجاري لشركة «سما للطيران» عن موسم حج هذا العام، ورحلات الطيران الداخلية، ان شركته تجاوزت تحدي موسم الحج بنجاح، حيث تم نقل أكثر من 35 ألف حاج من 4 من دول مختلفة في آسيا وأفريقيا إلى جدة والمدينة المنورة، مبيناً ان الحج يعتبر موسم دخل لكل القطاعات العاملة فيه، ولافتاً الى أنه يعتبر فرصة مناسبة لجذب المسافرين بعد نقل الحجاج من خلال عروض مختلفة لبعض الدول المطلوبة من المسافرين في الداخل لنقاط خارجية. وأكد أن شركته تطرح عروضاً مختلفة خلال الفترة الحالية، الأمر الذي يحقق نسبة التعادل بين نقل الحجيج وبين نقل المسافرين للخارج، حيث تعمل الشركة على الاستجابة للطلب المتزايد للمسافرين خلال الفترة الحالية، لافتاً الى أن نسب الإركاب لرحلات الشركة الداخلية والدولية تعتبر مرتفعة، وأكد أنها تصل في بعض الرحلات إلى 100 في المائة، خاصة في الرحلات الدولية التي تسيرها الشركة إلى كل من أبو ظبي، الشارقة، عمّان، بيروت، دمشق، حلب، اللاذقية، الإسكندرية، أسيــوط، شرم الشيخ ومومباي. وقال محمد بن محفوظ موظف في القطاع البنكي ان شركات الطيران قدمت له عروضاً جيدة خلال موسم الحج، حيث توجه إلى بعض مكاتب السفر والسياحة لتجهيز رحلة سياحية ليقضي بها «شهر العسل»، مؤكداً ان العروض انهالت عليه وبأسعار خيالية، مشيراً الى أن احد مكاتب السفر والسياحة قد له عرضاً بقضاء 15 يوماً في إحدى دول شرق آسيا السياحية، بقيمة تصل إلى 10 آلاف ريال (2666 دولارا)، الأمر الذي شجعه على قبول العرض. يذكر أن اغلب شركات الطيران تعمل على طرح عروض مغرية لتسجيل هامش ربحي أعلى، في ظل نقلها إلى ما يقارب 1.7 مليون مسافر من الخارج إلى السعودية، وذلك خلال فترة قصيرة تتراوح بين شهر وثلاثة أيام، مما يجعلها أكثــر وقتــاً فــي السنة يشهد حركة سفر كبيرة في العالم. تُلك الحركة والزيادة التي تعمل عليها الحكومة السعودية في توسعة المشاعر المقدسة لاستيعاب حجاج أكثر، دفعت عددا من شركات الطيران إلى تشغيل خطوط مباشرة بين دولها وبين السعودية للاستفادة من حركة الركاب من والى السعودية.